المنبوذة

بارت ستةو ثمانون

تشوش عقل ياغيز بعد الكلام الذي سمعه من أمه..حاول أن يصالحها لكنها دفعته بعيدا عنها و هي تشير إليه بالخروج..بخطى ثقيلة ..خرج ياغيز من غرفة أمه..لم يعد يعرف من يصدق ..نازان ترمي التهم على أمه..و أمه ترمي التهم على نازان..كل الأدلة ضد نازان..و لا يملك ضد أمه سوى أقوال الخادمة عائشة و اتهامات نازان..تأفف بضيق و أخذ يذرع الردهة جيئة و ذهابا..يحاول تجميع القطع في عقله..عله يتوصل إلى الحقيقة..وجد نفسه يتوجه بعد لحظات إلى غرفة هزان..هناك ملاذه الوحيد..مصدر ثقته و قوته و إلهامه..طرق الباب..سمع صوتها الذي يعشقه يأذن له بالدخول..دخل و اقترب منها مباشرة..أخذها بين ذراعيه..عانقها بقوة دون أن ينطق بكلمة واحدة..ربتت على ظهره بيديها و هي تسأل" جنم..نولدو؟ ماذا حدث؟ ماذا قالت أمك؟" ابتعد عنها قليلا..نظر في عينيها..ثم همس" لقد نفت كل التهم المنسوبة إليها..و .." قطبت هزان جبينها و قالت" و..ماذا؟" هرب ياغيز بعيونه منها و هو يقول" لقد اتهمت نازان بكل شيء..و قالت أنها كذبت و حاولت تبرأتها من تهمة تسميم النبيذ..ثم غضبت مني و طردتني خارج غرفتها لأنني اتهمتها..أشعر أنني ضائع..و أنت الشخص الوحيد القادر على جمع شتاتي" لامست هزان وجهه برقة و قالت" ياغيز..جنم..أنا لم أرد أن أعارضك أو أمنعك من الحديث مع أمك قبل أن أتصرف..لسبب بسيط..و هو أنني أحبك..و أعلم أنك تعاني ما تعانيه لكي تصدق أن أمك قد تفعل أشياء كهذه..معك حق..هي امك بالنهاية..لكن..أن تعترف بهذه السهولة التي ظننتها..فهذا مستحيل..أنت فعلت ما أردت..و اسمح لي الآن بأن أفعل ما أريد..تمام" عبس ياغيز و قال" لكن..ألا ترين أن معها بعض الحق فيما قالته..إذا فكرنا بطريقة عقلانية..ألا نجد أن كل الأدلة ضد نازان؟ ..ألا توافقينني الرأي؟" هزت هزان رأسها بالإيجاب و قالت" باك ياغيز..انظر..أنا لم أنكر أن أختي مذنبة بقدر امك على الأقل..لكن..ألا يوجد مجرد احتمال أن تكون هي قد تقصدت أن تجعل كل الادلة تكون ضد نازان؟ ألا تتذكر ما حدث معي قبل خمس سنوات؟ ألم تكن كل الأدلة ضدي؟ ألم ينجح من فعل ذلك في جعلكما انت و أبي تصدقان أنني مذنبة؟ ..فكر في الأمر من هذا الجانب أيضا..و ستجد أنني على حق..