نظر إليها ياغيز بعيون حزينة و متعبة..عانقته هزان من جديد و هي تقول" حبيبي..أعلم أنك تتمنى من داخل أعماقك أن تكون أمك بريئة..مثلما أتمنى أن تكون أختي بريئة..الآن..ليس أمامنا حل سوى أن نضع العواطف جانبا..و تسمح لي بتنفيذ ما يدور في رأسي..تمام مي؟" أجاب بعد صمت" تمام..لكن..كوني حذرة..أيا كان من فعل كل تلك الجرائم..فسيحاول إيذاءك بكل الطرق الممكنة..عديني بأنك ستكونين حذرة" نظرت إليه..قربت فمها من فمه..اختطفت قبلة سريعة ثم قالت" تمام..سوز..وعد" نظر ياغيز إلى ساعته التي تشير إلى الثامنة ليلا و قال" لقد حان موعد العشاء..تعالي ننزل معا" ابتسمت و تبعته إلى الخارج..في غرفة الطعام الفاخرة..جلس الجميع حول طاولة ممتدة عليها شتى أنواع المأكولات..كان الصمت يخيم على الجالسين..نظرت هزان إلى سيفنش و قالت" سيفنش تايزي..هل حدثك والدي قبل موته عن البند الخاص الذي وضعه في الوصية؟ " رفعت سيفنش عيونها إلى هزان و سألت" عن أي بند تتحدثين؟" أجابت هزان بهدوء" هو بند أخبرني عنه المحامي إيلكار..و أنا طلبت منه أن يبقيه سرا..لقد خصني والدي بصلاحية التصرف في الميراث دون غيري..أستطيع أن أعطي حصة شخص ما..أو نزعها منه..كل حسب أفعاله و تصرفاته معي" تغيرت ملامح سيفنش و بدا الغضب جليا على وجهها ثم أخذت تزمجر" و كيف يفعل أمين هذا؟ كيف يمنحك صلاحية كهذه؟ ألست أنا أحق بها منك؟ أنا زوجته و حبيبته منذ سنوات" قالت هزان" لقد قرر تعويضي عن كل ما فعله معي منذ سنوات..من حقي أن أفعل ما أشاء في ميراث والدي..و لذلك أخذت قرارا "مهما..يجب أن تعرفوا به" ..سألت سيفنش بنفاذ صبر" و ما هو هذا القرار؟" أجابت" قررت أن آخذ نصف حصتك و نصف حصة نازان و أضمها إلى حصتي..و سيكون ذلك تعويضا عادلا عن نبذي طيلة خمس سنوات و عن كل ما عانيته" انتفضت سيفنش واقفة و ضربت الطاولة بكلتا يديها و صاحت" هايير..لن تفعلي ذلك..هذا ليس من حقك..لن أسمح لك بأخذ حصتي..بل على العكس..ستضطرين إلى إعادة تقسيم الميراث" ابتسمت هزان بسخرية و سألت" و لماذا سأفعل ذلك؟" أجابت" لأن هناك شخصا آخر يجب أن يأخذ حصته في ميراث والده..جيداء هي أختكما الثالثة..هي أيضا ابنة أمين شامكران..و من حقها أن ترث مثلكما" رفعت هزان حاجبها استغرابا و قالت" غريب..اذا كانت جيداء أختي..فلماذا لم يعترف بها أبي و لم يعطها حقها..أنا لن افعل ما لم يفعله أبي..هذا ليس من حقي..من يثبت لي أنك تقولين الحقيقة؟" بدأت سيفنش تفقد أعصابها شيئا فشيئا و هذا تماما ما أرادته هزان..
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...