الفصل العاشر

13K 378 2
                                    

كان الجميع يجلس على طاولة الطعام .. و المرح يطفو على الجو فى الغرفة .. بسبب تلك الضيفه خفيفة الظل .. لكن هى وحدها كانت بعالم .. تفكر بما يحدث حولها .. هل هى حقا ستتزوج منه بعد شهر و نصف .. هل تخبرة بالحقيقة انها ما زالت عذراء .. لا لا ليس الوقت المناسب .. ستظل صامتة حتى يطالب هو بمعرفة الحقيقة بعد زواجهم اذا حدث .. لكن حتى ذلك الوقت هل هناك شيئ سيحدث بينهم ..
خرجت من دهليز افكاره على صوت طرقعة اصابع امام وجهها .. نظرت بشرود لتجد يد لينا ..
لينا بابتسامة : سرحانة فى اية ؟؟.
شغف بابتسامة : و لا حاجه يا ليو ..
اّمنة بابتسامة : يلا يا شغف .. هتتأخرى على كليتك ...
شغف بتفكير : مش عارفة هروح الكلية و لا لا .. اروى مش بترد عليا ... و يز...
صمتت عسى والدته لا تعرف بما فعله صباح اليوم .. او بما اخبره له اثناء اتصال الصباح ..
امنة بابتسامة : و يزن مش هيجيلك من غير اروى ..
شغف بزهول : انتى عارفة منين ؟؟..
امنة بضحك : فكرك هو هيبعتلك بوكية ورد .. و يكلمك فى التليفون من غير اذنى مثلا .. طيب هيجب رقمك منين يا زكية ...
شغف بحرج : صح معاكى حق .. بس هو اتأخر و اروى مش بترد عليا يا ماما ...
امنة بابتسامة : يبقى هتستنى لغايه ما حد يتصل بيكى ..
دوى صوت رنين هاتف شغف .. نظرت للشاشه باستغراب ..لتجد اسمه ..
شغف بتوتر : ده هو ...
امنة بابتسامة :ردى ..
شغف بتوتر : السلام عليكم ..
يزن بهدوء : و عليكم السلام يا شغف .. معلش انا اسف جد على التأخير .. بس خصلت مشكلة و ...
شغف بفزع : مشكلة ايه .. حصلك حاجه ؟؟..
يزن بابتسامة : لا انا كويس .. دى اروى ..
شغف بخوف : اروى جرالها حاجه ..
يزن بثبات : اروى .. لقيناها واقعة فى البلكونة و رجلها متعورة و بتنزف ..
شغف بفزع : انا لازم اشوفها .. حبيبتى لا انت تيجى تأخدى حالا ..
يزن بحزم : مفيش داعى يا شغف ...
شغف بدموع : لا مش هسيب اختى و اعز اصدقائى لوحدها فى المستشفى .. انت سامع .. تيجى تأخدنى و لا انا هاجى بمعرفتى ...
يزن بابتسامة : خلاص .. خلاص هاجى اخدك .. بس هأخد معاكى لينا علشان طنط مش تعترض .. و علشان منبقاش لوحدنا ...
شغف بدموع : طيب .. تعالى بسرعة ماشى ..
يزن بهدوء : حاضر .. مسافة السكة بس .. سلام ..
أغلقت الهاتف و ملامحها حزينة للغايه .. توحى بأنها سمعت خبر محزن للغايه ..
لينا باستغراب : مالك يا شغف ؟؟.. و مين اللى فى المستشفى ..
شغف بخوف : دى اروى .. و لازم اروحلها و يزن جاى ياخدنى دلوقتى انا و انتى ... طبعا يا ماما حضرتك معندكيش مانع ...
امنة بحزن : لا يا بنتى .. طالما معاكم حد تالت مفيش مشكلة .. المهم طمنينى عليها ..
شغف بحزم : روحى البسى بسرعة يا لينا .. يزن فى الطريق .. هنروح لأروى المستشفى ...
اسرعت لينا الى الحجرة لتغير ملابسها .. بينما جلست هى تعبث بهاتفها و القلق يغزو ملامحها .. اروى ليست مجرد صديقة بالنسبة لها .. هى اكثر من اخت .. بل هى تؤامها التى لم تنجبها والدتها .. ستذهب لتجلس معها .. هذا ضرورى ...
**************************
كان يجلس على مكتبة .. يذاكر دروسة حتى ينتهى من هذة السنة المزعجة .. التى هى كابوسة حتى ينتهى منها و يلتحق بكلية الهندسة .. لقد تجاوز الثلاث ساعات يجلس على الكتاب .. يجب ان يأخد راحة 10 دقائق .. أمسك هاتفه الذى دواما يجعله على وضع الصامت .. وجد رسالة نصية من اخيه الاكبر يزن .. اثار ذلك استغرابه لما يرسل له يزن رسالة .. فتحها باستغراب .. شيئا فشيئا تبدلت ملامحه من الاستغراب الى الصدمة و الرعب .. قفز من مقعده متجها الى الخزانة الخاصه به .. ليغير ملابسة على اقصى سرعة ..
حسام بصراخ : ماما ...يا مـــــــــــاما ..
اقتحمت نادية الغرفة بغيظ .. و هى ترى ابنها يرتدى ملابسه ..
ناديه بغيظ : ايه عاوز ايه ؟؟.. و بتلبس ليه رايح فين ..
حسام بغيظ لا مش رايح .. رايحين .. بنتك اتعورت فى البلكونة و هى حاليا فى المستشفى و حضرتك مش حاسة ..
نادية بخوف : اروى .. حصلها ايه ؟؟..
حسام بحزم : يلا يا ماما .. بسرعة بس ...
اسرعت نادية الى غرفتها لترتدى ملابسها على عجلة .. لتذهب الى رؤية ابنتها التى جرحت لسبب تجلهه .. بل و تجهل مكان جرحها .. تجهل كل شيئ .. لكن لا يهم .. المهم ان تسرع للتوجه الى ابنتها الوحيده .. بالتأكيد هى جرحت نفسها لانها ارادت الخروج .. هى عنيدة للغايه مثلها مثل يزن و والده ..
لكن يجب ان تؤهل نفسها للقاء تلك التى تسحر لأبنها البكرى .. و لأبنتها ايضا .. تلك الساحرة ذات العيون الرمادية التى وقع ابنها بعشقها منذ زمن .. لكنها ستفعل كل ما يتوجب فعلة لتبعدها عنهم .. ربما تتضطر لفعل اى شيئ .. حتى اذا اضطرت لطردها بمجرد رؤيتها ...
حسام بغيظ : ماما .. يلا هتفضلى واقفة قدام المراية كده كتير ... يلا ..
نادية بهدوء : لا .. خلاص جهزت .. يلا نمشى ...
توجهت مسرعة مع ابنها .. لكى تتوجه الى ابنتها .. و تحاول استعادة اولادها الذين يتساقطون من تحتها بهدوء تام .. دون ان تشعر كما تظن ...
****************************
كانت ترقد على الفراش .. تهزئ بكلمات غير مفهومة بسبب المخدر الذى أصرت على أخذ حتى تتحمل تخييط الجرح .. و الطبيبة المشرفة عليها تستعيذ من الشيطان و تزفر بضيق حتى لا تفقد عقلها ..
الطبيبة بغيظ : يا أنسة أهدى شوية .. مش عارفة اعمل حاجه منك .. أهدى ..
اروى يتألم : مش قادرة .. مش قادرة .. البتاعة دى بتموتنى ..
الطبيبة بغيظ : بتاعة اية .. هو انتى حاسة بحاجه اصلا .. ده انتى واخده مخدر ..
اروى يتألم و صراخ : عليا الطلاق بتوجع .. انا حاسة بيها و بعدين الدم اهو .. اهو ..
