كل شيء بالحياة لا يحدث صدفة، قد تخدمك الأيام بمساعدة الصدفة لكن كل شيء مخطط له منذ البداية.
..............
بعدما تملك الشك بقلب محمد، لم يستطع الوقوف هكذا دون فعل شيء، لذلك قرر مراقبة زوجته حتى يعلم ماحدث معها ليجعلها شاردة هكذا معظم الوقت، وفي نفس الموعد كل يومين تذهب لنفس المكان تقابل نفس الشخص الذي لا يعلم من هو، وبعدها تعود للمنزل، لكنه لن يصمت على ذلك أبدًا لذلك قرر الانتظار حتى الموعد القادم، وبمساعدة شمس لمعرفة ما بها تلك الفتاة، لم يستطيعا التوصل لشيء، لذلك اتخذ قراره بالمواجهة، حسته شمس بعدم التسرع،وان يستفسر منها قبل الحكم، لكنه وللأسف كان متسرعـًا، ترجم كل شيء حسب نظراته ولم يعلم بأن الضحكة قد يكون خلفها جبال من الألم، وفي نفس الموعد ذهب حيث اللقاء، يجدها هناك، ينتظر حتى يظهر ذلك الشخص، وبمجرد ظهروه يقترب منهم بتريث، يستمع لجزء من حديثه: بس خسارة فعلًا انك اتجوزتي، ليتوقف فجأة عقب لكمة محمد له، لترتعد خوفًا من غضبه، بعدما تفاجأت بحضوره ذلك، يتحدث بغضب: دي حاجة بسيطة بس علشان تغازل زوجة أي شخص، ليفر الرجل خوفًا من بطشه، تكون المواجهة بينهما، هند تبكي ومحمد ينظر لها بغضب، تتحدث ببكاء: ممكن تسمعني......
وقبل أن تكمل كلماتها، كانت كلماته كالصاعقة ضربتها في مقتل، أصابتها الصدمة، ودمرتها كلماته لينزف قلبها من جرحه هذا دون الاستماع، ليقول بغضب: انتي طالق، معنتش عايز اشوفك في البيت، لحد هنا وانتهينا، قال كلماته الأخيرة بحزن ممزوج بالحسرة.
تحاول إيقافه، ليرفع يده ويهوى بها على وجهها، ليقول بغضب: دا علشان حبي اللي دمرتيه، ليهبط بأخرى قائلًا: ودا علشان ثقتي اللي خونتيها، ثم يتركها حطام دون الاستماع لأي حرف مما تقول، لتتحدث ببكاء: هتعرف انك ظلمتني ي محمد بس وقتها مش هتلاقيني.
تقف محطمة من الداخل، والخارج لتتصل بميرا لتقابلها، ف ميرا كان لديها كل الحق حينما طلبت منها اخباره حتى لا تكون العواقب وخيمة فيما بعد.
............................
وبمجرد علم شمس بما حدث، تغضب كثيرًا بسبب فعلته تلك، تتصل به، تقول بغضب: انت غبي! ازاي تعمل كدا ي متخلف انت!! طول عمرك هتفضل متسرع ومش بتفكر غير باللي في بالك، انا قولت لك قبل كدا انك لازم تسألها بس ازاي كبريائك أهم حاجة، اهو كبريائك دا اللي موديك في داهية، ليستمع لصرخة على الجانب الآخر من الهاتف ليرتعد خوفًا عليها، فهو لن يسمح بحدوث شيء لها، يصرخ بغضب علها تجيبه، لكن مامن مجيب، انقطع الاتصال لذلك قرر المحاولة مرة وأخرى لكن نفس النتيجة لا شيء، ليطمئن نفسه بأنها بخير ولا داعي للقلق، ثم يذهب للمنزل محطم وهو يتذكر ماحدث منذ دقايق مع حبيبته، لايصدق بأنه طلقها، لن يرى ضحكتها كل صباح، أحقـًا لن يغازلها كل مساء، لن يطمئن عليها هاتفيـًا لتهون عليه عبء العمل ذلك، يقطع صعوده لأعلى صوت والده قائلًا: مراتك فين يا محمد مش باينه من الصبح!!
