- واااه انها جميلة، هل انت من رسمها ؟
تكلم الشخص متشوقا وسعيدا، لتقول الاخرى بسعادة و خجل : اجل انها انا، ليست جميلة لتلك الدرجة لكن بما انها اعجبتك فخديها !
- حقا؟!! انا سعيدة جدا شكرا لك
ذهبت لتتحدث مع اصدقائها تاركتا إياها وحيدة .. نظر الكل الى تلك الرسمة بفرح وعيناهم لم تترك لهم مجالا لينظروا لجهة اخرى غيرها
اما بعض الفتيات فقد إنزعجن من هذا، لأنهن يرون انها قد اشتهرت في الفصل بسبب رسومتها .. عنهن فهن مجرد فتيات يحببن إخفاء حقيقة وجههن كحقيقة قلبهن الاسود وراء ادوات التجميل تلك ..
لقد كانت مجرد فتاة ضعيفة وخجولة، تحب الرسم ولن تستطيع التخلي عنه ..
لكن بعد مرور خمس سنوات ، وبعد ان اصبحت إمرأة مستقلة، بمهنة شريفة تغير تفكيرها ..
فهي الان لم ترسم ابدا او بالإحرى إعتزلت .. ليس لأنه ليس لديها الوقت لهذا .. وليس لأنها بدأت تكرهه ..
بل لأنها لم تعد تستمتع به كقبل .. فالمتعة في الرسم هي عندما تستمتع انت قبل ان يستمتع الجميع .. كما ان عالمها لم يعد مضيئ كما من قبل .. فهي لم تعد ترى الالوان بعد
وكالعادة عادت من العمل على ساعة متأخرة .. لتقول وهي تفتح باب منزلها : لقد عدت
لا احد يجيبها فقبل خمس سنوات ماتت جدتها .. ربما ذلك جزء جعل الالوان تذهب ..
اتكئت على السرير لتنظر للسماء وتقول : سماء بلونان او بالأحرى اسود وابيض !!
استيقظت لتمسك بالقلم وورقة الرسم بدأت ترسم بعد الاوجه لتغطيها بخربشات فوق رسمها حتى لا تظهر رسمتها القبيحة .. فهي لم تعد ترى رسماتها جميلة ابدا
اعادت انظارها للسماء بتنهد لترى ذلك الشهاب المتجه نحو نافذتها .. اندهشت لتبتعد قليلا ولم تمر ثواني حتى تجده دخل لنافدتها الصغيرة ليصنع غبارا لم تستطع الرؤية من خلاله
بدأت تسعل قليلا، لتجد ارنبا كبير الحجم فتحت واغلقت عيناها عدة مرات بينما تقول : هل انا احلم ؟
تكلم ذلك الأرنب بصوت رقيق : لا انت لست كذلك .. انا اتيت لأنني سمعت قلبك المهتاج يصرخ للإنقاذ
اجابت بعدم فهم : ها !!
تكلم الارنب متجاهلا عدم فهمها : انا سأعيش معك لثلاثة ايام .. وسأعالجك
.
.
.
أنت تقرأ
يوميات رسامة || one shot
Short Storyأن تمسك القلم وتبدأ بالتدقيق على اهم التفاصيل التي كانت في مخيلتك وتصنع خربشات لتصبح رسمة عظيمة إذ انك تفتخر بأناملك التي وهبها الله لك لشيئ جميل. حيث انها قد كانت هكذا و يال حسرتها على تلك الايام، عندما بذلت جهدها حتى تصبح خربشتها رسمة فاخرة، لكن ذ...