{ الفصل الأول }

243 12 4
                                    

حَرب دامَت سًنواتْ بِسببْ الطَمَع وَ المَجاعة , من كَان يحكمْ هَذه الحَرب قدْ مَات 

كانوا خُلفائِها مازالوا يُريدُون الأنتِقامْ , لَمْ يرتح لَهم باَل حتى أتى ولي العَهَدْ قريةَ دَانجومْ 

مملكة سَنسَقَار قريّة دَانجومْ الساعة إثنَا عشر ظُهراً 

حِيث صَوتْ النِساء وهمْ يُغنون بِفرح وَرجال هُم منْ يعمَلونْ لِتزينْ المكَان , وَقفتْ زعيمَة القريّة عندْ بَاب غُرفتها وَ معها صِينية البَركة تتأكد منها أنْ كَانت كَاملة حَتى تسمع صوت البوق مُعلناً قُدومْ حَفيدِها الذِي أنتظرَتهُ خمسْ سنِين .

فَتحت البابْ بلهفة تجري رُغمْ عُمرها لِيجرو نِساء القريّة خلفَها مُتلهفين لرؤية حَفيد الزَعيمة والذِي سَيكونْ ولي عَهدهمْ القَادمْ .

دَخلتْ سيارة بيضَاء ضخمةَ منْ طِراز أربعيِن لِيخرجْ منها فَتى لا يظهر منهُ سِوى معطفهُ العَصري الأبيض الذِي يُغطي رأسهُ و ملامح وجهه حَتى رُكبتيهْ ليتقدمْ نَحوى بوابة القريّة يَقف عندَها لِيسمعْ الصوتْ الذِي دق قلبهُ مُشتاقاً لهُ .

" ما الذِي أخركْ بِحق عقدي ؟ "

نَطقتْ الزعيمة لِتجعل كُل من حَولَهَا يصمتْ صادماً فايردفْ حَفيدهَا مبتسماً 

" ديي..... "

أوقَفتهُ عنْ الكَلامْ عندما وَضعت يَدها تَتحس مَعدتهُ لتتأكد أمْ كَان يملك مُرادها

" إذاَ أصبحَ لَديكْ عَضلاتٌ سُداسية "

ضَحكَ كُل الموجُدِين عَلى كَلامها لِينزل هُو يَلمس قَدَمَها كَما أعتَاد وَهي بِدورها تُربت عَلى رأسهْ مُحاولةْ أِنزال أرس المعطَف ليظهر رأسهُ لَكنهُ منعَها بوضعْ يده عَلى يَدها لتغضَب هيَ .

" يَبدو أنكَ قصصتَ شعرَكْ "

رفَع جذعَهُ ينظُر لِعينيهَا مُتأسفاً

" لَقد أُطُررتْ لِذَلك ديدي~~ "

" أَعلمْ ذلَك , لَكن عَلى الأقل ضع بهِ بَعضْ الزيتْ قبل مَجيئكْ ليَطُول "

عاتبتهُ ليبتسم لها مَعتذراً كَالأطفال 

" أسفْ ديدي ~~ "

" لَا عليك , أنتْ هُنا الأنْ و سوفَ أضع لكَ الزيتْ كُل يومْ و أُحمِمكَ كُلما أردتْ لأرىَ جسدكْ "

أحمر خجَلاً لتَتوردْ وجنَتاه فَيضحك نِساء القريّة عليه , لِتتقدمْ الزعيمَة تَضع يَدَها  فوق فَانوسْ النَار ثُمْ تمسحْ بهِ رَأسه و تَضع أصبَعها داخل وِِعاء اللون الأحمر ثُمْ ترسم خطاً يَتوسطْ جَبَهته و تأخذ قطعة مِن اللَدو تَقطمْ قطمة منه ثُمْ تُعطِيهِ ليكمل هُو القطمة التَاليا فَصفق الجَميعْ وَ هَتفوا لهُ مُرحبين بقدومهِ .

The colors of death / { ألوان الموت } +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن