كانت تقف امام المرأه تلف حجابها الوردى اللون ... نظرت لنفسها بالمرأه ... وجدت نفسها باهته ... كانها جسد بلا روح ... هى للأسف هكذا .. فقدت حيويتها كلها حين سقط جسدها من على درجات الدرج فى منزلها ... اغمض عيونها بحزن بالغ حين حين تذكرت لحظات استيقاظها ... الالم الذى كان اسفل معدتها ... كانت اصعب لحظه مرت بها ... ان تفقد شعورها كأم ... شعرت بيدها تحتضن خصرها ... و اسند رأسه على كتفها ... ابتسمت هى ابتسامة خفيفة ... لم تدم طويلا بل اختفت بمجرد ان نظرت ليده المنجرحة ...
شغف بحزن : اتجرحت من ايه ؟؟ .
يزن بابتسامة : مفيش .. حاجه بسيطة ...
شغف بهدوء : رد عليا و قولى من ايه ؟؟..
يزن بابتسامة : مش مهم دلوقتى ... هحكيلك بعدين ... و يلا علشان ماما امنة منتظره فى العربية علشان تروحى معاها ...
استدار بجسده ليتوجه لحقيبتها يحملها ... الا انها تمسكت بساعده بكلتا يديها ... استدار لها بترقب ... كانت تضغط على يده كانها تترجاه ...
يزن بترقب : مالك يا شغف ...
شغف بثبات : مش عاوزة اروح مع ماما يا يزن ...
يزن باستغراب : اومال حابة تروحى فين يا حبيبتى ؟؟..
شغف بحزم : عاوزة اروح بيتنا ... بيتنا يا يزن ...
يزن باعتراض : لا لا لا لا لا يا شغف ... مستحيل يا شغف دلوقتى ...
شغف بغيظ : و انت هتقعد فين ؟؟؟... انت من يوم ما جيت هنا المستشفى ماما قالتلى انك مش سبتها دقيقة ... ممكن تفهمنى هتقعد فين ؟؟..
يزن بهدوء : انا مش مهم ... انما انتى اهم منى ... بلاش بيتنا يا شغف ...
شغف بابتسامة : يزن ... بيتنا ده هو الوطن بالنسبالى ... هو اللى شفت فيه اجمل ايام حياتى ... هو عش الزوجية بتاعى و بتاعك ... المكان الوحيد اللى اتشاركت انا و انت فيه يا يزن ...
يزن بابتسامة: هو انا قولتلك أنى بحبگ...
شغف بدلع : النهارده لا ....
جذبها بخفة بصدره ... وضع يده خلف ظهرها ... و يده الأخرى ارتفعت لتداعب وجنتها الورديه ... ثم اقترب منها ليطبع قبلة رقيقه على شفتيها الناعمتين ... التقط شفتيها بحميمية افتقدها لأيام ... شعرت به يمتلك كل ذره بجسدها ... قبلته بها حنان و حب و احتواء و تملك ... حقا اشتاقته كثيرا ... لم يظهر اى خلاص لتلك القبلة ... فابتعدت هى قليلا تأن طلبا الهواء ... شعرت بيده تدلك عنقها من أعلى الحجاب ... فتحت عيونها الرمادية اللامعه .... لتجده يحدق بها بتوتر ... هو قلق عليها للغاية ...
يزن بقلق : متأكدة يا شغف ...
شغف بابتسامة : مش هعرف اقعد من غيرك ...
وضعت يدها فى كف يده ... ضغط هو على يدها ليمنحها الامان و الحمايه ... بينما هو ما زال في حالة توجس من قدرة شغف على رؤية المنزل مره اخرى ... قدرتها على رؤية والدته ....
فى السيارة ...
كانت هى تجلس في المقعد الأمامي ... و فى الخلف اروى و أمنة و لينا التى كادت تقفز فرحا لعودة شغف و رجوعها للحياة مره اخرى ...
لينا بفرحه : فرحانه اوي انك خفيتى و رجعتيلنا بالسلامه يا شغف ...
شغف بابتسامة : الله يسلمك يا لينا ... الحمد لله على كل حال ...
ساد الصمت مره اخرى ... فى داخل كل شخص منهم تفكير .. يزن .. يفكر فى كيفية التعامل مع شغف و مع والدته ... يفكر في مقدرة شغف على رؤية المنزل ...
شغف ... تفكر في ردة فعلها حين ترى نادية ... تفكر هل ستستطيع تحمل رؤية المكان الذي فقدت فيه ابنها ... اروى ... تفكر فى كيفية التعامل مع والدتها ... هى لم تحادثها منذ يوم الحادث الذي ألحقت به شغف ... أمنة .. التى تفكر جديا في الذهاب الى منزل يزن ... لتوقف والدته عند حدها ... لتأخذ حق ابنتها منها ... لينا ... اشتاقت لحسام جدا ... الذى عرفت بالصدفه أنه لم يعود للمنزل منذ أيام ... منذ معرفته بفعلة والدته ...
وقفت السيارة اسفل البناية التى تقطن بها والدة شغف ...
امنة بهدوء : يلا يا شغف ...
شغف بهدوء : انا مش هنزل معاكى يا ماما ....
امنة بزهول : نعم ؟؟...
شغف بحزم : بقول مش هنزل معاكى ....
امنة بغيظ : ليه ان شاء الله ... و لا عاوزة تروحى هناك تستنيها لما تخلص عليكى ...
كلمة افلتت من فم امنة ... جرحت قلوب معظم الجالسين ... جرحت يزن لانه لم يستطيع حمايتها من امة ... جرحت اروى لانها تشعر بالخجل من فعلة والدتها .. جرحت شغف لان والدتها تصمم على تذكرها بما حدث ...
شغف ببرود : امى ... انا بيتى فى بيت جوزى ... اللى حصل ده محدش ليه علاقه بيه غيرى انا و يزن و مدام ناديه ... و بيتى انا مش هسيبه لو اخر يوم فى عمرى ...
صمت عم فى ارجاء المكان ... ثم استطرد قائلة
شغف بحزم : و مكان الزوجة جمب جوزها يا امى ...
اصاب امنة حالة من الذهول ... لما لم تصرخ او تغضب ؟؟؟... لم تود ان تعود الى بيتها الى هذا الحد ... بل و تتحدث بتملك مثير للريبة ... خرجت امنة من السيارة و الغضب يسيطر عليها بسبب افعال ابنتها .. تبعتها لينا بعد ان ودعتهم ببعض الكلمات البسيطة ...
اروى بقلق : ليه كده يا شغف ...
شغف بهدوء : هى مش زعلانة منى ... هى خايفة عليا ... و انا قررت خلاص ... بيتى هرجعله ... و لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين ...
ابتلع يزن ريقة بتوتر ... فيما تفكرين يا شغف ؟؟... هى تخطط لشيئ اخر ... لم تكن ترغب بالعودة لما اخبرته به ... هى تريد شيئ معين من العوده للمنزل ...
يزن بهدوء : اروى .. معلش يا حبيبتى انزلى بس حاولى تراضى ماما امنة ... و اتصلى ب تيم يوصلك هو ماشى ...
اروى بقلق : و انت يا يزن ؟؟..
يزن بحزم : اعتقد ان انى لازم اقعد ع شغف لوحدنا ... النقاش فى التصرفات هيكون كويس ...
اومأت اروى برأسها بقلق ... ثم خرجت من السيارة ... هى تعرف جيدا شغف .. شغف تخطط لتاخذ حقها ... برغم كل الطيبة التى تنبع من عيونها و من شخصيتها ... الا انها لا تصمت عن حقوقها ... و ابنها الذى حُرمت منه بسبب والدتها ... شغف لن تترك الامر ليمر على خير ... رغم انها كانت تصمت على اهانات والدتها الخفية لها قبل الزواج ... لكن الان لن تصمت ... طفح الكيل بالنسبة لها ...
*************************
رأت الانفعال على وجهه ... لم ترد هى ان تبدأ الحديث ... بل فضلت الصمت الا وقت ان ينفجر هو بها على فعلتها مع والدتها ... و على طريقتها فى الحديث ...
يزن بغيظ : ممكن افهم ايييه اللى عملتيه ده ؟؟...
شغف بهدوء : عملت ايه ؟..
يزن بغيظ : شغف ... دى والدتك ازاى تكلميها بالطريقة دى ..
شغف بهدوء : مش من حق حد يدخل فى حياتى ... حتى لو كانت والدتى ...
يزن بزهول : شغف دى والدتك ... ازاى مش من محقها تتدخل .... هى خايفة عليكى ...
شغف ببرود : يزن ... امى خايفة عليا من امك ...
يزن بترقب : شغف ...
التفت له بهدوء ... تنظر الى عيونه السوداء ... التى تلمع بشده بسبب الغضب ... بدت فى تلك اللحظة و كانها ستطلق شرار ..او كأنها بركان على وشك الانفجار ...
يزن بغضب : انتى عايزة ايه دلوقتى بالظبط ...
شغف بهدوء : عاوزة اروح بيتنا يا يزن ...
يزن بصراخ : شـــــــــــــــــــــغف ...
شغف بثبات : عايزة حقى و حق ابنى اللى مات من امك يا يزن ... و الا ...
يزن بترقب : الا ...
شغف بحزم : الا مش هتشوف وشى تانى يا يزن ....
اتسعت حدقتى عيونه صدمه ... من هذة ... من تلك التى تجلس بجانبه فى السيارة ... هل هذة شغف زوجتة التى وقع بحبها ... هل هذة هى التى كان يحادثها فى المشفى قبل قليل ...
يزن بدهشه : عايزة ايييه !؟... شغف انتى اتجننتى ...
شغف بثبات : ايوووة اتجننت ... و مش هسكت غير لما اخد حقى من امك ... و من غير اى ضرر ... بس همارس أسلوبها اللى كانت بتتبعه معايا قبل الجواز ... تجريح بالكلام من الاخر ...
يزن بغيظ : و المفروض أنى اسيبك تعملى اللى انتى عاوزة ... دى امى يا شغف ...
شغف باندفاع : و اللى زقتنى برضو علشان ابنك و ابنى يموت ...
صوت مكابح السيارة الذى ضغط عليها يزن بحركة لاارادية بسبب صدمته فيها ... تبعها اصطدام جسدها بالزجاج الامامى للسيارة ... أفلتت منها شهقة خوف ... لسانها اللعين خرجت منه الكلمات ... كلمات كان وقعها كالخناجر على قلبة ... هى لا تعرف ما الذى تتفوه به ... نظر لها بأعين منصدمه ... غاضبة بل على وشك ان تحرق كل شيء ...ضرب بكل قوته على مقود السيارة ... كاد ان يحطمة ...
يزن بصراخ : طب يا ترى فكرتى فيا ... فكرتى فيا و انا مرمى بين نارين ... نار الست اللى ربتنى و اللى زقتك علشان ابنى اللى كان فى بطنك يموت ... و لا نار حبى ليكى ... نار احساسى بعذابك علشان ابنننا مات ... فكرتى فى شعورى و انا رايح علشان اعاتبها ... فكرتى فيا و انا بعيط و بتعذب بينكم انتوا الاتنين ... فكرتى فى انها ممكن تكون زقتك بالغلط ...
صمت تام ... تخلل الفراغ الى عقلها ... هى بالفعل لم تفكر فى اى شيئ من هذا ... لم تفكر فى كم العاناة التى سقط هو بها ... لم تفكر فى شعورة ... توقعت ان يدافع عن والدته .. الا انه لم يفعل ... بل وقع بين نارين ... و هى بغباءها تزيد عذابه ...
شغف بتوتر : يزن .. انا ...
يزن بحزم : مش عايز اسمع حاجه يا حبيبتى ... قصدى يا مدام يزن ...
قالها ثم وجه بصره للأمام و ادار محرك السيارة و بعد نصف ساعه من الصت فى السيارة ... أوقف السيارة بجانب مدخل البناية التي يقطن بها ... فتح باب السيارة ثم اغلقة خلفه بقوة انتفضت هى على إثرها ... تبعته بعيونها و هو يتوجه المدخل بخطوات سريعة غاضبة كأنه يخرج غضبة و خنقة فى خطواته ... فتحت هى الباب و هى تنتفض خوفا منه و مما كانت هى مقدمه عليه ... كانت تود أن تؤذى والدته ... لم تفكر به ... الذى استوحذ على كل ذره من تفكيرها ... الذى عشقته بكل انش فى جسدها ... ابتلعت ريقها بخوف ... تدفق الذكريات يبدأ مع اول خطوة خطتها داخل البناية ... جسدها الملقى هنا مغرق فى بقعة دماءها ... وقفت امام الدرج تستعيد ذكريات حادثتها ... تساقطت حبات الدموع من عيونها الرمادية بقهر و حسرة ... لم تشعر بجسدها الا و هى تطير في الهواء ... كان يزن قد حملها بين ذراعيه... صعد بها درجات السلم دون النظر إلى وجهها ... فقط ينظر على السلم الى خطواتها ... لم يحرك شفتيه مطلقا ...
