(6)

2.8K 108 18
                                    

(بقلم :نهال عبدالواحد)

تركته ندى، انصرفت باكية لا تلتفت إليه مهما توسل إليها ومهما نادى عليها.

ذهبت مسرعة دخلت شقتها، أجهشت بالبكاء الشديد، ارتفع نحيبها، مهما سألتها أمها تقول أنها متعبة فتتركها ثم تعود إليها من جديد دون جدوى، اتصل والدها بيوسف ليخبره أن ابنته مريضة واستأذنه في أجازة فوافق على الفور.

مرت عدة أيام على ندى في حجرتها لا تأكل ولا تتحدث إلى أحد، تغلق هاتفها وتبكي مجددًا ليلًا ونهارًا.

لم يكن حال سيف أفضل من حالتها، رغم إحساسه الدائم و توقعه بأن ذلك الحب لن يكتمل، لكنه حزن بشدة وتألم كثيرًا بدرجة قد فاقت توقعاته ولأول مرة شعر بالضعف والانكسار خاصةً وصوت بكاءها يصله ويسمعه فيتألم أكثر وأكثر، لكنها لم تسمعه، لم تسمع دفاعاته، لم تثق به كما تمنى، نسيت كل شيء بينهما، نسيت كل حديثه معها عن عمله، صعوبته والحيل التي يلجأ إليها، نسيت أنه قد أخبرها عن وجود من يسعى للتفريق بينهما، هل من عودة لهما أم انتهى كل شيء؟!

هل ينظر لها كغادرة تخلت عنه عند أول إختبار؟ كيف لها أن تضرب بحبهما عرض الحائط هكذا؟
هل هذا ماتمنته لأنها لن تستطيع تحمل قواعد العيش معه؟

كان قد لمح رقم الهاتف الذي أرسل ذلك المقطع حاول أن يصل لهويته أو أي شيء عنه، لكن لا وجود له كأن صاحب الخط اشتراه فقط لإرسال ذلك المقطع والتفريق بينهما، إذن فهو قطعًا يعرف طباع ندى العشوائية المتسرعة، لم يكن أمامه متهم سوى شخص بعينه، أجل اتهم يوسف لكنه لا يمتلك أي أدلة، لكن المشكلة تكمن في ذلك الرفض الشديد من ندى، وكأنها كانت سجينة ونالت حريتها.

حزن يغتالني و هم يقتلني وظلم حبيب يعذبني آه
ما هذه الحياة التي كلها آلام لا تنتهي وجروح لا تنبري
و دموع من العيون تجري
جرحت خدي أرقت مضجعي و سلبت نومي
آه يا قلبي يالك من صبور علي الحبيب
لا تجور رغم ظلمه الكثير و جرحه الكبير
الذي لا يندمل ولا يزول
مازلت تحبه رغم كل الشرور
مازلت تعشقه رغم الجور والفجور
ما زلت تحن إليه رغم ما فيه من غرور
قلبي.... ويحك قلبي إلى متى... إلى متى؟
أخبرني بالله عليك إلى متى؟
هذا الصبر وهذا الجلد والتحمل إلى متى؟
هذا السهر والتأمل إلى متى؟
هذه المعاناة والتذلل ؟
كف فاكره كما كرهت
واهجر كما هجرت
وعذب كما عذبت
واظلم كما ظلمت
واجرح كما جرحت
فلقد عانيت كثيرًا وصبرت كثيرًا وكثيرا
على حبيب لا يعرف للحب معنى
أما آن لك يا قلب أن توقف كل هذا؟
فبالله عليك يا قلبي..... كف
(نزار قباني)

مرت أيام اضطرت ندى العودة إلى العمل لعلها تنسى ماهي فيه لكنها توقفت عن كل هذه التدريبات، فلا داعي لها الآن.

عادت لعملها ذابلة وحزينة على هيئة لم يعهدها يوسف من قبل، حاول من حين لآخر أن يخفف عنها بطريق غير مباشر و يتقرب إليها خاصةً وأن له أسلوب ناعم ورقيق للغاية يذوب بين يديه أي قلب حتى استطاع و نجح في ذلك.

(حبي الأول و الأخير )  By : NoonaAbdElWahed حيث تعيش القصص. اكتشف الآن