فى الصباح جلست "سمر" أمام مكتب والدها بالشركة تتفحص الملفات أمامها علها تفهم كيفية سر العمل بالشركة .. لكن ضاع وقتها سدى .. كانت البيانات والدراسات أكبر من ادراكها .. أغلقت اللفات فى حنق وهى تشعر بمرارة الفشل فى حلقها .. لكم تتمنى أن تثبت لـ "فيروز" أنها تستكيع ادارة أعمال والدها بنجاح ودون أن تحتاج اليها .. فى تلك اللحظة دخل "باهر "المكتب فنهضت "سمر" قائله بلهفة :
- "باهر" كويس انك جيت .. أنا محتاسه جداً .. مش عارفه أعمل أى حاجه .. فى ورق كتير حطتهولى السكرتيرة على المكتب وقالتلى محتاج امضتى .. وأنا أصلاً مش فاهمة ورق ايه ده ولا عارفه آخد أى قرار فى أى حاجه
ربت "باهر" على ذراعيها قائلاً:
- متقلقيش يا روحى أنا هتصرف فى كل ده .. خلاص التوكيل معايا .. ارجعى انتى البيت ارتاحى
قالت "سمر"و هى تحمل هاتفها :
- لا أنا هلف على الشركة شوية وأتعرف على الموظفين وشغلهم
قال "باهر" بضيق :
- طيب وايه لزمته .. قولتلك أنا هتضرف
قالت "سمر" بحده :
- يا "باهر" ايه اللى هيرجعنى البتي ويبقى وشى فى وش "فيروز" .. أنا خلاص جبت أخرى من الست دى .. خلينى هنا أحسن .. أهو ألاقى أى حاجه تسليني
قالت "باهر" بتبرم :
- زى ما تحبي .. أنا كان قصدى راحتك
خرجت "سمر" من المكتب .. وبدأت فى المرور على مكاتب الموظفين مكتب تلو الآخر .. تحاول أن تستوعب طريقة سير العمل فى الشركة***************************************
فى الظهيرة خرجت "انعام" من الفيلا وتوجهت الى مرسم "عدنان" والذى كان يقع فى حديقة الفيلا فى مكان منعزل .. يدخل اليه وينعزل عن العالم أجمع .. يتنمج فى ريم لوحاته الفنية والتى أصبحت هواية ملازمة له منذ الصغر .. كان للمرسم بابان .. أحدهما على الجدار المواجه للمكتب مباشرة .. والآخر على الجدار خلف المكتب .. توجهت "انعام" الى الباب المفتوح دوماً ألا وهو ذلك الواقع على الجدار المواجه الى المكتب .. طرقت طرقات خفيفه .. فرفع "عدنان" الجالس على المكتب رأسه لينظر الى "انعام" من خلف الباب الزجاجى وأشار لها بالدخول .. دخلت "انعام" وقالت مبتسمة :
- هعطلك عن حاجة يا "عدنان"
خلع نظارته الطبية قائلاً :
- لا أبداً يا "انعام"
أغلقت الباب خلفها وجلست على أحد المقاعد أمام المكتب وهى تقول بجديه :
- بصراحة يا "عدنان" عايزة أتكل معاك فى موضوع مهم
شبك يديه فوق المكتب وقال :
- خير يا "انعام"
صمتت قليلاً وهى تحاول أن تنتقى كلماتها بعناية ثم قالت :
- شوف يا "عدنان" بخصوص كلامك امبارح عن توزيع الميراث .. فدى حريتك .. أنا مش هتكلم فى نقطة زى دى .. بس اللى يهمنى دلوقتى هو "مهند" و "نهاد" و "علاء" . .متعملش معاهم زى ما أبونا عمل معانا يا "عدنان"
ظهر الغضب على وجه "عدنان" وقال :
- مش فاهم يا "انعام" وضحى كلامك
أخذت نفساً عميقاً ثم قالت :
- شوف يا "عدنان" أنا عارفه انك شخص عقلانى جداً وبتحسبها دايماً بعقلك .. وعارفه انك طالما اديت النسبة دى لـ "مهند" يبأه هو فعلاً يستحقها . .بس بلاش النفوس تشيل من بعضها بسبب حاجة زى كدة .. متخليش ولاد العم يخسورا بعض يا "عدنان"
أرجع "عدنان" ظهره الى الوراء وهو ينظر اليها بإمعان قائلاً :
- عرفتى منين .. "علاء" و "نهاد" اشتكوكى منى ؟
قالت على الفور :
- لأ عرفت من "فريدة" .. "مهند" كمان مضايق .. لانه حاسس ان الموضوع ده سبب مشاكل بينه وبين ولاد عمه .. بصى يا "عدنان" انت حر فى شغلك .. بس أنا هقول اقتراح لو عجبك نفذه لو معجبكش خلاص انت حر
أشار اليها أن تكمل الحديث فقالت :
- قطع ال 3 عقود اللى انت كبتتها وادى التلاته نسبه زى بعض .. واديهم مهلة وليكن مثلا 6 شهور تقيم خلالها شغلهم واللى يستحق ان نسبته تعلى عليه .. واللى يستحق ان نسبته تفضل زى ما هى خليها زى ما هى .. واللى يستحق ان نسبته تقل قللها ..
صمت "عدنان" يفكر فى ذلك الإقتراح .. تأملته "انعام" تتمنى أن يوافق حتى لا يعطى فرصة للشيطان للدخول بين أبناء العم .. وأخيراً تحدث "عدنان" قائلاً :
- خلاص يا "انعام" هعمل زى ما قولتى
اتسعت ابتسامته اوهى تتنهد فى ارتياح .. لكنه عقد جبينه قائلاً :
- بس كده "مهند" هيضايق
قالت على الفور مبتسمة :
- لا متخفش "مهند" عاقل .. وأساساً فريدة قالتلى انه لسه ممضاش العقد وانه متردد
أومأ "عدنان" برأسه وهو يقول :
- خلاص النهاردة بعد السهرة اللى عاملها فى البيت للعيلة كلها .. هجمع "مهند" و "نهاد" و "علاء" وأعرفهم قرارى الجديد
نهضت "انعام" وقد انفجرت أساريرها وهى تقول بمرح :
- خلاص وأنا مش هجيب سيرة .. بعد السهرة انت تقولهم بنفسك