كانت تنظر الية بحنان ... نظرات عاشقة ... اشتاقت اللقاء ... اشتاقت العودة إلى موطن الاحضان ... موطن العشق الذى يضمد كل الجروح ... كيف كانت بهذه الأنانية و لم تفكر به ...
شغف ببكاء : يزن ... أنا آسفة ...
مع انتهاء جملتها شعرت بقبضته ازداد ضغطها على خصرها ... لاحظت أن تعابير وجهه تشنجت قليلا لكنها لم تلبث أن عادت كما كانت ... يتصنع أنه لا يسمعها ... او يتعمد تجاهلها ...
شغف بدموع : يزن ... انا غلطانه ماشى معاك ... بس انا مجروحه يا يزن ... قلبى اتكسر ... و محدش حاسس بيا ...
لم تجد اى ردة فعل ... كأنها تحادث الحائط ...
شغف ببكاء: يا يزن .. انا بحبك و خائفة على حياتنا ...
يزن بهدوء : لو كنتى بتثقى فيا و بتحبينى فعلا ... عمرك ما كنتى هتكدبى عليا كأنى عيل صغير عايزة تخدعيه علشان ينفذ اللى انتى عاوزة ...
شغف بدموع : انا مكدبتش يا يزن ... كل كلمة قولتها كانت مضبوطه من قلبى ....
انزلها لانهم وصلوا لباب الشقة ... فتح الباب باصابع ترتجف من الغضب ... دخل مندفعا للداخل ... فتح باب مكتبة و اغلقه خلفه بقوة ارتجفت هى على اثرها ... هى من صنعت غضبة .. هى من صنعت هذا الحد الذى تكون بينهم الان بكلمات غبية ...
نادية بحزن: انا اسفة ...
التفت لها شغف بسرعه البرق ... كأنها افعى على وشك ان تقرصها ... نظرت له نظره تقطع القلب بل و تحطمة لاشلاء... نظره تحمل كل معانى العتاب ... تحمل كل معانى الالم ...
شغف و هى تجز على اسنانها : انا الاسفه لانى نزلت و حاولت اقنعك بيا ... انا اسفه ...
ناديه ببكاء : يا بنتى و الله غضب عنى انا اتصدمت ... و معرفتش و انا فعلا ندمانه على اللى حصل منى ... انا اسفه انا حاليا محرومه من ولادى التلاته ... الكبير بيلومنى لانى خربت حياته و الوحيده مش بتكلمنى و لا بترد عليا ... و الغصير ساب البيت و شى .. مليش حد .. ضيعتهم منى ... انا اسفه ...
شغف بدموع : للاسف مش هعرف اسامحك بسهوله يا امى ... لانك قتلتى حلمى و ابنى فى ثانيه واحده ... مش هعرف ...
نادية ببكاء : شغف ارجوكى سامحينى ...
شغف بدموع : سبيها بظروف يا مدام نادية ...
قالت جملتها ثم ركضت لغرفتها تحتمىى بها .... و تلقى بنفسها على الراش الذى جمعها مرارا و اياما بيزن .. وسادته التى عانقتها بكل قوتها لتقص عليها همومها ... تعانق بها رائحه يزن ...الذى اشتاقته للغايه ... بينما هو كان يقف خلف الباب يستمع الى حديثهم ... ترقرت الدموع فى عيونه حزنا على زوجته و حبيبته و ايضا والدته التى تشعر بان جميع اولادته لم يحبوها .. او قد نسوها ... لكن الامر مختلف هم فقط مجروحين منها بسبب فعلة غبية كادت تفسد كل شيئ ... مسح دموعه مسرعا ... ثم خرج من مكتبة بعد ان سمع صوت اغلاق باب الشقة الخارجى ... اسرع الى غرفته هو و شغف ... ليسمع صوت شهقاتها التى تمزق انياط القلوب ...
فتح الباب مسرعا ... وجدها ممدده على فراشهم تحتضن وساته و تبكى ...ا جذب ذراعها الذى يعانق الوساده بقوة ... ليعانقه هو بقوته ... يغدق عليها بكل حنانه رغم حزنه منها و عليها ... لكن هو عاشق و زوج و اخ ... يجب ان يقدم الدعم لها فى كل الحالات حتى و لو غاضب منها .. لانه ببساطة رجل عاشق ....