الطبيبة بعصبية : صبرنى يا رب ..
تركتها الطبيبة بانفعال لتخرج من الغرفة لتنادى على أحد معارفها ليعاونها فى هذة الحالة ..
الطبيبة بغيظ : حد يعرف الآنسة اللى جوه دى ...
تردد هو فى الإجابة .. لكنه حسم أمره على الاقتراب .. يزن غير موجود .. لا يوجد غيرة حاليا ليتحمل مسؤوليتها ..
تيم بتردد : انا ..
الطبيبة بغيظ : طيب اتفضل معايا .. لازم حد يشغلها بالكلام علشان اعرف اخيط الجرح ... و هى حركتها كتير ..
تيم بتردد : طيب اتفضلى. ..
زفر تيم بضيق .. لا يوجد أمامة حل اخر .. فليعتبرها حالة مرضيه .. أو يعتبرها موقف و وقع به .. و وجب التعامل معه. ..
بمجرد أن وقع بصرها عليه حتى صرخت بعصبية ..
اروى بصراخ : انت جيت تانى .. جيت ليييييه ها .. شمتان فيا ...
تيم بغيظ : شمتان اييه و زفت اييية .. ده انا جاى علشانك .
اروى بخوف : جاى تعمل معايا الجلاشة صح .. اخ يا واطى ... منك لله .. هتروح من ربنا فين ...
كاد أن يسب و يلعن اللحظه التى عرفها بها .. لكن الطبيبة أشارت له بعيونها أن يكمل حديث معها .. لان هذا يجعل عملها اسهل .. بل و يجعل شعورها بالالم اقل لانها منشغلة بالحديث ...
تيم بغيظ : جلاشة ايييه الله يخربيتك .. هتودينى فى داهية ... و بعدين هو انا جيت جمبك ..
اروى بغيظ : لا و انا لسه هستنى لما تيجي جمبى .. هستناك انا لغايه ما تتحمرش بيا ...
تيم بزهول : اتحمرش بيكى .. ده ايييه اللغه دى .. يخربيت اللى علمك الكلام ...
اروى بغيظ : بقولك اييية .. انت تسكت ساكت ماشى ...
تيم بضحك : اسكت ساكت .. انتى بتجيبى الكلام ده منين ...
اروى بسخرية ؛ من سوق العبور ..
تيم بغيظ : يا خفة ..
اروى بسكر : بقولك اييية .. خد هنا ...
اقترب منها تيم بترقب ...
تيم باستغراب : عايزة ايييه ؟؟ ..
اروى بترقب : انت قلت ل يزن ...
تيم بابتسامة : لا .. صعبتى عليا الصراحه ...
اروى بابتسامة عريضة : رجولة .. و الله طلعت مز .. اييية ده لا لا و عيونك خضرا كمان ...
تيم بدهشة : انتى يا بنت انتى مجنونة .. و لا بتشربى خمرة .. و لا ايه حكايتك ؟؟..
الطبيبة بابتسامة : لا هى واخده مخدر .. علشان كده هى بتتكلم فى كذا اتجاة .. و بتقولى اى كلام ...
صرخت اروى بقوه من كثرة الالم الوهمى الذى تتصنع الشعور به ..
اروى بصراخ : اااااااااااااااااااااه .. بتوجع يا بنت .....
تيم بغيظ : اييييه .. بتولدى..
اروى بتألم : اكتر من الولاده .. يا ابو عنين خضرا انت ...
تيم بضحك : طيب اهدى و خدى نفس ..
اروى بابتسامة سكر : طيب .. بس اوعى تقول ل يزن .. ماشى ..
تيم بابتسامة : ماشى ...
لم يلحظ تيم .. أبرة المخدر التى غرزتها الطبيبة فى ذراع اروى .. لتسقط نائمة ...
تيم بابتسامة : ده مخدر ...
