الجزء العشرون: يوم الزفاف

630 22 1
                                    



يوم الزفاف

نور استعدت للزفاف في الفستان المصمم لها. الذي أشتراه أر كيه من باريس مخصص لها. كانت جميلة جدا حتى قبل أن يقوم فريق التجميل بعمله. كان الجميع مندهش من جمالها ويقسمون انهم لم يروا عروس بهذا الجمال من قبل. تحدث الجميع عن مدى جمالها. وانها محظوظة ان تنال عريس وسيم مثل أر كيه. البعض كان سعيد لها والكثير كان يحسدوننا على زواجها من رجل مثل هذا في احتفال فخم مثل هذا.

قاعة الزفاف كانت مليئة بالأغراب. رجال اعمال, أطباء وبعض الأقارب والجيران. الجميع كان يعيش مشاعره إلا العروس. فهي لا تشعر بأي شيء على الاطلاق. فهي ليست سعيدة او حزينة. هي كانت حاضرة بجسدها لكن بدون قلبها او عقلها. كانت تتحرك كالإنسان الآلي. تبتسم عندما يطلب منها لأخذ الصور. او تتحرك عندما يطلب منها لشعائر الزواج. كانت تشاهد العرض كأنها ليست فيه. كأن كل هذا يحدث لإنسانة أخرى. كأنها كانت خارج جسدها وتشاهد نفسها تقوم بالمراسم.

كانت تستطيع ان ترى كيف والديها سعداء. وتستطيع أن ترى السعادة ترقص في أعين عريسها فهو يحلم بحياة جديدة معها. ولكنها ماذا تفعل هي؟ فهي لا تعلم. كل شيء يحدث بسرعة. فهي الآن زوجة لشخص ما. هي الآن تنتمي لشخص غريب. هي الآن مفترض ان تعيش في منزله. ان تكون رفيقته. ان تكون عائلته. فجأة صدمها الواقع عندما بدأوا يتحركون للمنزل الجديد وحياتها الجديدة التي تنتظرها. فهي لم تستطع التحمل اكثر من ذلك. شعرت انها تريد ان تبكي. تحتاج ان تبكي. تحتاج ان تصرخ. ماذا فعلت؟ كيف تفعل هذا بنفسها وبهذا الشخص المسكين؟ استأذنت من زوجها وذهبت لغرفة المكياج حتى تبكي لأخر مرة. أغلقت على نفسها الباب وبدأت تبكي في صمت حتى لا يسمعها احد

"أنا عملت ايه؟ أروح معه ازاي؟ أعيش معه ازاي؟ أنا مش بحبه. انا ما اقدرش احبه. انا بحب حازم وبس. وما اقدرش احب حد تاني. انا مش قادرة اتخيل نفسي في حضن رجل تاني. مش هاقدر أكون في غرفة واحدة مع أي رجل تاني. أنا بكرهك يا حازم. سيبتني ليه؟ ليه ما قدرتش تحبني؟ لو بس انت حبتني. كنت استنيتك حياتي كلها. لا انا مش بكرهك. انا ما اقدرش اكرهك. انا بأكره نفسي علشان حبتك. اكره قلبي اللي خدعني السنين ده كلها. لكن الانسان المسكين ده. هتعملي ايه معاه يا نور. هو ما يستحقش منك كدة. هو حبك. ده كل ذنبه انه حبك. ازاي تعملي فيه كدة؟ ازاي تجرحيه كدة؟ لا انا ما اقدرش اجرحه. انا لازم اعمل أي حاجة علشان حبي ما يأثرش عليه"

نور مسحت دموعها و فتحت الباب وخرجت لتذهب مع زوجها لبيتها الجديد. لكنها لاحظت ان المكياج فسد من بكاءها. فعادت ثانيا و دخلت الحمام لتغسل وجهها وتظبط مكياجها. لكنها وهي في الحمام سمعت أصوات في الغرفة. كان صوت أمها وأمرأة آخرى تبكي

"أيه يا دينا بطلي عياط. ده انا أمها مش بعيط زيك كدة" نجوان

"أنا مش بعيط علشان نور انا مبسوطة علشانها" دينا

مذكراتي العزيزة (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن