... " استيقظت وسط هدوء مخيف .. ظلام قاتم يلف المكان ! ماذا حصل .. اتذكر قبل نومي اني كنت في سريري اتمنى الفوز برحلة الاحلام الى الفضاء .. ولكن مهلا .. ماذا ؟! انه الفضاء انا اعرف هاذا المكان جيدا ! ياالهي! اني لا استطيع حتى ذرف الدموع .. سرت في الاجواء و فرحتي تكاد تنفذ من جسدي لتشاركني رحلتي هاته ! نجوم متلألئة تملأ المكان و هدوء غريب يضفي لمسة رقي لهاته اللحظات . هاانا ذا في الفضاء .. و لكن ماذا بعد ؟ ! فلنكمل مسيرتنا قبل ان اكتشف بان ليلتي هذه مجرد اضغاث احلام كسابقاتها .
بعد ساعات .. لحظات او ربما ايام بتوقيتنا الارضي .. ظللت اطفو و اطفو مغمضة العينين تاارة و مفتوحتهما تارة اخرى .. اشاهد جمال المكان الذي طالما اعتبرت نفسي جزءا منه .. هه كم قالوا بانني حالم مجنون !! ولكن من المجنون الان .؟ اجيبوني ؟ هه نسيت انتم مازلتم في القاع و انا وحدي اسكن جنتي ! و انا على هذه الحال من القهقهة التي تشبعت بالسخرية و الازدراء احسست بطاقة غريبة في الاجواء .. تأملت ماحولي بسرعة فلمحت ثقبا اسودا يطل من بعيد .. ساعتي جنت فبدأت تسير عكس ما جبلت عليه .. اهذا نوع من العلامات على اقتراب النهاية ؟ مثل ما ستخون الشمس يوما ما مشرقها ؟ ام انها فقط البداية ؟
انت لن تفعل ذلك .. صحيح ؟
هه بل ذلك تماما ماافكر فيه ياصاح .. علي اكون اول الفيزيائيين المجانين الذين يقتحمون هاته الوحوش و لا يكتفون بمراقبتها من بعيد كالجبناء ! استعددت جيدا ثم اقتحمت المجهول ...ياالهي ضغط هائل يقتلع اطرافي ... ماذا دهاني ؟! يالي من مخبول ! ثقتي العمياء ستقتلني يوما بل انها تقتلني الان !
الرؤية صارت ضبابية ثم انعدمت ...
استيقضت بعد قليل بالام مهلكة في كل اضلع جسدي .. هل انا في الجحيم ؟ لان ما فعلته قبل قليل انتحار لا محالة !
لا .. يبدو اني اجتزت ثقبا ابيضا المنفذ الوحيد للمادة من الثقوب السوداء .. فلنتفحص الكاميرا هه لاصورة و لاحتى فيديو من ثانيتين .. مسكينة لم يكن حظها كحظي ! يبدو ان فكرة الفيزيائي المجنون ستظل اسيرة مخيلتي فقط ! ... اكملت رحلتي وسط جو بارد و ظلام يعمي الابصار .. يبدو انني لم امت في مغامرتي مع الثقب الاسود ولكن الملل سيقتلني لا محالة .
لبثت مليا و انا احوم في سلسلة افكار لا تنتهي . قطعت هذه السلسلة رؤيتي لفواياجر ١ ( اول مسبار ارسل للفضاء) فبدأت اتفحص هذا المغامر بدقة و احادثه كمهووس . " مرحبا يا صديقي الصغير .. هه انا الصغير وليس انت . تبدو اجمل مما ينشر في الصور . لقد قطعت شوطا كبيرا في الفضاء كما سمعت عنك . اذن الم يفتتك الملل كما يفتت روحي الان ؟ حسنا يبدو انك لست بحالة تسمح لك بان تجيب . صمتت لبرهة ثم ثغرت فاهي مدركا انني بوجودي قرب فواياجر 1 اكون خارج المجموعة الشمسية . هه جميل انا ابعد مايكون عن البشر . القيت بكتلة جسدي النحيل على الهيكل المعدني ثم اخذت غفوة .
افقت على صوت يهمس من جهاز الارسال : ( هل تسمعني !؟ اين انت نعلم انك هنا اجب أجب )يال المفاجأة هل انتبهوا لغيابي ام ماذا ؟! هل اعود ؟! هل اجيب و اطلب طريق العودة ام ابقى هنا فلطالما اردت ذلك . اظن ان البقاء هو الاحسن فلا احد يفهمني هناك ! كم تمنيت ان اخوض يوما نقاشا يهمني بحق و ليس ترهات حول شعر فلانة و لبس اخرى ! اجل.. اجل انا لن افكر حتى بالعودة الى هناك .. الارض ليست لامثالي .
- تلاشى كل ماحولي من سديم و نجوم في لحظات على صوت منبهي المزعج الذي يدندن بكل ما اوتي من قوة محاولا ان يصم اذني فقعدت فاقدة للذاكرة لوهلة اراقب ماحولي بشرود لاجد الدموع تعانق خدي و تتسابق لتقتحم ذقني ؛ ان الدموع كائنات فضولية فعلا ، فهي/ تاتي في كل لحظاتنا لتشاهد بحماس كل مايحصل . و ما ان ادركت انه وقت مغادرة الفراش ، حتى اصبحت الرؤية اكثر ضبابية لكثافة الدمع المجتمع حول مقلتي و تمتمت بحسرة ( كنت على بعد خطوتين من العيش بسلام ! )
#MeLii ☺
أرائكم ❤