كانت ترتدى فستان صيفى من اللون الازرق .. به بعض الرسومات الخفيفه باللون الرمادى .. مما أظهر اللون الرمادى الخاص بعيونها اللامعه من السعادة .. كانت تقف فى نافذه غرفتها .. تنتظره ان يأتى كما أخبرها فى رساله منذ دقائق .. بينما كانت اروى تغط فى نوم عميق .. و لينا كذلك .. شكرت ربها انهم فى النوم .. و ألا لم تكن لتسلم من سخريتهم .. لقد أخذت الاذن من والدتها التى لم تمانع على الاطلاق .. بمجرد ان رأت سيارتة تقترب من البنايه التى تقطن بها .. أسرعت لتهبط من منزلها ..
شغف بابتسامة : صباح الخير يا زوجى العزيز ..
يزن بابتسامة : صباح النور يا شغفى ..
شغف بخجل : قولى بقى هنروح فين ؟؟..
يزن بخبث : مفاجأه .. هقولك ازاى ؟؟..
شغف بابتسامة : لما نشوف ...
بعد مده ..
أوقف السيارة امام بناية ضخمه للغايه .. كتب عليها شركة النجدى .. أثار ذلك استغرابها بشده .. ما المفاجأه التى لديها و تمكث هنا .. توجهت للداخل معه بخطوات ثابتة .. شعرت بالفخر به لان كل الناس تحترمه للغايه .. ليس خوفا منه .. بل لانه شخص جيد ذا قلب رحيم بالجميع .. يحترم الصغير قبل الكبير .. رفيق للغايه بكبار السن الذى يعملون حتى يقدروا على الانفاق على صغارهم .. دخلت معه للمصعد ..
شغف باستغراب : احنا رايحين فين ؟؟..
يزن بابتسامة : قربنا خلاص .. اصبرى بس ..
لاحظت ان المصعد يتجه للأعلى .. للطابق الخامس عشر .. أمسك يدها بهدوء حيث يتوجه الى طرف جانبى .. وجدت سيدة بشوشة الوجهه .. تجلس على الطاوله .. حياها بطريقة هادئة راقيه .. ثم فتح باب مكتب .. و أدخلها و أغلق الباب خلفه .. صدمها مدى اتساع و رقى المكتب .. كان كله باللون البنى اللامع الممزوج ببعض النقوشات الراقيه الذهبيه .. توجهت بخطوات هادئه الى المكتب .. لتجد كما توقعت .. صورتين فى أطارين غايه فى الاناقة على مكتبه .. واحده تجمع جميع افراد عائلته .. و الصورة الاخرى لها .. لم تدرى متى احضرها .. او من أين اتى بها ؟؟..
شغف بابتسامة : امم . بنعمل ايه احنا هنا بقى.. اكيد دى مش المفاجأه ..
يزن بابتسامة : دى مش المفاجأة .. المفاجأة لسه هنا ..
قالها و هو يشير بأصابعه الى باب فى أخر المكتب .. فى زاوية لا يستطيع أحد رؤيته الا اذا تفحص المكتب كله ..
شغف بترقب : ايه بقى اللى هنا ...
مد يده فى جيب بنطاله ليخرج منه مفتاح ذلك الباب .. و يعطيه لها...
يزن بابتسامة : افتحى و انتى تعرفى ...
أخذت المفتاح بأصابع مرتعشة .. تقدمت بخطوات مترددة .. و عقلها يكاد ينفجر من التفكير .. ما الذى بداخل الغرفة ؟؟ .. ما المفاجأة التي حضرها يزن لأجلها ؟؟ .. لا تنكر أن الخوف تسرب الى قلبها .. لكن الفضول لمعرفه ما تحتوى عليه الغرفة .. غلبها لتضع المفتاح في الباب .. لتشهق من المفاجأة .. ارتسمت الضحكة تلقائيا على ملامحها .. و هى ترى حلمها .. فستان زفاف الاميره .. ثوب طويل الأكمام ملئ بنقوشات دانتيل .. به الكثير من الفصوص الالماسية تكاثرت عند الصدر .. له ذيل طويل للغاية .. يصل طوله إلى متران أو أكثر ..
شغف بانبهار : ده .. ده حلو جدا .. ده ..
يزن بابتسامة : عجبك ..
شغف بفرحة : ده فظيييع.. انا عمرى ما شفت فستان أحلى من كده... بس مين اللي عمله ..
