شهقت هزان برعب فأحاط ياغيز كتفيها بيديه و هو يقول" ..لا تخافي..هذا أنا" ابتسمت بسخرية و أبعدت يديه عنها دون أن تنطق ببنت شفة..ابتسامتها الساخرة استفزته فقطع الطريق أمامها و منع تحركها و هو يقول" ماذا كنت تفعلين هنا؟ لماذا أتيتي إلى هذا المنزل؟ هل تريدين أن تتذكري خيانتك لي؟ هل تريدين أن تتذكري كيف طعنت قلبي و غدرت بي؟ هل اشتقت إلى عشيقك؟ لا أستغرب ذلك..فأنت تقضي معه معظم وقتك..أليس كذلك؟" رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت" ماذا؟ من أين عرفت أنني ألتقي بكرم أو أقضي معه وقتي؟ هل كنت تراقبني طيلة السنوات التي مضت؟ هل كنت تريد أن تتأكد من خيانتي؟ " رفع يده في وجهها و هو يجيب بالنفي" لا..هي مرة واحدة ذهبت فيها إلى اسطنبول و رأيتك معه..تمشيان معا و تضعين رأسك على كتفه..لا عمل لي معك..و لم أرد أن أراقبك..كل ما في الأمر أنني" قاطعته" أنك ماذا؟ ..فعلا..لا عمل لك معي..و لا يعنيك ان كنت ألتقي بكرم أو لا..أتعلم..لن أجيبك على أي سؤال يقض مضجعك و يؤرقك..اكتفي بتصديق ما تراه كما اعتدت أن تفعل..و الآن..عن اذنك" و قبل أن تتحرك خطوة واحدة جذبها ياغيز بعنف من ذراعيها ليلتصق جسمه بجسمها و هو يتكلم من بين أسنانه" كيف استطعت أن تفعلي بي ذلك؟ ألم تفكري و لو لمرة واحدة كم ستؤذيني خيانتك..ها؟ أجيبي..ألم نكن نعشق بعضنا كالمجانين؟ ألم نكن قد اتفقنا على الزواج و تعاهدنا على الوفاء لبعضنا أمام الجميع؟ لماذا خنتني؟ لماذا سلمت نفسك له في حين ادعيت الشرف و العفة معي؟ لماذا أهنتني و جرحت كرامتي و رجولتي؟ لماذا فضلته علي؟ هل وقعت في حبه إلى الدرجة التي جعلتك تسلمينه نفسك؟ و لماذا لم تواجهيني بالحقيقة؟ لماذا؟ أجيبي و لو على سؤال واحد من هذه الأسئلة التي نخرت رأسي طوال سنوات..أرجوك" كانا قريبين جدا..عيونهما تنظر إلى بعض..أنفاسهما متلامسة..دقات قلبيهما متسارعة..و الدماء تغلي في عروقهما..ردت هزان ببرود" لن أفعل ذلك..لن أجيبك..و اتركني لو سمحت قبل أن أصرخ و أوقظ كل من في القصر"
أنت تقرأ
المنبوذة
Roman d'amourهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...