الفصل السابع (الجزء الثاني)

399 20 1
                                    

- هتجنن يا "مها" .. مش عارفه أعمل ايه عشان يحس بيا
قالت "نهال" ذلك فى وجوم وهى جالسه مع صديقتها فى غرفة هذه الأخيرة .. ثم أكملت بحزن :
- كل ما أحاول أتكلم معاه يصدنى .. نفسى أفهمه انى كبيره وفاهمه مشاعرى كويس .. بحس انه بيتعامل معايا أكنى طفلة صغيره
قالت "مها" وهى تتناول الآيس كريم من طبقها :
- قولتلك قبل كده انتوا الاتنين عايشين مع بعض فى بيت واحد
نظرت اليها "نهال" قائله بحيرة :
- يعني أعمل ايه
غمزت لها "مها" وقالت :
- اغريه يا ريا
قالت "نهال" متأففه :
- "مها" أنا عايزاكى تنصحيني بحاجه أقدر أنفذها
قالت "مها" وهى تحشو فمها بالآيس كريم :
- هقولك .. عشان يحس انك كبيره فعلاً ومعدتيش صغيره .. وعشان تجننيه وتشعلليه .. لازم يحس انك مرغوبه من الطرف الآخر
رفعت "نهال" حاجبيها بدهشة وقالت :
- ازاى يعني ؟
قالت "مها" بحماس :
- خليه يشوفك مع حد من الشلة بتاعتنا .. مرة واتنين وتلاته أنا واثقة ان مشاعره هتتحرك وهيبتدى يغير عليكي ويحس بيكي
قالت "نهال" شارده :
- تفتكرى
قالت "مها" بنفص الحماس :
- أيوة يا بنتى طبعاً .. لما يشوف حد معجب بيكي هيعرف انك كبرتى وهيبتدى يشوفك بطريقة تانية
قالت "نهال" وقد راقت لها الفكرة :
- فكرة حلوه وسهل أنفذها
ارتسمت ابتسامه على شفتيها .. وهى تتخيل نجاح خطتها !

**************************************

جلست "سمر" على الأريكة حاملة طبق طعامها فى يدها .. تشاهد التلفاز وتقلب من حيث لآخر .. دخلت "فيروز" من الخارج .. فنظرت "سمر" بسخرية الى الساعة التى تجاوزت الثالثة صباحاً .. قالت "فيروز" وهى تجلس على المقعد المجاور لها :
- حد ياكل متأخر كده .. هتبوظى جسمك
قالت "سمر" بحزم وهى تتطلع الى التلفاز وتدس الطعام فى فمها :
- جسمى وأنا حره فيه
رفعت "فيروز" عينيها وقد علمت أن النقاش معها لن يثمر بشئ .. تركت حقيبتها فوق الطاولة وأسندت ظهرها الى المقعد واضعه ساقاً فوق ساق وهى تقول :
- ايه أخبارك انتى وحبيب القلب
رمقتها "سمر" بنظرها قبل أن تعاود النظر الى التلفاز وهى تقول :
- كويسين
كانت "فيروز" تنظر اليها متأملة ..فجأة ضاقت عيناها وانحنت الى الأمام قائله :
- "سمر" قوليلى الصراحه .. انتى حصل حاجة بينك وبين "باهر" .. قوليلى عشان بس أبقى عارفه الوضع عامل ازاى
التفتت اليها "سمر" يحده وقالت وقد اتسعت عيناها دهشة :
- انتى اتجننتى .. ايه اللى بتقوليه ده ؟
قالت "فيروز" بإبتسامه خبيثة :
- معقول يعني بتحبوا بعض ومخطوبين ومفيش ...............
لم تدعها "سمر" تكمل حديثها .. تركت الطبق بعنف فوق الطاولة فأصدر صوتاً عاليا أجفلت منه فيروز .. نهضت "سمر" والشرر يتطاير من عينها وهى تقول :
- إياكى تتكلمى معايا فى الموضوع ده تانى .. انتى فاهمه .. أنا مش زيك يا "فيروز"
نظرت اليها "فيروز" بحقد .. فأسرعت "سمر" تغادر المكان وأغلقت باب غرفتها بعنف رجت له أرجاء المنزل ..