يزن بابتسامة : شايفه حد غيرى هنا و لا حاجه ..
شغف بصدمة : يزن .. انت اللى عملت الفستان ده ..
يزن بابتسامة : انا اللى صممته .. و انا اللى فصلته .. و انا اللى عملت كل كبيرة و صغيرة فيه .. علشان تلبسيه يوم الفرح ..
لم تقاوم رغبتها بمعانقته بقوة كبيرة .. فألقت بجسدها بين ذراعيه .. رفع هو ساعديه ليحاوط خصرها بحنان و الابتسامة العاشقة ترتسم على ثغره .. و أخيرا أصبحت له .. هو الآن مدرك تماما أنها تحبه .. أحساسه كالعطش الذى روى عطشه بعد أيام من الحرمان .. لكن هو لم تكن ايام بل سنوات.. سنوات و قلبه يفيض بعشقها .. و هو لا يستطيع الاعتراف .. بينما هى كانت تشعر بأنها امتلكت العالم .. أخيرا وجدت الامان و الاحتواء ..
شغف بابتسامة : انا مش عارفة اشكرك ازاى ..
أبعدها عنه قليلا .. ليحدق فى عيونها الرمادية الدافئة.. حاوط وجهها بيديه .. أسند جبهته على جبهتها .. و الابتسامة اللامعة ترتسم على ملامحه الرجوليه ..
يزن بابتسامة : انتى فعلا بتشكرينى بكل ابتسامه بشوفها على شفايفك.. بتشكرينى بكل نظرة فرحه من عيونك الرمادى .. بتشكرينى بكل ضحكة بتطلع من قلبك .. صدقينى يا شغف انتى أهم حاجه عندى فى الدنيا ..
أبتعد عنها قليلا و مازال يحدق فى فضة عيونها الدافئه .. قلبه ينبض عشقا بهذه الطفلة التى أمامة .. يتمنى ان يعتصرها الان بين ذراعيه .. لكن ليس الوقت المناسب .. طبع قبلة عميقة على جبهتها .. ليشعر بها يرتجف بين ذراعيه .. ابتعد عنها قليلا .. ليتوجه الى النافذه الواسعه التى تبرز جمال الطبيعه .. أشجار خضراء واسعه و كثيفة للغايه .. بينما على الجهه الاخرى .. يجد المبانى الضخمة .. ظل يحدق فى الفراغ بشرود ..
يزن بشرود : عارفة ...
سمع همهة خافتة منها .. فأيقن انها تحسه على الحديث ..
يزن بحزن : كان نفسى أكون اول راجل فى حياتك .. كان نفسى اكون اول واحد أصحى الصبح أتأمل فى ملامحك .. كان نفسى اكون الاول اللى يحضنك ..
شعرت بمدى حزنه و عمق عذابة .. لم تشأ ان تتحدث .. تركته لأحزانه و هى مقدرة تماما .. ان هذا الحزن لن يتلاشى حين تخبره بالحقيقة .. لقد اقتربت ساعه الحقيقة .. فلتصمت الان .. اليوم ستخبرة كل الحقيقة كاملة ...
يزن بابتسامة : يلا نأخذ البتاع ده و نروح .. علشان النهارده وراكى تعب كتير ..
بادلتة الابتسامة برقة .. و هى تنظر له بهدوء .. تعرف قدر حزن الرجل الشرقى حين يشعر أنه يأخذ شيئ مستعمل من قبل .. الكثير منهم يرى انها فوائض متبقية .. لكنه لم يفكر ذلك .. او ربما هذا يؤرقة قليلا .. لكنه على الاقل لم يتركها .. هو يجاهد ليعطيها حبه .. لكنها ستجعلة يدرك انه لم يخطئ فى قراره ...
************************
وقف فى الشرفة .. و هو ينظر بطرف عينه الى شرفتها التى لم يخرج منها اى شخص من البارحة .. هو رحل باكرا البارحه ليعطيه مجال أكبر التفكير بحريه قليلا .. مدرك تماما أن ما سمعته البارحة يحتاج للتفكير بعمق .. لذلك هو فضل مغادرة حفل عقد قران صديقه مبكرا .. لكنه أشتاق لها .. طوال الفترة الماضية كان ينظر لها من خلال شرفته خلسه .. من يوم محادثة والدته له بطلب يدها .. و هى تحتل المركز الاول في تفكيره .. حتى أنها لا تتركه فى أحلامه .. ماذا فعلت به تلك الفتاة .. تنهد بحرارة .. لتلتقط أذنه صوت حركة فى شرفتها .. نظر مسرعا بلهفه لعلها تكون هى .. لكن خاب أمله حين وجد أخيها الأصغر ..