الطبيبة بارهاق : لا المره دى منوم .. علشان ترتاح ...
تيم بامتنان : شكرا خالص .. تعبتك معاها ..
الطبيبة بابتسامة : العفو .. ده شغلى . عن اذنكم ...
خرجت الطبيبة تحت نظرات تيم التى تحدق بالنائمة على الفراش .. لاحظ تيم خروج بعض خصلات شعرها الاسود من الحجاب الغير منتظم على وجهها الدائرى .. تنهد بعمق و هو يخرج من الغرفة .. و سؤال واحد يستحوذ على تفكيره .. لماذا لم يخبر يزن بالحقيقة ؟؟...
************************
ركضت على السلم الخاص بالبناية الخاصة بهم .. كانت تسير بأسرع ما يمكنها .. القلق و الخوف يسيطر عليها ان تفقد اعز صديقة لديها .. وجدته يجلس بسيارتة فى انتظارهم و ينظر اليهم من مدخل البناية .. هبط يزن من السيارة لكى يستقبلها .. هرعت اليه بكل الخوف التى تحملة بقلبها على صديقة عمرها ..
شغف بخوف : اروى كويسة ؟؟.. ايه اللى حصل معاها .. قلى بلاش تخوفنى عليها .. ما تنطق يا يزن ..
يزن بضحك : و اخيرا كلمة عدله فى اخر كل الكلام ده .. نطقتى اسمى ...
شغف بضيق : انا مش بهزر .. اروى ايه اللى حصل معها ..
يزن بتفكير : انا نفسى مش عارف ايه اللى حصل .. هى تقريبا لبسها مسك فى سور البلكونة او وقعت .. و رجلها اتفتحت .. و حاليا بتأخد حوالى عشرة غرز فى المستشفى.
شغف بخوف : يا حبيبتى .. زمانها بتعيط من كتر الالم ...
يزن بابتسامة : لا ده اكيد .. المهم يلا .. و فين لينا ..
لينا بابتسامة : انا هنا اهو .. واقفه من حوالى نص ساعة ..
يزن بغيظ : بتتريقى حضرتك .. اركبى يا اختى ..
لينا بضحك : يا ابيه يزن .. انا بس بخفف حده الجو ليس اكثر من ذلك و لا اقل ..
يزن بضحك : لا مثقفة يا بت ...
شغف بغيظ : يا برودكم انتوا الاتنين ... قاعدة مع عيال صغيرة ...
يزن بحرج مصتنع : ايه قصف الجبهه ده يا لينا ..
لينا بضحك : مش عارفه و الله .. بس احنا بيتحط علينا فعليا يا ابية ..
شغف بعصبية : بس بقى .. انا قلقانة على واحده من اكتر الناس المهمة فى حياتى .. و انتوا قاعدين بتهزروا مع بعض .. عارفة انكم عاوزينى اضحك .. بس لازم تعرفوا ان اروى دى اختى و مش هعرف مقلقش عليها .. زيك انت مثلا يا يزن لو كنت مكانها اكيد كنت هقلق .. انت و انتى و ماما و اروى اهم حاجه فى حياتى ..
اخفضت لينا بصرها بحرج .. يبدو ان الوضع لا يحتمل اى مزاح .. بينما يزن ظل يحدق بها .. هى بالفعل خائفة على اخته .. هى بالفعل تعتبرها اختها كما اخبرته على الهاتف .. لكن ما جذب انتباة هو اخر جملة قالتها " انت و انتى و ماما و اروى اهم حاجه فى حياتى " .. يبدو انه فعلا بدأ ينجح فى التسلل الى قلبها .. قلبها ذلك الذى يفزع من مفارقة اى شخص غالى .. فهى بالتأكيد لا تحب تجربة ما عاشتة مع زوجها السابق ..
****************************

الاعيب القدر للكاتبه ايمان عبد الحفيظحيث تعيش القصص. اكتشف الآن