ابتسـم فــ أوقـات سعادتـكـ قـد حانـت، حـان الوقـت لتندمـل جروحـك، وتغلـق ذكرياتـك السيئـة ليحـل محلهـا ذكريـات أجمـل وأفضـل.
..................
يستيقظ منزعجـًا بسبب رنين الهاتف، يلقي نظرة عليه ثم يعاود النوم مرة أخرى، عله ينعم ببعض الراحة، ليصدح ثانية كأن المتصل يجبره على الإيجاب، ليتحدث بملل: خيـر؟!
لتجيبه بصوت هادر: انت مبتردش ليه ي متخلف انت؟!
ليتطاير الشرر من عينيه عقب جملتها تلك، ليتحدث بعصبية: احترمي نفسك ي مريم وقولي عايزة ايه؟! عايز أكمل نومي، دا بعد إذن جلالتك طبعـًا.
مريم بعصبية: مختفي فين بقالك فترة وكل م اكلمك فونك مقفول؟!
ليجيبها بتأفف: مفيش كنت مخنوق شوية وحبيت أبعد أكيد مش هاستنى اخد إذنك علشان اختفي، ولا حد قال لك اني خدام عند سيادتك.
مريم بإنزعاج: ششش مكنش لازم تقول الموشح دا كله، وانت مش خدام عندي، انت شريكي، لترتسم ابتسامة ساخرة على وجه كلا منهما، ليتحدث بهدوء: في ايه ي مريم عايز انام؟!
مريم بتأنيب: مقولتليش ليه انك هتقابل ست الحسن ندا؟! عند ذكر اسمها، كأن عفاريت الدنيا تحوم حوله، ليتحدث بصوت حاول جعله متزنـًا: وايه جاب سيرتها دلوقت؟!
مريم بعصبية: مقولتش ليه انك هتقابلها؟! وليه ممشتش على الخطة اللي اتفقنا عليها!!
ليجيبها ببرود: عادي جت كدا صدفة اضيعها؟! قال كلمته الأخيرة باستنكار.
لتقول بصوت ناكر: كل دا علشان مرضتش.......
ليقاطعها بعصبية: مش عايز اعرف حاجة، بس خليكي فاكرة اني هعرف لوحدي من غير مساعدتك.
مريم بغضب: الموضوع دا تقفله خالص ومعتش تجيب سيرته.
ليجيبها ببرود: أظن احنا في مركب واحدة ولازم نعرف كل حاجة عن بعض، منسبش حاجة للظروف ولا ايه رايك؟! ليستأنف حديثه قائلًا: عايز اكمل نومي، ليغلق الهاتف دون سماع رد منها، لتقسم بأنها ستحاسبه على فعلته تلك، لكن قبلها يجب أن تعيده لتحكماتها مرة أخرى وهي تلعن تلك الفتاة التي دمرت خططها رأسـًا على عقب.
..................
في منزل حمزة.
يجلس بحزن على طرف الفراش، يضع رأسه بين كفيه بثقل، يتذكر ماآلت إليه الأمور، وكيف ابتعدت عنه نسماه، يعلم بأنه ظلمها عندما لم يستمع لها، يقسم بأن تلك الحالة التي وصلا إليها بسببه لا هي، ليتذكر خناقتهم الأخيرة كيف قال لها بكل برود بأن تذهب من المنزل، قلبه الجريح، ولسانه العاجز عن النطق لم يكونا بوعيهما بالتأكيد، لو كان كل كلامه أمنيات لتمنى بأن تعود إليه من جديد، لكن ماالفائدة من التمني وهي بعيدة عنه بقلبها وروحها، ليغزو الحزن قلبه حينما تذكر كيف رفضت مقابلته طوال الفترة الماضية متعللة بإعيائها، وهو لم يضغط عليها، تحاول الابتعاد لكن حبه يقربها، سيفعل المستحيل حتمـًا لتأتي إليه، يخرجه من شروده رنين الهاتف، ليرى بأن المتصل ماهو إلا فادي، ليتملكه القلق خوفًا عليها فقط، ليتحدث بسرعة دون إلقاء التحية: نسمه كويسة ي فادي!!
لترتسم ابتسامة ساخرة على ملامحه الوسيمة، ليتحدث بكلمات لم تخرج من بين شفتيه: تكون أنت المرض والطبيب، الداء والدواء، تلك معادلة القلب لن يفهمها إلا من ذاقه، ليبتسم بسخرية ويقول بعتاب: شكرًا ي صاحبي على الأمانة اللي كانت عندك، شكرًا لأنك قدرت تحافظ عليها، قال كلمته الأخيرة باستنكار.
ليجيبه حمزة بحزن: ممكن تسمعني؟!
فادي بهدوء: مش وقت عتاب دلوقت، خلينا في المهم.
حمزة مرددًا بدهشة: ايه المهم؟!
فادي بهدوء: ان شاء الله فرح إبراهيم ومحمد بعد أسبوعين طبعـًا لازم تبقى موجود باعتبارك فرد من العائلة، حبيت اقول لك علشان متقولش أننا مش حابين وجودك، لكن احنا محتاجينك بينا، جايز يومين الفرح ينسوكم الحزن.
حمزة براحة: بارك الله لهم وجمع بينهم في الخير.
ليتحدث فادي: اللهم آمين، في حاجة تانيه!!
حمزة بدهشة: حاجة ايه!!
فادي بهدوء: انا ومازن مسافرين بعد الفرح، ووالدي أصر أننا نأخد نسمه معانا تغير جو، دا طبعـًا لو مفيش مانع!!
حمزة بحزن لم يستطع مداراته: طالما فيه مصلحتها معنديش مشكلة، أهم حاجة هي تبقى بخير، دا كل اللي انا عايزة.
ليتحدث فادي بهدوء: هستناك انا والشباب متنساش اتفقنا؟!
حمزة بهدوء: ان شاء الله، في أمان الله ي فادي.
ليغلق الهاتف وقلبه ينبض بعنف، أحقـًا ستسافر دون أن يراها، ويودعها، لتهبط الدموع من عينيه حزنـًا لفراقها، ليقاطعه هذه المرة رنين الهاتف، ليتحدث بهدوء عكس حالته تمامًا: وصلت لايه ؟! طمني! !
ليجيبه المتصل بهدوء: الحمد لله ي حمزة بيه كل اللي حضرتك امرت به حصل، وقدرت أوصل للي حضرتك عايزه.
حمزة بانتشاء: طيـب ايه*************
ليجيبه المتصل بانتصار: **************
لتظلم عيناه غضبـًا وهو يستمع لذلك الكلام، ويحاول جاهدًا بأن يخرج صوته متزن، ليتحدث بهدوء: عظيم جدًا متنساش تعدي عليا في الشركة وتجيب لي المعلومات دي وانت جاي.
المتصل بهدوء: تمام ي حمزة بيه، ان شاء الله هجيب لحضرتك كل المطلوب، تؤمر بحاجة تانيه! ؟
ليجيبه حمزة بهدوء: لحد دلوقتي لأ، لو احتجت حاجة هتصل بيك ان شاء الله، ليغلق الهاتف وابتسامة خبيثة رسمت على وجهه، وهو يتوعد بأنه لن يسامح أبدًا ليقول بانتشاء: دلوقتي اللعب بقى على المكشوف، وشكلها هتحلو فعلًا، ليتمدد باطمئنان لأول مرة بعد ذهاب نسماه من المنزل، لترتسم ابتسامة سعيدة على محياه وهو يمني نفسه برؤيتها بأحلامه، فهي بطلة حياته، وحبيبته الوحيدة.
......................
في منزل جاسر...
يدق باب غرفته كثيرًا معلنًا عن وجود تلك المزعجة بالخارج، ليفتح الباب بضيق مصطنع، تدخل بابتسامة هادئة وتمد يدها بهدية مغلفة، ترتسم علامات الدهشة على وجهه، ليقول بهدوء: ايه دي! وعلشان ايه؟؟
ملك بزعل: دي عربون صلح ما بينا.
جاسر بتسلية: عربون!! بتكلمي سمسار واقف قدامك!!
ملك بحزن: انا آسفة ي أبيه جاسر، اسفة اني فتحت جروح انت بتحاول تقفلها، آسفة اني شوفت الوجع في عينيك، وشوفت الحزن في عيون ماما، آسفة على حاجات كتير.
جاسر محتضنـًا إياها: انا اللي آسف أن إيدي اترفعت عليكي، آسف اني مقولتش لك كل حاجة من الأول، آسف لأن دا كان حقك من الأول.
ملك بمزاح: خلاص صافي ي لبن.
جاسر بضحك: حليب ي ملك.
ملك بضحك: ربنا يخليك لنا ي برنس، وتفضل دايمـــًا بينا على الوحشة والأوحش.
جاسر مقهقها بسعادة: يلا وريني جمال خطوتك، مع السلامة.
ملك بحزن مصطنع: بتطردني ي أبيه مكنش العشم.
لتخرج من الحجرة بهدوء، يضحك جاسر على تلك المشاكسة، أما عن والدتهما فكانت تدعو الله أن تبقى سعادتهم مدى الحياة.
......................
في فيلا الراوي الجديدة..
متجمعين حول مائدة الغداء، يضحكون على تلك المواقف التي يقصها محمد، ومازن، ليضحك الجميع حتى أدمعت أعينهم، لتتحدث ميرا بضحك: محمد عايز إعادة تصليح للغة بتاعته، لولا م كنت عايشة في مصر فترة كبيرة كان زماني نفس معاناة مازن.
