صرصور في الجيب

66 7 20
                                    


ذلك العالم مرهق ببشاعة يكاد يزهق روحك كل ليلة  ، عادة اتسائل أكلُ البشر يحملون الشعور ذاته  ام انا صانعة الدراما التي تبكي كل ليلة فوق الفراش  لأسباب تافهة حتى في نظرها !

الصلابة امام الخلق و أنت على وشك الانهيار  او عض لسانك بقوة حتى لا تسقط الدموع جراء العديد من الاحداث المرهقة  يعد التحدي الاعظم  .. فإن كان يراودك ذلك كل يوم فهنيئاً لك اصبحت بطلًا لكن من للمؤسف انك البطل الذي يفيض بالدموع على فراشه كل ليلة  

لذا كنت انا البطلة في ساعات النهار و في انحاء السرير ليلًا صانعة الدراما  المبتذلة


••

و لإن التحدي صعبًا و يحتاج في منتصفه و لو دقيقة لفصل عقلي عن العالم حتى لا انهار زدت صلابتي بالفرشاة و الألوان هنا فقطؤ كنت اجد العالم الصغير الذي يمكنني به ان ابتسم و اجسد ما اريده ، ما يستحيل وجوده في الواقع  

" انني اتعفن مللًا لولا ريشتي و ألواني هذه ، اعيد بها خلق الأشياء من جديد "

هذا ما قاله فان كوخ في رسالته الأخير لأخيه ثيو  قبل ان يقطع حبل اتصاله بالعالم نهائياً  و أسفاه  في كل حين يمر هذا السطر امام عيني اري ذاتي به   ، اتمنى من الرب أن يوقف الشعور ذلك سريعاً  حتى لا ينتهي بي الحال مثل فان  جثة متعفنة لكن حينها لن يكون هناك ثيو يجدني ، فقط سأتعفن وحيدةً  


••

نفضت رأسي القي افكاري الثقيلة بعيدة و ازيل الدمع الي شق طريقه فوق وجهي

مسكت الفرشاة  و امرت عقلي بإنه الوقت لصنع شخصية جديدة 

صغير يتوسد يدي و ينام بها  ، ذو وجنتين منتفختين قليلاً نظاراته الدائرية تجعل منه مثقف صغير  ، يتحدث الكورية بطريقة لطيفة  و يسحب من يدي حبة فروالة في ذات حجمه تقريبا هكذا تخيلت شكل الصغير اللطيف و رغبت بشدة ان يكون هنا لعله يخفف  حمل تكاليف الحياة .

جسدته على الورق بألوان تليق بلطافته  ، الزهري الفاتح على وجنتيه  و شعره مصبوغ بالاشقر ، يرتدي قميص لبني يتخلله خطوط بيضاء كبير عليه قليلاً

ابتسمت على لطافته و كأن مجسدًا امامي حقاً 

لإنهي رسمتي  طاوية اياها في جيبي و كأنني احمل اللطيف بداخلها من برودة الجو  و تُخَيل إليَ صورته يرتخي براحة اثناء نومه اثر الدفء  

سحبت جسدي اؤخي رأسي فوق الوسادة انا الأخرى و فقط ما اتمناه أن يصبح ذلك الصغير حقيقةً ينثر بعض من الازرق على السواد في عقلي .

  ••

اسيقظت اشعر بحركة في جيبي  انتفضت في عنف و الرعب يقرع الطبول في قلبي  ، إن كان صرصورًا قد يقف خفقان قلبي و اصبح حالة الوفاة التي سببها الذعر من صرصورِ الأولى في العالم   

مددت يدي في جيبي بينما قلبي يتآكل رُعبًا  لأجد بشري صغير خصره بين السبابة و الإبهام 

نظر في وجهي و رفع يده قائلا بصوت يقتل من كثر اللطافة

" مرحبًا أنا السيد بيكهيون "




MR : TINY BAEKHYUN حيث تعيش القصص. اكتشف الآن