بارت ستون

5.8K 178 1
                                    

جلست سيفنش على حافة السرير و هي تضع رأسها بين يديها..نزلت دمعة على خدها..مسحتها بكف يدها..رفعت رأسها و نظرت إلى صورة أمين المعلقة على الحائط أمامها..قالت تحدثه" أرأيت يا أمين ؟ أرأيت ما يحدث بسببك و بسبب أنانيتك ؟ ابنتك محرومة من حقها و منبوذة ..و لماذا؟ ..لأنك قررت ألا تعترف بها و ألا تعطيها اسمك..لأنك تفضل بنات فضيلة عليها ..ماذا كان سيحدث لو طاوعتني و تركت الوصية كما كانت..لو كنت قسمت الأملاك بين نازان و جيداء و تركت تلك الأخرى بعيدة عنا..لو كنت أحببت جيداء كما كنت تحب هزان و أعطيتها حقها و اعترفت بها..لماذا أصريت على معاندتي و غيرت وصيتك دون علمي؟ لماذا تراجعت عن كل ما اتفقنا عليه و اضطريتني أن أتصرف معك بقسوة؟ لماذا أجبرتني على قتلك لكي لا تغير الوصية و مع ذلك كنت قد فعلتها و أعدت الأملاك بإسم هزان؟ لماذا؟ لكن أتعلم؟ لن أتوقف قبل أن تحصل ابنتي جيداء على حقها..و لو اضطررت إلى تمثيل دور الأم الحنون لهزان و إلى وضع يدي في يدها ..سأخدعها بشكل أجعلها تعطي كل شيء لابنتي عن طيب خاطر..في النهاية ستكون الأملاك لي و لأبناءي..ياغيز سيرث نازان التي لا تجيد فعل شيء بطبعها..و جيداء ستأخذ حقها كاملا من تلك المنبوذة و التي كان يجب أن تبقى منبوذة و بعيدة..لكن مادامت هنا..فستتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى دون أن تعرف مصدرها..و المذنب الوحيد في هذا هو أنت أمين..لو تركت الأمور على ما هي عليه لما كان حدث كل هذا..أنت هو المذنب الوحيد" استلقت سيفنش على السرير و أغمضت عينيها..وجدت نفسها تعود بذاكرتها إلى تلك الليلة التي مات فيها أمين..يومها..كان جالسا في مكتبه يقرأ بعض الأوراق عندما دخلت عليه سيفنش..قالت" عزيزي..لقد أحضرت لك شايا بالأعشاب ..سيساعدك على تهدئة  أعصابك" رفع يومها نظره إليها و قال مباشرة" أنت من فعلها أليس كذلك؟" وضعت سيفنش الطبق على الطاولة و سألت"  انا؟ و ماذا فعلت؟" أجاب" أنت من تسبب في طرد هزان من هنا لكي يخلو لك الجو أنت و أبناءك" ابتسمت سيفنش بسخرية و قالت" أمين..لا تهذي..هل سأقتل ابني الصغير لكي أطرد ابنتك من القصر..هذا هراء" نظر إليها ببرود و قال" صرت لا أستغرب منك شيئا..قد تكونين ظننت بأنه لن يموت و لن يحدث له شيء..لكنه مات..لقد خدعتني و حرضتني ضد هزان..ضد حبيبتي هزان..تلك الفتاة البريئة و النقية..أنا واثق من براءتها..لكن الوضع سيتغير و لن يبقى على حاله..سأعيدها إلى هنا و سأعوضها عن كل ما فات" ..

المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن