شعرت هزان بطعم دموع ياغيز في فمها خلال تبادلهما للقبلات..ابتعدت عنه قليلا و سألت" ياغيز..جنم..لماذا تبكي؟ ها أنا هنا..معك..و لن نفترق مرة أخرى" مررت هزان أصابعها على وجه ياغيز تمسح دموعه ..أما هو فاحتضنها بين ذراعيه بقوة و هو يقول" لقد كنت مرعوبا من ألا أعيش هذه اللحظات معك مرة أخرى..كنت أخشى أن أصير انا المنبوذ و أن أموت شيئا فشيئا و أنت بعيدة عني..كنت أموت خوفا من أن ترتبطي برجل آخر غيري و أن أخسرك إلى الأبد..لو فعلت ذلك..لكنت قتلت نفسي..أقسم أنني كنت لأفعلها لو" ابتعدت هزان عنه و سارعت بإسكاته بأن احتوت شفاهه بين شفتيها..جمد ياغيز للحظة دون حراك ثم سرعان ما انصهر معها في قبلة محمومة..امتزجت شفاههما و تداخلت و كأنهما لا ينويان الإنفصال أبدا..كانا كغريقين وجدا طوق النجاة و وصلا لتوهما إلى بر الأمان..كلاهما مرتبط بالآخر..و يعيش من أجل الآخر..كانا يشعران بأنهما وجدا نفسيهما بعد دهر من البعد و الغياب و الفراق..كأن حياة كاملة..بائسة ..تعيسة..باردة..و وحيدة مرت عليهما و هما منفصلان..يد ياغيز ضغطت على ظهر هزان و قربتها منه أكثر حتى التصقت أجسادهما و ارتفعت حرارتها..نبضات قلبيهما عزفت لحنا ايقاعيا فريدا من نوعه احتفاءا بانصهارهما معا..أنفاسهما تهدجت و انقطعت ثم صارت مشتركة بينهما..لفت هزان ذراعيها حول عنق ياغيز و نسيا نفسيهما..و أين هما..و كل ما حدث..و ما سيحدث..كل ما يعنيهما هو أن يكونا معا..و ألا يترك أحدهما الآخر من جديد..
أنت تقرأ
المنبوذة
Romansaهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...