وقفت هزان أمام السيدة إيبرو و قالت" صدقيني..أنا مضطرة للذهاب..والدي توفي البارحة و .." ضحكت المرأة بصوت عالي و قالت بسخرية" والدك ؟ و أين كان والدك منذ خمس سنوات؟ لماذا لم يأتي لزيارتك أو يساعدك؟ لماذا لم" قاطعتها" سيدة إيبرو..قد لا أعود ثانية إلى هنا..أردت أن أشكرك على كل ما قدمته لي..إلى اللقاء" نظرت إليها المرأة باستغراب و قالت" إلى اللقاء" ..بعد ساعة..توقفت سيارة مرسيدس فاخرة أمام منزل هزان..حملت هزان حقيبة صغيرة و خرجت..وقف أمامها شاب في أواخر الثلاثينات من عمره..مد يده يصافحها و هو يقول" مرحبا..أنا المحامي إيلكار جانان..سررت بمعرفتك آنسة هزان" (ايلكار..مراد يلدريم) قالت" مرحبا..يبدو أنك أصبحت أنت محامي العائلة..لقد كان السيد مدحت هو.." قاطعها" أعلم..أنا إبنه..كنت أدرس في أمريكا..و عدت منذ أربع سنوات عندما مرض والدي و قررت أن آخذ مكانه" ابتسمت هزان ثم قالت بحزن" لا أعلم ذلك..سررت بلقاءك" نظر إيلكار إلى حقيبتها و قال" هل هذه هي حقيبتك الوحيدة؟" أجابت" نعم" أخذها منها و فتح لها باب السيارة..ركبت و ركب بجانبها..صمتت قليلا ثم سألت" كيف ..؟" لم تواصل كلامها..قال" لقد عانى في السنوات الأخيرة من ذبحات صدرية متتالية..و لم يستطع قلبه تحمل ضغط العمل و ..توفي..ليرحمه الله" هزت رأسها و لم تقل شيئا..نظرت من النافذة و سرحت بخيالها..عادت بذاكرتها إلى تلك الأيام التي كانت تعيش فيها مع أمها و أبيها و أختها نازان..أيام كانت فيها ملكة على قلب أبيها..يأخذها معه حيث يذهب..يلاعبها و يدللها..كانت الأقرب إلى قلبه..و المحبوبة من الجميع..كان والدها يجعلها تحظر معه قطف العنب و تحضير النبيذ..و يشاركها كل أسرار العمل..ينصحها و يعتني بها..لكن ذلك كله تغير في لحظة واحدة..بعد وفاة أمها بمرض عضال..تزوج والدها من سيفنش ..أرملة أقرب أصدقاءه..حازم إيجمان..و جاءت لتعيش معهم هي و ابنها الوحيد..ابنها..ياغيز إيجمان..
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...