الصدام
خرج محمد من الحمام نظيفا جميلا كالجديد بعد ان اخذ دشا سريع ، مازال شعره القصير مبلل مما اضاف علي شكلة ايحاء باللمعان. كان يعلم انه دائما يبدوا وسيما وهو مبلل. نظر في المراة بجوار الحمام ليؤكد لنفسه المعلومة ، بالفعل هو مغرور. ثم استدار ليجد حبيبة في المطبخ تعد شيئا ما له رائحة رائعة تشبه الفلفل الحلو الحار...ولكن مهلا ..ما كان رائعا بحق هو منظرها، برغم من انها تردي ملابس منزلية اقل من عادية مكونة من بنطلون رياضي كحلي بوسط منخفض وتردتدي فوقه فانلة رياضية ايضا بلا كم لبينة اللون، الا ان تلك البساطة جذبته بشدة ، كانت تتحرك بخفة في المطبخ وشعرها الاسود الطويل المعقوص خلف ظهرها يتحرك معها يمنا و يسارا...لكم اعجبته...ذلك الاحساس جعله يتراجع بسرعة ويذكر نفسه انه لا يجب ان ينظر اليها تلك النظرة، فهي اولا بنت بلده ، ثانيا زوجته يعني "علي اسمه" ولا يصح معها تلك السفالة التي ربما قد تحدث مع صديقاته المنحلات. ولكن شعوره ناحيتها كان مختلفا فهو منجذب لها انجذاب لا يتلخص في "مفاتن المراة " كما اعتاد هو .. بل هو يريد التحدث معها ، سماعها وهي تتكلم، رؤيتها وهي تتحرك. وجد نفسه واقفا امامها ويسألها: "هو انتي بتطبخي ايه؟"
اجفلت عندما تحدث فجأة فهي لم تشعر بوجوده ظانة انه في الحمام، لم ترفع عينها اليه و استمرت في تقليب الطعام علي الموقد وقالت بالانجليزية:"هذا دجاج علي الطريقة المكسيكية، اتريد بعضا منه؟" ثم رفعت عينها لتتلقي الرد ، الا انها تلقت شيئا اخر... ما هذا ... "ايه الحلاوة دي؟!" هكذا قال لسان حالها لنفسها... لقد صدمت بوسامته ، نعم هي كانت تعلم انه وسيم وانه جذاب وان ابتسامته ساحرة... "بس مش كده!" فانه الان وفي تلك اللحظة كإنه سقط من صفحات كتالوج اوسم الرجال ... علي رأي اللمبي "فاضله اتنين فولت و ينور". كانت منذ دقيقة قبل ان ترفع عينيها وتراه تشعر بالضيق منه ومن اسلوبه السخيف المتسلط و اعجابه بنفسه الذائد، الا انه الان يبدو لها لطيفا، جميلا لدرجة انها تريد ان تربت علي راسه قائلة "جود بوي". افاقها من هلاوسها صوته قائلا: " رائحته جيدة... سأتناول قليلا منه" وقفز جالسا علي الكرسي العالي الخاص بمنضدة الطعام.
غرفت له في طبق ووضعته امامه علي المنضدة العالية الملتسقة بباقي المطبخ ، بداء في الاكل بينما هي تغسل الاواني التي استخدمتها في الطهي ، وتلوم نفسها علي انبهارها بشكله وكانها طفلة مراهقة.
ثم وضعت لنفسها بعضا من الدجاج في طبق وصعدت علي الكرسي العالي المجاور له لتأكل وتفكر في الوضع الذي هم فيه الان ، فهي يجب ان تخرج... لا يجب ان تظل هنا ، هي الان تحضر له الطعام و تأكل معه ، وغدا سيشاهدان التلفاز معا! و بعد غد يستمتعان بمشهد الغروب معا في الحديقة! ماذا ينقص بعد ذلك؟ ان تنام في حجرته؟! ويصبح زواجهم حقيقي فتجد نفسها متورطة مع ذلك المغرور المصري المتصلت و حيث هو زوجها فيأمر و ينهي ويتسلط عليها "براحته بأه! مهو جوزها "... لما عرضت عليه بعض من طعامها ؟ لما؟ "كله من مراهقتك المتاخرة!" هكذا وبخت نفسها . نجحت تلك الافكار ان تعود بمشاعر الضيق من محمد مرة اخري الي قلبها. فكانت تسرع بتناول الطعام حتي تنتهي و تذهب.
اما محمد فكان مستمتعا بالطعام الطيب و ايضا بالنظر الي حبيبة... كان يدقق في ملامحها ووجهها وعيناها الشاردتان بعيدان كان يبدو عليها التفكير ، ايوجد احد يبدو بهذه الرقة و هو يفكر؟ لم لا يفتح معها اي حوار... سألها": الديك اي مخططات لليوم؟" ردت بسرعة محاولة الاتلتقي عيناهما :"اكيد" فسأل مرة اخري ليتأكد :" يعني هتخرجي ؟"
فهزت راسها مؤكدة و لم تحول عينيها عن منظر الحديقة خارج النافذة. بعد ان انتهيا من الطعام قامت في سرعة لمت الاطباق وغسلتهم وهي تقول لنفسها:" ابتدينا اهه..اديني بغسله طبقه بعد ما اكل دا حتي مفيش شكرا علي الاكل!" وكانه سمع ما برأسها فقد اطل برأسه من الحمام حيث كان يغسل يديه وقال :" سيبي طبقي انا هغسله...كل واحد يغسل حاجته" واكمل بالانجليزية :"كان الاكل رائعا حقا اشكرك" ابتسمت متعجبة من توارد الخواطر وقالت " لا مشكلة انه طبق واحد وقد انتهيت منه بالفعل" .
عندما اتصلت حبيبة بتيا ،اخبرتها تيا انها لم تنظف البيت منذ زمن و اليوم ستقضيه في التنظيف حيث قلبت البيت راسا علي عقب، كان هذا بمثابة صدمة لحبيبة حيث لم تعرف الي اين تذهب بالاضافة الي انها لم تستطع الاتصال بأي من اصدقائها الاخرين فهي يبدو انها فقدت فهرس الارقام الخاص بها اثناء الانتقال. في احباط دخلت الي حجرتها وقدد قررت المكوث فيها حتي تغيب عن وجه ذلك المغرور... فلتكن لليلة افلام التلفزيون اذا...
محمد كما هو معتاد ان يقضي معظم امسيات الاسبوع ذو الوردية الصباحية مع احدي صديقاته ، بالاضافة الي ان المنزل خالي الليلة ، فقد حاول الاتصال بـثلاثة من صديقاته الا انه تلقي الاعتذارات لاسباب مختلفة مصحوبة بوعود اللقاء في ليال اخري... ما هذا الحظ؟!! لا مفر الان من روئية اصدقاءه و بالفعل اتصل بزين ودعاه لقضاء امسية ذكورية بمنزله كالايام الخوالي قبل ان ينتقل، حيث يلعبان بلاي ستيشن ويشاهدان افلام الرعب . وافق زين علي الفور و اخبره انه سيحضر معه صديقه الايطالي طوني والذي هو زميله في السكن الجديد. وعلي الفور قام محمد بتجهيز كل متطلبات تلك السهرة من افلام رعب و اذرع تحكم البلاي ستيشن بالاضافة الي انه طلب بيتزا ثم افرغ محتوي كيس عملاق من المقرمشات في طبق عملاق ايضا . كل ذلك تم و محمد كان معتقدا ان حبيبة في حجرتها تستعد للخروج، جلس ينتظر خروجها فقد كان متشوقا لرؤيتها. الا ان انتظاره طال قليلا...لما لم تخرج الي الان؟ ... ان اصدقاءه علي وشك الوصول ... يريدها ان ترحل قبل ان يأتوا.
تردد قليلا ولكن في النهاية طرق باب حجرتها، فتحت له متسأله في حدة :" ماذا؟"
محمد:"الن تخرجي؟"
حبيبة:"لا ، اصدقائي مشغولون. ماذا تريد؟"
برغم ان رؤيتها بعثت فيه ذلك الشعور بالانجذاب وكان ليتمني الاتخرج ابدا بل تظل امام عينيه الي الابد ... الا انه غير مرتاح لوجودها في وجود اصدقائه ، لم يسطيع تفسير ذلك لنفسه ، ولكنه قال لها :" بس انتي قلتيلي انك خارجة ، انا عملت حسابي علي كدة"
توترت حبيبة بشدة وسالت بالمصري :" عملت حسابك ازاي؟؟؟ صحبتك جاية؟؟؟ طب..طب انا ممكن اروح في اي حتة ، هروح انضف مع تيا"
فقال لها مهدئا :" لا مش صاحبتي ، دا زين وواحد صاحبه"
حبيبة:" طيب انا مش هدايئكو في حاجة...انا هفضل في اوضتي " وعادت لتقول بالانجليزية:"سأبقي نفسي هنا...سأنام او اي شئ"
لم يعرف محمد ماذا يقول ، بم سيقنعها لتخرج...ليته لم يقل لها ان القادم ليس صديقته...حسنا فلتبقي في غرفتها، ولكنه لم يستطع ابعاد ذلك الشعور بعدم الراحة.
ان جلسة الشباب ممتعة فعلا، لم لا يفعل ذلك بصفة مستمرة ، فمنذ ان دخلا زين و طوني الي منزل محمد والضحك لم يتوقف وكذلك الاكل ... لم يتوقفوا لحظة عن حشر افواههم باي شيء قابل للاكل. واثناء لعبهم مبارة كرة قدم علي جهاز البلاي ستيشن ، دخل هدف في مرمي فريق طوني فاطلق سبة بصوت عالي، فاشار له زين ان يخفض صوته فتسائل طوني بغباء :"لم؟" كاد زين ان يشرع في حكاية ان محمد متزوج وان زوجته بالداخل ، الا ان محمد قد نظر له نظرة تحزيرة تسمي بـ"الزغر" جعلت زين يحول الحكاية في ثانية واحدة وقال :" ضيف محمد نائم بالداخل ، لا تكن سليط اللسان ومزعج" فوضع طوني يده علي فمه ضاحكا .
بالطبع كلنا نعرف لمَ لم يرغب محمد في ان يعرف طوني ان لديه زوجة؛ فطوني ايطالي وقد يكون لدية بنت خالة او بنت عم او حتي مجرد صديقة ايطالية مثلة و بالطبع ستكون جميلة و جذابة ككل الايطاليات ، وقد تشاء الظروف ان يتعرف محمد عليها في يو ما ، وساعتها لن يكون ظريفا ابدا ان تعرف ان له زوجة.
عندما دخل محمد الي المطبخ باحثا لهم عن شئ اخر ليأكلوه ، اراد طوني الذهاب للحمام فأشار له زين الي باب الحمام الاقرب ، لم يكن يعلم و هو يدله علي مكانه ان ذلك هو الحمام الخاص بحبيبة ، فعدما كان زين يسكن هنا لم يحددا هو و محمد حمام لكل واحد بل كان يدخلا الاقرب. كان موقع الحمام غير مرئي بالنسبة لمن في المطبخ فهو في زاوية تصعب روئيته من المطبخ وجزء من غرفة الجلوس.
وضع طوني يده علي مقبض الباب ليفاجاء بالباب يفتح من تلقاء نفسه و حبيبة خارجة من الحمام، فزعت عند رؤيته كما فزع هو وشرعا في الاعتزار لبعضهم البعض ثم الضحك.همت حبيبة بالتوجه لباب غرفتها الا ان طوني استوقفها قائلا:"اذن فانت الصديق النائم؟ هيا... انت لست مضطرة للدخول مرة اخري هيا انضمي لنا ...انا اسمي طوني"
فابتسمت قائلة:" وانا حبيبة... لا ...انا اريد قفط ان..."
فقاطعها :" لا تكوني تكوني محرجة منا، ليس لدينا مشكلة ...تستطيعين المكوث معنا، نحن نحظي بوقت ظريف ، لا داعي لبقائك في غرفتك ما دمت مستيقظة..."
كانت تحاول التحدث الا انه لم يعطيها فرصة و في نهاية كلامه جزبها من معصمها و اخذها الي حيث يجلس زين الذي سر جدا برؤيتها وسلم عليها بحرارة. لقد كانت هناك اكثر من فرصة ليتعرف زين عليها عن قرب اثناء كل الاجراءات السابقة للزواج، وجدها انسانة لطيفة وتستحق الاحترام، كان يساعدها و يعاونها شاعرا انها اخته الصغيرة فهي عربية مثله وتذكره بوطنه، كما انها صارت الان زوجه صديقة و اخيه، كم يتمني لو ان هذا الزواج كان حقيقا ويستمر للابد.
كان رد فعل محمد مختلف تماما فهو كان في المطبخ و فوجيء بوجودها بينهم وبمنظر طوني ممسكا بمعصمها. ويبدو ان بدا علي وجهه انه تضايق نظرت له حبيبة مشيرة بما معناة "طب وانا كنت اعمل ايه؟" ثم قالت لزين و طوني:" شباب..لقد سررت برؤيتكم جدا ... ولكني يجب ان انهي شيئا ما...."
قاطعها طوني ثانية وقال:" انهيها في وقت لاحق، الان تعالي واجلسي معنا" وجذبها لتجلس علي الكنبة، ومن وراء ظهرها اشار اليها و قال بشفتيه بلا صوت لمحمد الذي كان مازال في المطبخ "انها مثيرة!" .
لم يفهم محمد لما شعر بالدم يصعد الي راسه ؛ هل لانها زوجته؟ ولكنها ليست زوجته فعليا كما ان طوني لا يعلم انها زوجته ، فلا عيب في حقه. هل لانه هو نفسه معجب بها و يراها مثيرة هو ايضا فشعر بالغيرة؟ ولكنه لم يشعر بذلك من قبل بل علي العكس كلما اشاد اصدقائة بجمال وجاذبية او حتي مدي اغراء اي من صديقاته احس بالفخر و كأنه فاز بالميدالية الذهبية الاولمبية للصيد (لوكان هناك شيء كهذا) فهو لا يهتم بهن لدرجة ان يغار عليهم. ايكون السبب لانها مصرية مثله؟ هو مازال فيه العرق الشرقي...حمش وبيغير علي بنات بلده.ايً كان السبب... المهم الان ان جلسة حبيبة مع طوني اصبحت غير مريحة بالمرة بالنسبة له ، ناهيك عن وجودها في المنزل اساسا .
فنادي زين بالمطبخ وقال له بصوت خفيض:" خليه يسيبها تدخل اوضتها!"
زين:"ليش؟ خلييا معنا ... هيك الاعدة بتكون احلي"
رد محمد بحدة وبصوت خفيض:" انا مش مرتاح في وجودها وخلاص"
تعجب زين ثم قال:"كيف مابدك"
خرج زين اليهم وقال لحبيبة :"حبيبة ، لانريد ان نعطلك عن ذلك الشيء الذي كنت تفعلينه "
فهمت حبيبة التلميح و قامت شاعرة ان فرجها قد جاء فهي الاخري لم تكن مرتاحة لتواجدها معهم ولكنها لم تكن تريد احراج طوني. ولكن طوني امسك يديها ليجلسها ، وقال لزين :" لا تكن قليل الزوق! حبيبة ،يال جمال اسمك، فلتبقي معنا" نظرت حبيبة بشدة ليده الممسكة بيدها ، لقد زاد عن حده ذلك الايطالي ، نعم هي اعتادت ثقافة الغرب في التلامس و العناق و التقبيل بين النساء والرجال وتفهم ان هناك انواع منها مجرد تعبير عن مشاعر المعزة بين الاصدقاء وقد تتقبل احيانا قليلة جزء منها حين تكون علي ثقة ان ليس وراءها اي غرض اخر، ولكن هذا الطوني قد طالت يده اكثر مما تسمح هي وخاصة وهي اول مرة تقابله . نظرتها الثابتة ليديه جعلته يشعر بالحرج و افلت يدها فورا. لم تحب ان تزيد من احراجه فما قد حدث كان مرضيا لها فقالت:"لا يا طوني يجب ان انهي شيئا مهما للتو بداءت فيه...يجب ان اذهب..سعدت بلقائك... اراكم لاحقا يا شباب" وذهبت الي حجرتها.
لقد رأي محمد و زين ذلك المشهد السريع وتلك اللقطة الخاطفة حيث احرجت حبيبة طوني بمجرد نظرة واوقفته عند حده ثم عادت لتكون لطيفة معه بعدها، مما زاد اعجابهم بها عشرات الاضعاف فهم الاثنان اصلهم شرقي و يقدران تلك اللفتات .
اخيرا تخلص محمد من توتره و جاء ببعض بواقي الطعام وضعه وجلس بجوار زين علي الكنبة ، وجد طوني يقترب منه ويسأله عن حبيبة ، من هي ؟ من اين عرفها؟ كم ستبقي هنا؟ وظل يتحاكي عن جمالها وعن رقتها وعن شعرها الاسود و جسدها الرائع...ظلت محور حديثه حتي كاد محمد ان يقتلع عينه، ثم سأل طوني اهم سؤال والذي كان المفروض ان يبدأ به،هل هي مرتبطة؟ ومن دون كل الاكاذيب التي ظل محمد يسردها ردا علي اسئلة طوني ، كانت هذه اسرعهم واكثرهم طلاقة... اخبره محمد انها مرتبطة بصديق له مصري وانه سيغضب جدا اذا سمع هذا الكلام غير الائق عنها.
وبعدها ساد الصمت ، صُدم طوني بالاجابة وجلس صامتا يأكل البيتزا الي نهاية السهرة و محمد بعدها لم يتكلم الا قليلا ردا علي زين ، اما زين فكاد ينفجر وهو يكتم الضحك كلما نظر الي وجه طوني المبتئس ثم نظر الي محمد وعلي وجه علامات العصبية. انتهت الليلة بفوز زين في كل المباريات. فقام هو طوني ليخرجا عائدين للمنزل وخرج معهم محمد ليجلس علي سلم عتبة المنزل يشم الهواء البارد ويهديء اعصابه، الا ان طوني عاد للداخل مرة اخري بحجة الحمام ، ولكنه لم يتوجه للحمام بل عثر علي باب حجرة حبيبة وطرقه ، ذهلت حبيبة عندما فتحت ووجدته امامها، قالت:"طوني؟! ماذا هنالك؟"
طوني :" لم استطع ان ارحل قبل ان اراك مرة اخري، واريد ان اخبرك انك فتاة جذابة للغاية ولو لم تكوني مع حبيبك لكنت طلبت مواعدتك. لقد كانت من دواعي سروري مقابلتك" ثم امسك يدها وقبلها.
ولكنها نزعتها منه في سرعة متسائلة في داخلها"الواد ده اهبل؟" ولكنها انتبهت لشيئا ما قد قاله فسألت مستنكرة:" حبيبي؟؟ّ!"
طوني"نعم ... المصري"
حبيبة:" محمد؟!!!!"
طوني:"لا ، صديق محمد"
حبيبة :"زين؟ّ!"
فادرك طوني ان هناك شيئا غير مفهوم فسأل:" انتظري لحظة...انت لا حبيب لديك، اليس كذلك ؟ اذن فمحمد اخبرني كذبة؟"
حبيبة متعجبة:"محمد اخبرك ان لدي حبيبا؟!" لم تفهم لم فعل ذلك ولكنها ايضا لم تريد ان تفتح الباب امام طوني علي مصراعيه ، فأي كانت اسباب محمد فقد ادي لها خدمة.
فقالت :" اه نعم... حسنا... انا لدي فعلا حبيب... اقصد كان لدي... و ربما نعود لبعضنا البعض... انها قصة معقدة"
طوني بلهفة:"اذن فمازال هناك امل؟"
حبيبة مفكرة:" اجل...ان اخبرتني ماذا قال لك محمد عني بالضبط"
اخبرها طوني بالتفصيل عن حواره مع محمد فشكرته ووعدته انها عندما تستقر حياتها العاطفية وتقرر المواعدة سيكون هو اول شخص تفكر فيه.
كان بالنسبة لها ما سمعته غير مفهوما، لمَ لم يقل محمد لطوني انها زوجته؟ لنفترض انه لايريد ذلك فربما يطمع في اخت طوني او شيء كهذا، ولكن لم قال ان لديها حبيب غيور؟لم منع طوني من الحديث عنها؟لم منعه عنها اصلا بقوله انها مرتبطة بشخص اخر؟ ايكون السبب انه لا يردها ان تصبح حبيبة طوني فتدعوه الي المنزل؟ ولكنها وعدته انه حتي ان واعدت شخص ما لن تدعوه الي المنزل ابدا...لم تفهم ولذلك قررت سؤاله و معاتبته.
بحثت عنه وجدته خارج المنزل يجلس علي العتبة الخشبية وقفت خلفه وقالت بالمصري هذه المرة:"ليه قلت لطوني اني مرتبطة بواحد مصري صاحبك وانه بيغير عليا اوي؟ ليه وقف الحال ده؟"
رد عليها في برود يخفي تحته عصبية و توتر:"انتي كنتي بتتصنتي علينا بأه، وبعدين وقف حال ايه؟! طوني ايطالي ومسيحي، يعني عمرك ما هينفع تتجوزيه"
فردت عليه هي بهدوء مستفز:" اولا مش بتصنت عشان ده مش من طبعي، ده طوني هو اللي خبط عليا و حكالي ، ثانيا كان بينا اتفاق ان محدش يدخل في خصوصيات التاني"
وهنا بداء صوتها يعلو وفقدت السيطرة قليلا علي هدوءها فاكملت وهي منفعلة:" تدخل انت ليه في ايطالي ولا مسيحي انت مالك؟؟؟؟ ليه تقوله اني مرتبطة؟ افرض هو عاجبني؟ مش معقولة من اول يوم نقابل بعض في البيت تبوظ كل اتفاقنا عن الخصوصية"
رد هو بانفعال مماثل:" والله انتي اللي بوظتيها بخروجك من اوضتك اصلا... وانتي قلتيلوا ايه؟"
لم تفهم فقالت:" قلت لمين ايه ؟؟؟"
اجابها وكأنها غبية :"طوني! لما حكالك قلتيلوا ايه؟"
لم يكن سؤال في مكانه ؛ فهم قد تركوا تلك الجزئية من الحوار، وكان والعودة اليها امر غريب.
ولكن حبيبة اجابته:"محبتش اطلعك كداب قدام صحبك، قلتلوا انها قصة معقدة ولكن الان ليس لدي حبيب..."
صمت محمد ولم يرد ، فتحدث حبيبة مرة اخري محذرة:" محمد احنا مش في مصر! انسي خالص قصة اني عايشة في حماك و مسؤلة منك و الهبل ده"
واكملت بالانجليزية ضاغطة علي كل حرف:" نحن فقط زملاء سكن ، لسنا حتي اصدقاء!...اقول لك اذا عبثت بحياتي؛ سأعبث بحياتك!"*
لم يرد عليها فاعتبرت ان رسالتها وصلته ودخلت لتنام. اما هو فقط كان يشعر انه مخطيء ، هي عندها حق...فبأي حق يخبر شخصا غريبا عنها تفاصيل عن حياتها بالاضافة الي انها تفاصيل غير حقيقية...
ثم شرد ذهنه...وتسائل مع نفسه "اممكن فعلا ان تواعد طوني... "ده عبيط"، زين يحكي عن نوادره المضحكة فأموت ضحكا من سذاجته وغباءه... يكفي انه عاد و دخل لها ثانيا ليقول ذلك الكلام الساذج...يعني اذا كانت ستصبح هي حبيبة ذلك الاهبل فعلي الاقل انا اولي!... انا اذكي و اظرف واوسم منه... ثم انها مصرية مثلي... كما انها زوجتي انا.." ثم عاد ليلوم نفسه علي تفكيره فيها بتلك الطريقة مرة اخري ، لا يصح منه ذلك... فهي بنت بلده و تثق به ... ولانها بنت بلده فقد كان يحافظ عليها من طوني . اعجبته تلك الفكرة الاخيرة و اقنع نفسه بها حتي لا يشعر انه مخطيء.
دخل لينام وكان يفكر بها ...حبيبة ...كم هي جميلة ... تخيلها في امامه وقبل ان يلمسها ذهب في نوم عميق .
أنت تقرأ
في ارض الحلم // للكاتبه منه فوزي
Romanceرواية خفيفة تدور في إطار رومانسي كوميدي عن فتاة لا ترغب في شيء من الدنيا سوي العيش علي أرض الحلم (أمريكا) في اعتقادها، و يدفعها ذلك لاخذ خطوة جريئة جدا في هذا الطريق ،و تستمر توابع تلك المجازفة في صورة احداث مشوقة جميع حقوق الملكيه للكاتبه // منه ف...