*************************************
دخل مساعد الرائد "عادل" مكتبه وأدى التحية قائلاً :
- صباح الخير يا فندم
قال "عادل" وهو منهمكاً فى تفحص أحد الملفات :
- صباح النور
جلس المساعد وقم اليه ملفاً وقال :
- تقرير الطبيب الشرعى بتاع جريمة قتل الجنايني
أخذ "عادل" الملف بلهفة وطالع الكلمات التى خطها الطبيب الشرعى .. وبعد فترة من الصمت قال :
- يعني اتقتل فى نفس الوقت اللى كانت عيلة "زياكيل" متجمعة فى الفيلا
أومأ المساعد برأسه قائلاً :
- أيوة يا فندم
أكمل "عادل" وكأنه يحادث نفسه :
- مات بطلقة نافذة فى الصدر اخترقت القلب تماماً فأودت بحياته على الفور
أغلق الملف ورفع نظره شارداً وهو يقول :
- طلقة زى دى فى مكان دقيق وحساس زى ده وكمان النور كان مطفى .. ده مش اى حد .. لازم يكون محترف .. ومتعود يشيل سلاح
التفت الى المساعد وقال بلهفة :
- مين فى عيلة "زياكيل" متعود يشيل سلاح ؟
قال مساعدة بحماس :
- مفيش غير واحد بس فى العيلة دى اللى معها ترخيص بحمل سلاح
أوقفه "عادل" بإشاره من يده قائلاً :
- استنى هخمن هو مين
استند بمرفقيه الى المكتب ثم سرح بخياله قليلاً .. وقال فجأة :
- يا "حسنى" .. يا "علاء"
ابتسم المساعد وقال :
- بالظبط يا فندم .. "علاء" .. هو الوحيد اللى معاه ترخيص بحمل السلاح .. اتحفظنا على السلاح بتاعه وقارناه بالفارغ اللى وقع من الطلقة اللى اضربت على الجناينى .. بس للأسف مطلعش نفس السلاح اللى استخدمه القاتل فى الجريمة
قال "عادل" بتهكم :
- طبعاً هو مش غبى لدرجة انه يستخدم المسدس اللى مترخص بإسمه .. أكيد هيستخدم مسدس تانى .. والتحريات عن "علاء" بتقول ان مشيه مش مظبوط ويعرف ناس سو
صمت قليلاً ثم قال :
- مديرة الفيلا اللى اسمها ......
صمت وهو يحاول أن يتذكر ثم قال فجأة :
- "لميس" .. بتشتغل فى الفيلا من زمان ؟
- أيوة يا فندم بقالها سنين طويلة عايشه معاهم
قال "عادل" بحزم :
- عايزك تعملى تحريات مكثقه عنها
- انت شاكك فيها يا فندم ؟
قال "عادل" وهو يعاود فتح الملف الموضوع على المكتب أمامه :
- ده أنا شاكك فى أبويا .. يلا وعايز التقرير فى أقرب وقت
وقبل أن ينصرف المساعد ناداه "عادل" قائلاً :
- وكمان "بشير" السواق .. عايزك تجبلى قراره
ابتسم المساعد وقال :
- ما شاء الله عليك يا فندم حفظت كمان اسم السواق
قال "عادل" ضاحكاً :
- أصلك متعرفش .. الباشا الكبير قالى لو قفلت القضية دى هيحط اسمى فى حركة الترقيات الجديدة .. فعشان كدة متحمس أوى انى أحل اللغز ده وأجيب القاتل من أفاه
ابتسم المساعد وقال :
- أدها وأدود يا فندم .. بعد اذنك

العشق الممنوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن