مَا الَّذِي يَحْدُثْ عِنْدَ إلتِقَاءْ اللَّاشَيء بِاللَّاشَيء؟...
.
.
.
.
.
.
هدير الة القهوة ثم صوت خريرها وهي تخرجها في الكوب...قرقعة بعض الاكواب و الأواني...رائحة القهوة الممزوجة برائحة بعض المعجنات ...بضع أشخاص متناثرين هنا وهناك على طاولاتهم لا يكاد عددهم يتجاوز أصابع اليد الواحدة ...
هناك تجلس على يسارها واجهة المقهى الزجاجية على كرسي مرتفع أمامها طاولة مستديرة صغيرة ...
المقهى يطغى عليه اللون الأسود مع الرمادي وأما جدرانه فكانت من القرميد القديم والأرض من الخشب الغامق كما المنضدة التي يعدون من خلفها القهوة ...
هناك يجلس هو على يمينه الواجهة الزجاجية للمقهى ...على كرسي مرتفع أمامه طاولة مستديرة صغيرة...
كلاهما يحدق أمامه...
كلاهما يحدق بالاخر...
لا يفصل بينهما سوى طاولة واحدة والتي لسبب ما لم يكن يجلس عليها أحد أبدا منذ دخولهم لهذا المكان أول مرة...
كعادتهم منذ سنة الان ...فقط يحدقون ببعضهم البعض...لا يمكنك حتى التخمين بما يفكرون...لا توجد أي تعابير يمكن قرائتها...لم يكونوا يبتسمون لبعضهم ولا هم عابسين ...نظرات خالية من أي مشاعر...
في بادئ الامر كان العاملون في المقهى يرمقونهم بنظرات غريبة لكن بعد وقت اصبح منظرهم معتاد لم يعودوا يعيروهم أي اهتمام لم يستغرب احد من رواد المقهى ذلك على أي حال,اغلبهم كان فقط يأخذ قهوته ثم ينصرف...لذا لم يلاحظ أحد حقا...
ربما لو كانا شخصين أخران لما حدث هذا...لكانا فزعا من جلسة التحديق الغريبة هذه ...لكن...لغرابة كل شيء حولهما هما فقط يفهمان...
أنت تقرأ
ثُقْبِي الْأَسْوَدْ
Science Fictionلَقَدْ ذَرَفْ الجَمِيعْ حِبْرْ حَيَاتِهِمْ عَلَي...كُنْتْ أَغَْرقْ فِي سَوَادِهِمْ الخَانِقْ...ظَلُّوا يُلْقُوا دِلاَءْ حَبْرِهَمْ عَلَي...حَتَّى دَخَل جَوْفِي...غَرِقْت بِهْ تَمَامًا...كَانُوا يَتَخَلَّصُونْ مِنْه بِسَكْبِه عَلَي...أَصْبَح دَاخِلِي...