(بقلم :نهال عبدالواحد)
لم يتحمل الأب الصدمة سقط وتوفى في الحال أما نعمة زوجته أم ندى فقد صُدمت صدمة شديدة وفاة زوجها، ضياع كل شيء، والأهم ضياع ندى بلا رجعة، كيف صدقا و آمنا لذلك المحتال؟!
يا ترى ما مصيرك يا ندى؟!
قد ضاع كل شيء!كانت الصدمة من شدتها أصابتها بجلطة ومنها بشلل فلم تعد تتحرك أو تنطق، لم تكن معها سوى جارتها وأختها زينب التي ظلت جوارها، أقامت معها تمرضها وترعاها وتفعل كل شيء لها حتى إنها لتحممها وتساعدها في تبديل ملابسها وأدق تفاصيلها مما آلمها ذلك بشدة.
وكل ما يشغل نعمة الآن هو ندى، كيف حالها؟
وماذا فعل بها؟ هل ضاعت للأبد؟
وهما من أضاعوها بثقتهما غير المبررة بذلك اليوسف ولم يدم الأمر طويلًا فما كانت إلا أيامًا قليلة حتى ذهبت نعمة لحيث ذهب زوجها و توفيت في الحال.وصار لا أب ولا أم و لا أي أهل حتى ولا أموال!
حزنت زينب بشدة على فراقها لصديقتها و أختها، على كل ما فات، وكان الحزن من النصيب الأكبر لندى، فما مصيرها ؟
ولأين ذهبت ندى؟ازداد قلق زينب فندى لا يُعلم لها عنوان ولا حتى لأي بلد ستستقر، صار مصير ندى بالنسبة لزينب مصيرًا مفزعًا، تمنت كثيرًا عودة سيف ربما يستطيع الوصول لأي شيء رغم أنها لا تعلم حقيقته لكن ذلك هو إحساسها أن سيف هو الحل، هو الأمل الوحيد، لكن من أين تأتي به؟
تزوجت ندى ويوسف، قضيا أحلى شهر عسل، شهرًا كاملًا بين دول أوروبا تتنزه في كل دولة، مرت أجمل الأيام، أيام التدليل و الرقة، أيام تنزهات وترفيه ومغامرات، كانت تسمع أجمل الكلام و أرقه لم تسمع منه يومًا توبيخًا أو حتى كلمة لا يرفض بها على أي شيء.
وانتهى شهر العسل، بالطبع فلكل شيء نهاية، استقر يوسف وندى في شقة في باريس تطل نافذتها على منظرًا بديعًا، وحتى تلك اللحظة ندى أسعد مخلوقة تعيش سعادة لا مثيل لها، سعادة من عالم الحكايات الكلاسيكية.
وبعد إستقرارهما في الشقة بدأ يوسف يخرج لعمله لكنه كان يغلق الباب موصدًا عليها بمجرد خروجه وكان يظل بالخارج طوال اليوم.
بدأ يوسف يتغير، لم يعد يوسف الرقيق الحنون، فهو يخرج ويتركها وحدها يومًا كاملًا بل أحيانًا عدة أيام وهي محبوسة في شقتها، لا هاتف أو كمبيوتر ولا أي وسيلة إتصال فليس لديها سوى حوائط الشقة التي حفظتها تمامًا.
كان يوسف دائمًا يعود مخمورًا يكاد لا يرى أمامه فيسقط نائمًا في أي مكان حتى بنفس هيئته دون أن يبدل ملابسه، ويظل هكذا حتى يستيقظ وحده متى أراد فهي لا تجرؤ على إيقاظه.
بعد أن يستيقظ يبدل ملابسه و يخرج من جديد فلا وجود لندى في حياته فحتى لا يحادثها.
مرت أيام وأسابيع على ذلك الوضع حتى صارت لا تستطيع التحمل فهي مسجونة و دائمًا وحدها.
أنت تقرأ
(حبي الأول و الأخير ) By : NoonaAbdElWahed
Gizem / Gerilimالعمر ليس كله ربيعاً تتناوب عليه فصول السنة الأربعة فتلفحك حرارة الخيبات وتتجمد في صقيع الوحدة وتتساقط أحلامك اليابسة لكن حياتك ستزهر مجدداً لكن بعض البشر لا تفهم فتحتاج لدرس قاس وصفعة قوية ربما تفهم يوماً ما. -أرجوكي اسمعيني. =لا عايزة أسمعك...