حكى لي موقفاً كان قد رآه أحد إخوتي حينما كان في إحدى الصيدليات ليشتري دواء، حيث وجد داخل الصيدلية شاباً وامرأة، الشاب كان يقف أمام أحد المستحضرات يود أن يختار منها ما يناسبه، أما المرأة فكانت قريبة من المكان الذي يقف فيه ذلك الشاب، أمسكت تلك المرأة بعلبة حليب وأخذت تحاول أن تقرأ ما عليها ولكن يبدو أن بصرها ضعيف فلم تستطع أن تقرأ المكتوب، فما كان منها إلا أن تقدمت إلى ذلك الشاب وبيدها العلبة طالبة منه أن يقرأ لها ما عليها، قام الشاب وقرأ ما على العلبة. وبعد ذلك ذهب كل واحد ليحاسب الأشياء التي اقتناها، أما أخي فكان ما زال داخل الصيدلية يراقب المشهد.
حاسب الشاب بضاعته أولاً ثم أخذها وخرج بها ولكن ليس إلى منزله؟ بل وقف عند باب الصيدلية يرقب المرأة بعينه ينتظر خروجها!! حينما خرج أخي ووقف عند الباب يتأمل نظرات ذلك الشاب التي تثير الغضب!! قام الشاب وتقدم إلى أخي وسأله هل هو واقف لنفس السبب الذي يقف هو لأجله؟!
تعجب أخي لاستفسار ذلك الشاب العجيب! وسأله ما هو سببه الذي جعله يقف هكذا؟ فأجابه أنه ينتظر خروج المرأة لكي يعطيها رقم هاتفه؟! فهي لم تأتِ إليه وتتحدث معه إلا لأنها تود أن تقيم «علاقة معه».
كان أخي مصدوماً مما سمع من ذلك الشاب الأبله فقال: ألا يوجد لديك احتمال آخر مثل أنها لم تستطع القراءة فعلاً فلجأت إليك؟
رد الشاب: لا أتوقع.. فهذه حركاتهم وأنا أعرفها جيداً.
خرجت بعدها المرأة وركبت سيارتها دون أن تومئ برأسها إلى أي منهم وذهبت إلى حال سبيلها.
سؤالي هنا: إلى متى نسيء فهمنا للآخرين ولا نعي ما نفعل؟ وإلى متى سنحكم على الناس بمظهرهم؟ وإن أتتنا فرصة لإبداء جرأتنا فلا نتردد!
آه فكم نحن رائعون!!