الوّداع الأخير.

138 14 8
                                    

صراخ ،أوجاع،بكاء،ارهاق،أرق،كره،حقد،خذلان،وحده
هذا انا.

١٩٥٦.٣.١٢
٩:٠٥مساءاً

على فراش الموت يستلقي ،بوجه قد رسم الرب فيه الخطوط البيضاء.
اعين ذابله باهته،قد رأت الحياهّ كامله،منتطره اشارةٌ من الربّ لتغلق لآخر مرهّ.
وجه شاحبّ ،بلا الوانّ .
جسدّ متعبٌ،ضعيفّ،بلا قدرهّ ،بلا روح .
روح بلا جسّد،تنتظرّ أشارتهاّ من الربّ حتىّ تصبحّ إحدى النجوّم.

بجانبّ ذلك الجسد أو بالأحّرى الجثهّ الحيهٌ
فتى لمٌ يعشّ كّ باقيّ الاطفاٌل ،لمّ يشعرٌ بحنانٌ الأجدادٌ.

يدٌ فيٌ أيامهاٌ الأخيّرة مشبكةً بيدّ ب أول أيامهاٌ.
غرفة صغيٌره، احتوتهاٌ كتبّ علّم الفلكّ.
مجّهر قديمٌ،أمامّ نافذهٌ لم يمسهاٌ الغبار يوماً.

التفت صاحب الاعين الذابله،متأملاً بحفيدهٌ،مشبعاً عيناه بهٌ .
*لطالماٌ أردتُ العيش بين النجوم،وها أنا ذاهب*
صراخ ودموع مخبأه داخل الصغير.
صامتاً،مرتجفاً،ممسكاً بيد الآخر،وكأنها الاخيره.
أحدّ تلكٌ الدموعّ قد غادرّت عينهّ ،ليكمل بصوٌت ضعيٌف.
*لطالمّا تمنيتُ عمراً طويلاً،ولكنّه قدر الرّب،سأشتّاق إليّك،سّتسطّيع التوّاصلّ معيٌ عبرّ النجٌوم ،كلماتّي ستكونّ قصيرهٌ ولكنّ معناهاٌ طويلّ تذكرٌ كلاميٌ للمستٌقبل،كم تمنّيت أن يصّبح والدٌك عالمّاً بالفّلك،ولكنّ لمٌ يشئ الرّب ذلكٌ لمّ تُكتمل فرحتّي بِه،وصيتيٌ بكّ*
أستسلمّت تلكّ الجفونٌ البأسٌه،وتخرج الّروحٌ منّ جسداً سكنتّهُ لسنواتٌ،تاركتّاً ورأهاً مّا جمِعت منّ أحزآن.

دموعاً قدّ غادرتّ عينهٌ ليشدّ قبضتةٌ على يدّ الآخرّ،محاولاً أيقاظهٌ.
ولكّنه قد فشلٌ غدرتة الحياهٌ.
ليصرخٌ مترجياً الآخر، ولا حياة لمن تناّدي.
دموعاً شديّدة الحرارّه، صراخ ، ألمّ في قلبهّ .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 08, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

11:11حيث تعيش القصص. اكتشف الآن