حسام بابتسامة : صباح الخير يا تيمو ..
تيم بابتسامة : صباح النور يا حس .. أخبارك مع الثانوية ؟؟ ..
حسام بمرح : بلاش تقلب عليا المواجع .. سيبنى ده انا جسمى اتكسر ..
تيم بضحك : خير ؟؟.. عملوا فيك اييية ؟؟.
حسام بغيظ : بمارس دور أروى هانم فى التنضيف لانها باتت مع العروسة امبارح مش صحبتها الوحيدة ..
رغم أن الحنق و الغيظ أصابه لانها ليست فى المنزل .. لكنه ابتسم لانها بخير .. لن يتركها تغادر بيته حين تصبح ملكه ..
حسام بصراخ : انت يا عم ..
تيم بغيظ : ايييييه مالك ؟؟.. بتزعق ليبيه ؟؟..
حسام بغيظ : أديلى ساعه بتكلم و انت مش معايا .. دماغك فين ؟؟ ..
تيم بتردد : مش فى حته .. بس بفكر فى شغل ..
حسام بخبث : يا واد .. عليا انا برضوه .. أراهن أذا كان فى بنت فى السرحان ده ..
تيم بضحك : لا بنت و لا ست .. يلا امشى من وشى يا واد انت ..
حسام بابتسامة: ماشى يا عم هعديها بمزاجى .. عن أذنك علشان الست الوالدة مستنيه .. سلام يا تيمو ..
تيم بضحك: سلام ..
ظل يحدق فى الفراغ و الابتسامة العاشقة ترتسم على ثغره .. يفكر فيها .. الابتسامة الخجولة تزيديها جمالا .. تجعلها ملكه على عرش الجاذبية .. التفكير بها يزيد من حرارة جسده .. لذلك يجب ان ينشغل بأى شيئ .. و يترك التفكير قليلا ..
*******************
تصرفات طفولية ... عنوان ما تفعله الان ... حين استيقظت فى الصباح لم تجد شغف و عرفت من امنة انها غادرت للذهاب مع يزن .. اه من يزن .. ذلك المتيم بعشق صديقتها الوحيده ... الذى تغير 180 درجه من اجل شغف ... يزن الذى لم يخرجها مطلقا طوال حياتها يخرج مع شغف الان ...
اروى بغيظ : ماشى يا يزن .. رايح تفسحها .. ماشى و الله لوريك ... امتى يا ربى الاقى حد يفسحنى و يخرج معايا ..
عن تلك النقطه تذكرت تيم ... ت..ي..م .. تلذذت بنطق حروف اسمه بين شفتيها .. شردت قليلا فى ملامح وجهه الرجولى.. بشرة سمراء .. عيون حادة قليلا كعيون صقر صغير .. قامتة الطويله .. شهامته معها .. وقوفه بجانبها و لم يخبر أخيها عن فعلته .. هى مدينة له بهذا الأمر .. لكن طلبه للزواج منها قلب كل الموازين .. لقد أخبارها أنه يرتاح لها .. يشعر بالسعادة و هو يجالسها .. ارتسمت الابتسامة الخجولة تلقائيا على ملامحها الهادئة .. اى أنثى ترغب بمعرفة انها مرغوبة من قبل رجل .. هل تقبل به اذن ؟؟ ..
أفاقت من شرودها على ضربة خفيفة على كتفها .. انتفضت بقلق لتجدها لينا ..
لينا بخبث : وصلت ..
اروى بضحك : يلا بينا ..
أسرعت كلا الفتاتين ليقفا خلف الباب .. فى قدوم شغف .. لينفذا خطتهما التى عقدا العزم على تنفيذها عند الاستيقاظ و لم سبب يجداها بجانبهم..
فتحت الباب بصعوبة كبيرة .. لقد كانت تحمل فستان الزفاف الرائع بين يديها .. كان وزنه ثقيل نسبيا .. لكنه كانت تكاد تصل إلى السماء بسبب فرحتها .. أخير اليوم ستذهب معه لمنزله .. ستكون زوجته بمعنى الكلمه.. هى سعيده بحق .. قلبها يحلق في سماء العشق ..
اروى و لينا : بخخخخ .
شغف بصراخ : اااااااااااه ..
ثم دخل الجميع فى نوبة ضحك هستيرية .. كأنهم قد تم ادخالهم لمشفى المجانين .. أدت الى جلوسهم على الارض ... بينما وقع عليها فستان الزفاف ..
اروى بضحك : كده بتخرجى من غيرى مع اخويا كمان ...
شغف بابتسامة : اخوكى ده يبقى جوزى على فكره ...
اروى بضحك : لا بتقوليها عينى عينك كده .. مش مكسوفه يا قليله الادب ...
شغف بضحك : بس يا هبلة مش بقولك جوزى ...
اروى بغيظ : و الله هشتكيكى ل يزن ... و اقوله بتغلط فيا ...
شغف بثقة : قوليله .. مش بخاف من حد انا .. و بعدين ده يزن ده حبيبى ... مش هيعملى حاجه ...
يزن بخبث : يا شيخة ....
عم الصمت بين الجميع ... او بمعنى افضل سيطر الخجل على الفتايات جميعا بسبب سماع يزن لحوارهم ...
يزن بابتسامة : لا يا بت منك ليها على جوه .. عايز شغف فى موضوع ...
لينا بابتسامة : حاضر يا ابيه ...
فى لمح البصر كان كلاهما اختفى فى ثانية ...
يزن بابتسامة : و انتى كمان حبيبتى و مراتى و عمرى كله يا شغفى ....
كلماته أرسلت شرارة كهربائية لذيذه على طول عمودها الفقرى.. بدأت الفراشات الورديه تداعب معدتها .. لتجعلها تحلق في سماء عشقه التى تُمطر الان كلمات معسوله تُنعش أنوثتها .. شعرت به يقترب قليلا من موضع جلستها .. بل رأت قدميه أمامه مباشره .. ابتلعت ريقها بخجل شديد ..
يزن بابتسامة : هتفضلى ساكتة كده كتير ..
شغف بخفوت : هقول ايه ؟! ..
يزن بحب : قولى اللى كنتى بتقولي من شوية .. بدل ما تقولى الكلام من ورايا قولي فى وشى ..
ثم استطرد قائلا بمرح : و بلاش نميمة عليا بقى..
أفلتت منها ضحكة قصيرة رقيقه زادتها أضعاف أضعاف جمالا وجاذبية و رقة ونعومة .. كم هى شهية للغاية بالنسبة له.. عيونها الرمادية الدافئة الذى تجعله يرغب بتقبيلها بمجرد رؤيتها .. شفتيها المكتنزتين باللون الوردي .. يرغب بتقبيلهما ليعلن صك ملكيتة على قلبها ..
يزن بخبث : لا ما انا قاعد .. مش همشى غير لما أعرف كنتى بتقولي اييه ؟؟
صمت طويل .. لن تستطيع البوح بها .. هل بسبب الخجل من وجوده .. أم أنها تتوهم الخوف .. منذ متى هى تخاف يزن .. هى تحبه .. تعشقه بكل جوارحها .. هو تمثل لديها الأمان و الحمايه .. الحنان و الحب .. الاحتواء و الثقة .. هى تحبه .. أذن فلتنطق بها .. و تقذفها فى وجهه ..
شغف بخفوت : بحبگ..
يزن باستنكار متصنع : مش سامع..
شغڤ بخجل : بحبگ .. خلاص ..
يزن بابتسامة عريضة : لا و انا بعشق أمك ..
أمنة بصراخ : يييييييزن ..
يزن برعب : أيوووه يا حماتى .. جاى .. ايوووه جاى شاى ماء حاجه ساقعه ..
قالها بطريقه مسرحية كوميدية ساخرة .. جعلت لينا و اروى المراقبين لهم بصمت انفجرتا ضحك بينما هى ضحكت بقوه عليه .. و هو يتصنع دور الزوج الخائف من حماته .. نظرت له بحب و هى تفكر فى ما سيحدث خلال الساعات القادمة ؟؟ ..
*********************
أنت تقرأ
الاعيب القدر للكاتبه ايمان عبد الحفيظ
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه ايمان عبد الحفيظ هو من يمحو الحزن و يرسم البسمة على وجهها .. هو القدر الذى أحضره لها القدر ... هل القدر دوما فى صالحنا ؟ ام ضددنا ؟؟.. للكاتبه ايمان عبد الحفيظ " الحسناء حنين سابقا"