مازن قائلًا: فلتي ي أروبة، عجائب كلامه كله بيطلعه عليا، مش مخوفني غير ولاده لما يجوا، هيبقوا قواميس في اللغة.
ليشاركهم محمد بضحك: متنساش ي خفيف انك انت اللي كنت بتأخد معاد من السكرتير بتاعي، فاكر!!
ليقاطعهم دخول مريم للمنزل، لترتسم علامات الدهشة على وجه بعضهم، الغضب والاستنكار على وجه البقية، ليتحدث إبراهيم بغضب: انتي بتعملي ايه هنا!!
مريم باستفزاز: حبيت آجي اشوف يومين السعادة بتوعكم قبل م ادمرها بإيدي.
ليقاطعها مازن ببرود: ليه حد قال انك إعصار، يلا ي ماما مع السلامة من هنا، البيت دا انضف أن تدخله واحدة رخيصة زيك.
مريم بغضب: احترم نفسك ي أستاذ وإلا.....
ليقاطعها محمد ببرود: هتشتكي لماما مثلًا، ولا هتقولي لجدو يعاقبنا.
لتخرج مريم بغضب فقد كانت تود تدمير تلك السعادة لكنهم للأسف دمروا كبريائها، لذلك زادت قناعتها بالانتقام منهم جميعـــًا وستبدأ بهاشم، لترتسم ابتسامة شيطانية على محياها وهي تمني نفسها بالمزيد.
على عكس الجميع بالداخل انفجروا ضاحكين حتى أدمعت أعينهم، فمن يصدق أنها وبكل برود آتيه لتتحداهم وفي منزلهم، ليردد حسن وعلي بأن يديم الله سعادتهم للأبد، وألا يفرقهم أي شخص.
وبعد الانتهاء من الغداء، أخذت سهام مراد وميرا بعيدًا عن الجميع للتحدث في أمر هام، ليقول مراد بهدوء: ايه الموضوع المهم دا ي سوو وميتأجلش.
سهام بهدوء: الموضوع دا بخصوص ميرا.
مراد بقلق: بس انا وميرا واحد يبقى يخصني انا كمان.
سهام بعدما أخرجت الأوراق من حقيبتها، اعطتها لمراد ليفتح فاهه من الصدمة، لتندهش ميرا كثيرًا وتأخذ الأوراق من بين يديه لتندهش هي الأخرى.
مراد بعصبية: ميرا ملهاش دعوة بالموضوع دا، والكلام منتهي، قال كلمته الأخيرة بحزم.
ميرا بهدوء: اهدى ي مراد خلينا نعرف سوو بتفكر في ايه! ؟
مراد بعصبية: انا قولت لأ ي ميرا ومش هسمع حاجة تانيه.
ميرا بهدوء يخالف قلقها الداخلي: علشان خاطري نسمع بس للآخر، اضطر مراد أن يجلس على مضض ليعلم غرض سهام لكنه لن يوافق إذا صح مايفكر به، لتتحدث سهام: الأوراق دي فهمي جابها، وفيها إمضة ممدوح بيتنازل فيها عن كل ممتلكاته، فهمي عمل كدا تعويض انكم تسامحوه، وكل دا باسمك ي ميرا!!
ميرا بهدوء: بس كان مفروض كل دا باسم هاشم لأنه اللي تعب في الشركات دي مش انا، مقدرش اخد كل حاجة على الجاهز كدا.
سهام بهدوء: هاشم عارف وهو اللي أصر انك تبقي الموجودة في الورق، لحد ما يرجع من السفر، لو حبيتي تعملي له تنازل مفيش مشكلة دا حقك.
مراد بعصبية: انا مش موافق على كل دا، ممدوح لو عرف هيقتلها، دا ممكن يبعنا كلنا علشان الفلوس، افهموني وقدروا قلقي.
سهام بهدوء: متقلقش ممدوح مش هيعرف غير في الوقت المناسب، المهم ي ميرا عايزاكي انتي وزينه تقابلوا فهمي، هو ندم على كل حاجة ومش عايز من الدنيا غير انكم تكونوا حوليه.
ميرا بحزن: ربنا يسهل، وتركتهم وانصرفت تفكر في كل شيء حتى تستطيع أخذ قرارها.
....................
#يتبع
#أسماء_رمضان
أنت تقرأ
وعـدي ووعيـدي"ج2 أزمة نسب"..أسماء رمضان
Любовные романыكل مايحدث في حياتك لا يشترط أن يكون سيء، بالعكس بعض الأزمات تحدث لكي تعرف من معك ويريد مصلحتك، ومن يعتبرك جسر لهدف معين، هكذا كان الحال مع الأبطال، مشاكل ومكائد، حزن، وحرب، وعلى جميع الأطراف أخذ ما يلزمهم، استعدادًا بتلك اللحظة، فلا يشترط أن من يبتس...