.
لم تكن نور بهذه البرودة و هذه الطباع الحادة، كانت لطيفة و جميلة تحيطها هالة من السعادة يسري مفعولها الى كل من يقربها، لكن قد تربكنا الحياة احيانا تنهال علينا بالهموم والحزن و اسوء شيء تفعله بك الحياة ان تدس بين ثنايا حياتك الرغيدة و ايامك الجميلة اشخاصا ما وجدوا الا ليكونوا بؤرة حزنك.
كانت نور لتكون افضل حالا لو انها لم تقع في فخ الحياة لم تعرف بحياتها شخصا اسمه "شغف" لم تعشقه لم يتمكن منها لم يجعلها تدمنه لينقطع عنها في النهاية...
اليوم ايامها عادية.. تذهب للعمل و ترجع الى البيت متجاوزة اي اختلاط مع اي بشري كان عدا صديقة طفولتها .. ظنا منها ان كلهم كتجربتها الاولى التي مازالت تنهش ما بقي من قلبها..
تقيم مع والدتها واختها التي تصغرها سنا، اسمها "راما" مدللة الاسرة.. والدها توفي في حادث سير .. ربما كان لهذا نصيب في قلب حياتها..
في الصباح تذهب نور الى الشركة التي تعمل فيها و التي تعنى بالتصدير والاستيراد.. تدخل الى مكتبها لتلقي بصرها لا اراديا الى ذلك الشخص الذي يجلس قبالتها وعلى كرسيها.. تلك الملامح تعرفها.. انها "بيان" صديقة طفولتها و مخبأ اسرارها.. لطالما كانت لها السند الذي لم تجده... تغمرها بحضن:
-اه بيان على مهلك كدت اختنق.
تبتعد عنها لتضربها بخفة على كتفها..
-اصمتي انت تستحقين.. لقد اشتقتك..
-لماذا الم اكن معك البارحة!!..
-اجل لكن اشتقتك ليس بيدي حيلة..
تضحك بيان بخفة لتضيف:
-حسنا حسنا المديرة في انتظارك انها في مزاج سيء لقد تأخرتي مجددا..
-حسنا سوف ارى ما تريده مني..وداعا.
أنت تقرأ
إنكسار
Short Story" المصادفة ماهي الا ذاك الامضاء الذي يوقع به الله مشيئته ". اما مشيئته فهي ما نسميه قدرا.