(3)

3.9K 128 8
                                    

( بقلم :نهال عبد الواحد )

وبعد الإعتراف المتبادل للحب ابتسم، أمسك يديها وقبلهما فرقص قلبها فرحًا وقلبه أشد، إنه الحب الذي دخل قلوبهما فجأة وبدون استئذان، دخل وتعمق لأقصى مكان بالقلب، دخل وتغلغل رغم كل الحواجز و الإحتياطات.

أشهد ألا إمرأة
قد أخذت من إهتمامي نصف ما أخذتي
واستعمرتني مثلما فعلتي
و حررتني مثلما فعلتي
ودللتني مثلما فعلتي. إلا أنت
أشهد ألا إمرأة
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني... تغرقني...تشعلني....تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال إلا أنت
أشهد ألا إمرأة
تحتل نفسي أطول إحتلال وأسعد إحتلال
تزرعني وردًا دمشقيًا و نعناعًا وبرتقال
يا امرأة اترك تحت شعرها أسئلتي
ولم تجب يومًا على سؤال
ياامرأة هي اللغات كلها لكن
تلمس بالذهن ولا تقال

(نزار قباني)

عادت ندى من ذكرياتها لقد كان صادقًا وصريحًا معها، أخبرها وحذرها بكل ما ستلاقيه، عن طبيعة عمله وحياته، هي قد وافقت و رحبت فلماذا التململ والتضجر الآن؟!

جلست مع نفسها تعاتبها حينًا ثم تعود لعنادها حينًا أخرى، قطع حديثها مع نفسها جرس الباب فذهبت تفتح، إذا بها زينب بهيئة مختلفة قلقة مختفية ابتسامتها المعهودة.

تحدثت ندى بلهفة ممزوج بقلق: أهلًا يا طنط مالك!

أهدرت بخوفٍ شديد: سيف تعبان من ساعة ما رجع وكان بيآوح معايا ودلوقتي سخن أوي والحرارة مش بتنزل ماعندكمش خافض للحرارة.

صاحت ندى بصدمة: طب خلي حضرتك معاه وهنزل أجيبله دكتور أحسن.

بالفعل أبدلت ملابسها سريعًا، ذهبت تحضر الطبيب، فحصه، شخص الحالة وكتب العلاج، ذهبت لإحضار العلاج، صارت كل يوم تحضر للإطمئنان عليه، قد لامت نفسها كثيرًا على تركها له طوال هذه الفترة.

تحسنت حالة سيف سريعًا، ولم يخفى على زينب مابين ندى وسيف فهي تعلم به منذ البداية لكنها لا تبدي هذه المعرفة.

سألته ندى بلهفة: عامل إيه دلوقتي؟

أجاب: الحمد لله أحسن كتير، آسف تعبتك معايا.

- ماتقولش كده ده حتي الجيران لبعضها.

التفت سيف لأمه واستطرد: باقولك إيه يازوزو ياست الكل! ماتقومي تعمللنا أي حاجة من إيديكِ الحلوين دول.

ضحكت زينب وهي تقف وقالت: ماااااشي!

وبعد إنصرافها، تابع: يعني لازم أعيا وأموت عشان تعبريني!

أجابته على إستحياء:خلاص بأه ياسيف.

-عارفة! أنا عمري ما كنت مخطط ف حياتي لحب ولا جواز لأني مش هلاقي اللي تفهمني صح.

-إيه اللي انت بتقوله ده بس؟

-ده قبل مااشوفك وتدخلي قلبي وفضلت أقاوم والله! لحد ما شوفتيني وعرفتيني وحسيتك حبتيني وكنت بقدم رجل و أ أخر رجل، وقولتهالك صريحة صعب تتحملي وكنت صادق معاكِ، بس انتِ وافقتي، عارف إني باقولك كده كل شوية، بس انتِ كل ما تشوفيني ولا أول ماارجع من مأمورية بتفضلي تلوميني؟

(حبي الأول و الأخير )  By : NoonaAbdElWahed حيث تعيش القصص. اكتشف الآن