" خلقنا واحد ومن مادة متشابهة وأجساد متشابهة.ولدنا بنفس الطريقة ومن ذات المكان.فهل نحن نتشابه حقا أم نحن مختلفون عن بعضنا البعض."
كان عمري حينها يناهز العشر سنوات،برعم بريئ. كنت برعما يجهل خفايا الحياة،يجهل ماهيتها.يرى العالم لعبت ومزحا ومثلجاتا وحلوى ،وكذلك قضاء عطلة نهاية الأسبوع برفقة أفراد العائلة.
كذلك كنت أنا.
لطالم اجتمعت عائلتي ليلا مع كل نهاية أسبوع ،حيث نشاهد سوية إحدى البرامج العائلية أو المسلسلات التلفزيونية.
فنقضي الوقت تارة نشاهدها وأخرى نضحك.ثم يفتح فجأة باب النقاش.فنتناول إحدى المواضيع أو القضايا .فتتعالى أصواتنا ونحن بصدد تحليل وتجميع كل الأفكار .
حينها لو مررتم بجانب منزلنا لإتقدتمونا نخوض حربا عالمية ثالثة.لأصدقكم القول كانوا أفراد عائلتي من اولائك الذين يتمسكون بمعتقداتهم وقراراتهم فيدافعون عنها بضراوة .
كنت قد لا حظت أنني وبالرغم أنني ابنة امي وأبي إلا أنني لا أشابههم فكرا.ورغم وقتي الذي أقضيه مع إخوتي إلا أن كل منا له اعتقاده.
كيف لذلك أن يكون؟ألسنا أسرة واحدة ودما واحد.وإذا كانت أسرتي من دمي ولحمي لاتشابهني تفكيرا فكيف الأمر مع باقي المعمورة.
أترانا لسنا بذلك التشابه؟
رغم مخالفة أرائي لرأي ابي وامي إلا أنهما لم يمنعاني ولم يجبراني على اعتناق رأيهما.وكذلك نفس الحال مع بقية إخوتي . إذا فالإنسان من حقه أن ينفرد برايه ومايعتقده.
ولكن رغم كل هذا لايزال ذلك فقط البداية.
فلم أعتقد يوما أن تلك الحوارات البسيطة وتلك الاعتقادات تجسد لحقيقة ما بداخل كل شخص منا.
هذا ماصرت اعتقده .إذ ذات جلسة .كنا مجتمعين نشاهد التلفاز وقد ٱخترنا برنامجا إجتماعيا لنشاهده. فتم عرض قصة فتاة شابة تبحث عن أمها التي تخلت عنها وهي رضيعة في إحدى المستشفيات.لتقابلها أخيراً بعد عناء.ضلتا حينها كتعانقتان تبكيان هم الزمان ووجع الأيام .
هربت دمعة من عيني أمي ليتحدث أخي ساخرا:
"ماذا يا أماه هل لهذه الدرجة تأثرت بهذا اللقاء"
مسحت أمي بسرعة تلك الدمعة لتتحدث بدوء وبنبرة حالمة:
"حقا لا شيئ يعوض حنان الأم "
أطلق حينها اخي ضحكة ساخرة ليعود لما كان ليمسك هاتفه وينغمس بإحدى ألعابه المعتادة .
تكلم حينها أبي بصوته الجوهري الخشن :
"إن هذه الابنة عبرة لجميع الأبناء،كلها آداب وأخلاق احترمت أمها التي ربتها بل وبحثت عن أمها الحقيقية رغم تخليها عنها"
تكلمت حينها ببرود ربما بالغت فيه:
"أيا يكن .ماكان عليها البحث عن أمها الحقيقية فلم تعد لها حاجة بها"
أردفت حينها امي وقد صحب صوتها شيئا من الحدة:
"كيف لك أن تقول ذلك.لا يمكن تعويض طفل دفئ الام .فهي من أنجبته لهذه الحياة"
أظاف حينها الأب:
"رغما انها فعلا أخطأت الام لتخليهة عن ابنتها ولكن أحيانا الحياة تدفعنا القيام بأمور مرة لنتجنب ماهو أمر منها"
لم يقنعني كلامهما فاردفت مدافعة عن رأيي
"أن الام الحق هي من تربي وتعتني وتسهر .تلك هي الام الحقيقية .دور الأم يكمن في أن تحرس أبنائها وترافقهم في بدايات حياتهم وتساندهم في أولى خطواتهم في دروبها حتى يشتد عودهم .تلك هي الام الحق .ولكن هذه الفتاة كبرت وشبت دون حاجة للام التي ولدتها.فما حاجتها بتلك الام الآن"
بدت ملامح امي حينها غير قابلة للوصف ولكن أعتقد أن لدي فكرة عما يجول في خاطرها .فلا شك أنها اعتقدت أن ما أقوله ناجم عن قسوة في قلبي تعجز عن إيجاد حل لها.وربما اعتقدت ان مشاعري متبلدة وربما لا احبها هي الأخرى .حسنا امي هي ذلك النوع من الأشخاص الذي تذهب به مخيلته لابعد حدود.
أما أبي فقد اكتفي برمقي بنظرة جسدتني فتاة ستعصي أوامره يوما ما وستخرج عن طاعته .وسيلقى صعوبة في ترويضها.
انتهى حينها النقاش ومعه البرنامج ليذهب كل منا إلى غرفته فقد حان وقت النوم.ظللت حينها افكر فيما دار بيننا .حيث كان اخي غير مبالي بذلك النقاش ولم يهمه موضوعه .اعتقد أنه من اولائك الذين لا يهتمون لما ليس له علاقة لهم .فحيث لم تهمه تلك الفتاة الباحثة عن أمها .
أما أمي فأعتقد أنها بالغت في تأثرها فهي من الأشخاص الذين يقدسون الام ويمجدونها ويعتبرونها سر الوجود وكمال الحياة .وهي كذلك من النوع العاطفي والذي يدع قلبه ومشاعره تتحكم بقراراته .أما أبي فلقد بدى لي أنه يدافع عن حقوق الوالدين وواجب الأبناء تجاههم. فأبي اذا من النوع الصارم الذي يقدس العادات وتبعية الأبناء لقررات أولياء أمورهم.فهو اذا من الأشخاص الذين تتحكم فيهم عاداتهم وتقاليدهم .
أما بالنسبة لي فماذا أكون ياترى! اعتقد انني من النوع العملي والمنطقي .فلا أدع قلبي وعواطفي تسيرني بل المنطق هو مرشدي .ولكن الأهم من كل هذا كيف لمجرد حوار أن يكون كاشفا لفكر كل شخص منا بل وشخصيته كذلك.
أعتقد أن
معتقدات الإنسان وأفكاره حقا تجسد ماهيته .
وهكذا إذا هم الناس مختلفون،بافكارهم واختياراتهم .
حسنا هذا هو اعتقادي .
ولكن لم اعلم أن اعتقادي ذلك وفي ذلك السن قد كان بداية خوضي وفهمي لكيف تجري الحياة.
وكأي طفل في العاشرة غلبني النعاس لأسقط نائمة في الحال .
..{كل الناس سواسية يولدون متشابهين فتفرقهم مبادىهم واعتقاداتهم في الحياة}
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أرجو أنه قد اعجبكم البارت واستفدتم😅😳
سأحاول جعل كل البارتات غير مطولة ومليئة بالإفادة😌
أرجوا ابلاغي بالاخطاء أن وجدت🙄🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗
أنت تقرأ
مذكرات فتاة//The Diary Of A Girl
Randomلازالت تلك الذكريات تراودني في كل مكان. أصبح من الصعب تجاهلها. لما ترتبط بكل ما يحيط بي. لما أتذكرها جميعا الآن.هي فقط لا تتوقف عن التدفق . من هذه التي أمامي .هل هي أنا.كم تغيرت.وهل فعلا تغيرت.مالي لم اعد اذكر كيف كانت نفسي.ولما أتذكر الآن نفسي الصغ...