**************************
كانت تجلس على الأريكة فى منزلها ... تجز على اسنانها بقوة ... غضب ... قلق ... خوف ... مشاعر كثيرة اندمجت سويا ليخرج الذى تشعر به الآن ... ما الذى تفعله ابنتها ؟؟... لقد حدثتها اليوم بطريقة غير لائقة ... بطريقة باردة ... لم تكن تلك شغف ابنتها ابدا بل كانت أخرى ... شغف الذى حملت لها و انجبتها للدنيا ... الهشة الرقيقة كالالماس ... سمعت صوت مفتاح الشقة ... أدركت أنها لينا و بصحبتها اروى ... لينا اخبرتها قبل قليل انها ستهبط لتحضرها من أسفل البناية لانها تقف وحيده في انتظار تيم زوجها ...
اروى بهدوء : ينفع ادخل يا طنط ...
آمنة بابتسامة : ادخلى يا بت يا هبلة انتى ... مش انتى اللى هتتحاسبى على غلط غيرك يا اروى ... ادخلى ...
اروى بدموع : و الله يا طنط ... ماما اكيييد مكنش قصدها ... اكيد كل حاجه حصلت فى ثانيه و ...
أمنة بحزم : انتى مقتنعه بكلامك ده ...
اروى بحرج : لا ...
آمنة بهدوء : يبقى بلاش تفتحى الموضوع ده تانى ...
اومأت برأسها بخجل من هذه السيدة الطيبة ... التى لم تقلل من شأنها او حتى تجرحها بالكلام ... من الممكن أن يكون حديثها فى السيارة محرج قليلا ... الا انها محقة تماماً ...
اروى بترقب : هو حضرتك زعلتى من شغف ...
آمنة بابتسامة : لا ... ده بنتى من لحمى و دمى ... معرفش ازعل منها ... يمكن تكون كلمتنى بطريقة مش حلوة بس انا هعلمها الادب لما تيجي المره الجايه ... لازم قرصه ودن حلوة ليها ...
اروى بخوف : تفتكرى هتعمل حاجه تضيع بيها كل حاجه ..
آمنة بابتسامة : مش هتبقى وقتها شغف ... شغف ممكن تخبط فى الحلل شوية بس هترجع شغف بتاعت زمان ...
اومأت اروى برأسها بابتسامة عريضة ... محظوظة شغف بوالدة كأمنة ... تتفهمها لأقصى درجه ...
لينا بابتسامة: انا جعانه يا ماما ..
أمنة بضحك : يا ربى شغف الصغيرة ... حاضر ثانية و الاكل يبقى جاهز ... هعمل حسابك انتى و جوزك ...
أسرعت أمنة للتوجه إلى المطبخ لتعد طعام الغداء ... بينما جلست اروى تبتسم لطيف رحيلها ... كم هى حنونه و ودودة للغاية ... جلست لينا بجانبها ...
لينا بابتسامة: ايه يا ابلة اروى بتفكرى فى اييييه ؟؟..
اروى بهدوء : و لا حاجه ...
لينا بخبث : يعنى مثلا مش بتفكرى فى أبية تيم ...
اروى بضحك : لا ده انتى و هو عليا ...
لينا بتوتر : بقولك ... عايزة أسألك على حاجه بس اوعى تفهمينى غلط ...
اروى بخبث : معرفش هو فين ؟؟..
لينا بخجل : هو مين ؟؟...
اروى بابتسامة : اللى بتسألى عنه ...
لينا بخجل : طب تعرفيه هو فين أو اييييييه اخباره ....
اروى بابتسامة : لسه مكلمنى من شوية ... بيطمنى عليه و بيسأل على يزن و شغف ...
تابعت بتنهيده : بس للأسف حلف أنه مش هيرجع غير لما ماما تصلح علاقتها بشغف ... و المصيبة الأكبر أن امتحانات على الابواب ... و التشتت النفسى اللى هو فى ده مش كويس علشانه ...
لينا بخوف : طب هو ليه مش عايز يرجع ...
اروى بضيق : حسام بيعتبر يزن الاب و الاخ و السند و الحمايه ... علشان كده حسام عمره ما هيرجع غير لما يتأكد أن الوضع في البيت فى تمام الهدوء و الراحه ...
لينا بابتسامة ينفع أتكلم معاه ...
اروى بمرح : لا ...
لينا بالحاح : علشان خاطري ...
اروى بابتسامة : ٥ دقايقمش اكتر ... علشان الواد ثانوية عامة يا سلفتى ...
لينا بدهشة : يا ايييييه ؟؟؟...
اروى بضحك : هتعرفى بعدين خدى ...
أمسكت اروى هاتفها لتدق رقم أخيها الأصغر حسام ... و تلقى بالهاتف بين يدى لينا ... ثم انطلقت للمطبخ لتساعد أمنة فى تحضير الطعام ...
*******************
يجلس على فراش صديقه ... يضع قدما على الأخرى ... يضع أحد الاقلام خلف أذنه ... و قلم اخر بيده ... و الورق مبعثر من حوله ... كان متعب للغايه ... هو مصر على تحقيق حلمه .. أن يلتحق بكلية الهندسة ... رغم عزيمته على ذلك إلا أنه متعب و مرهق من القراءة ... بدأ الملل يتسلل إلى روحه و عقلة ايضا ... و معرفته أن هذا نهاية المطاف و لن ينجح إذا ترك نفسه لهذا ... قاطع تفكيره صوت اهتزاز هاتفه الصامت بدون رنين ... نظر للهاتف باستغراب ... ليجد رقم اروى ...
حسام بدهشة : انا مش لسه مكلمك من شوية يا بت ... عايزه اييييبه ... مش تسيبنى اذاكر ...
لينا بحرج : انا لينا مش اروى ... آسفة لو بزعجك ...
انتفض من جلسته ... لتتبعثر أكوام الورق من حوله ... وقعت بعض الكتب و الاقلام الفارغه أرضا ... مما أدى إلى تعثر قدمه و سقوطه أرضا ... و صراخه بألم ...
لينا بفزع : انت كويس ؟؟... ايه الصوت اللى عندك ده ... حاجه وقعت منك ...
حسام بتوتر : لا بس ..... أااااااا ...
لينا بمرح : انت علقت و لا الشريط سف منك ...
حسام بضحك : لا ده احنا اتطورنا اووى ... و استغل الالش اهو ...
لينا بابتسامة : ايوووة من عاشر القوم أربعين يوماً ..
حسام بابتسامة : طيب يا ستى ... ايه اخبارك ؟؟...
لينا بخجل: الحمد لله ... انت أية اخبارك ... و اخبار المذاكرة معاك ايييه ؟؟..
حسام بتنهيده : الحمد لله ... بس تعبت و زهقت و النفسية مش مساعده ...
لينا بابتسامة : شد حيلك يا بشمهندس ... فات كتير ما بقى الا القليل ..
حسام بابتسامة : صح ... ربنا يستر أن شاء الله ... صحيح هى اروى معاكى ..
لينا بابتسامة : اه هنا ... بس مش موجوده جمبى ...
حسام بابتسامة : طب كنتى عاوزة حاجه ؟؟..
لينا بخجل : لا بس بسلم عليك ...
حسام بابتسامة : الله يخليكى ... انا كويس ...
لينا بمرح : طيب سلام بقى ...
حسام بلهفة : لينا ...
لينا بابتسامة : ها ...
حسام بحب : وحشتيني ...
الجمتها الصدمه ... كلماته سرت على جسدها كشرارة كهربية ... لكن افلتت من شفتيها ابتسامه خجولة .. لم تعرف بما ترد علية ... فقط ازدادت قبضه أصابعها على هاتفها ... و هى تنصت لصوت أنفاسه الغير منتظمه ...
حسام بقلق : لينا ... انتى موجوده ...
لينا بابتسامة : خلى بالك من نفسك ... سلام ..
أغلقت الهاتف بوجهه دون انتظار اى رد ... بل و وقفت تقفز فرحا ... كطفلة صغيرة احضر لها احدهم هدية قيمة ....
اروى بضحك : ربنا يشفى كل مريض ....
*********************
أنت تقرأ
الاعيب القدر للكاتبه ايمان عبد الحفيظ
Любовные романыجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه ايمان عبد الحفيظ هو من يمحو الحزن و يرسم البسمة على وجهها .. هو القدر الذى أحضره لها القدر ... هل القدر دوما فى صالحنا ؟ ام ضددنا ؟؟.. للكاتبه ايمان عبد الحفيظ " الحسناء حنين سابقا"