محمد بحزن: طلقتها! !
فهمي بغضب: انت بتقول ايه!!! أنت شارب حاجة ولا بتستهبل!!
محمد ببرود: لا شارب ولا بستهبل، دي الحقيقة، ومعنديش كلام غيره، ليصفعه والده عله يستيقظ من تسرعه ذلك، يكمل طريقه لأعلى دون أن يلتفت لنداء والده فشاغله الأكبر الانتقام منها.
ليحزن حسن كثيرًا بذلك الأمر، قرر الاتصال بميرا، والتي أخبرته بكل شيء، لذلك قرر مساعدة هند والوقوف بجانبها، أقسم بأن يجعل ابنه يندم لأنها كانت زوجته، سوف ينتظر فقط، ما إن علم الجميع بذلك الخبر حتى سيطر الحزن عليهم، ف هند فتاة طيبة بحق، غير مصدقين ماقاله محمد، متهمين اياه بإصابته بمس من الجنون.
....................
ذهبت ميرا حيث هند ومعها عمها حسن، لتخبره ميرا بكل شيء من البداية، ليغضب كثيرًا بذلك الأمر، ليتحدث حسن بهدوء: انا هجيبه يردك لعصمته، بس....
لتقاطعه هند بكبرياء: معدش فارق معايا، لأنه كان صفحة وانتهت من حياتي.
حسن بتعقل: أعطي لنفسك فرصة.....
لتجيبه بشراسة: وهو معطاش لنفسه فرصة ويفكر ليه!!
حسن بهدوء: معاكي حق ي بنتي وانا معاكي في أي قرار تاخديه.
هند بهدوء، عكس الألم بداخلها: ميرا انا عايزة أسافر برا مصر في أسرع وقت، مبقتش حابة أقعد هنا، لو سمحتي!! قالت كلماتها الأخيرة بترجي، لتربت على كتفها بهدوء: حاضر ي هند اللي انتي عايزة انا هعمله بس اهدي ي حبيبتي علشان صحتك.
هند محاولة تمالك نفسها: حاضر بس أوعديني؟ !
اكتفت ميرا باحتضانها، هي تعلم بأنها في أمس الحاجة لمن يقف بجانبها لكنها تود الابتعاد، وهي لن تجبرها على شيء، لترتب الأمور وتحجز لها بطاقة سفر إلى أمريكا، تودعها بالمطار وتخبرها بأنه يوجد من يساعدها هناك، هي تعرف الكثير من الأشخاص لكنها لن تقبل مساعدة أحد سوى من قالت عليه ميرا، لتستأنف ميرا بهدوء: البيت اللي طلبتيه موجود باسمك علشان متحسيش انك غريبة، ودي مش من فلوسي علشان متحسيش ان ليا فضل عليكي، دي من فلوس ماما الله يرحمها، وقت ماتحتاجيني هتلاقيني جنبك، اوعي تفكري في يوم اني ممكن اعطيكي ضهري، انتي أختي اللي اتربت معايا، تودع كلًا منهما الأخرى والقلب يتمزق حزنـًا للفراق، لكن ما باليد حيلة، لتصعد هند على متن الطائرة تقسم بأنها ستترك كل هذا الحزن هنا، ولن تأخذ سوى الذكريات الجميلة معها، تغادر ميرا المطار بعد تاكدها من صعودها الطائرة، لترتاح قليلًا ثم تطمئن عليها، وترى ان كان ينقصها شيء.
....................
امام منزل جاسر.
تهبط ملك من العمارة التي تسكن بها، لتجده أمامها بكامل أناقته التي تسلب الأنفاس، يقف مستندًا على سيارته، قلبها على وشك الخروج من مكانه، فرحـًا بوجوده، تذهب تجاهه للاستفسار عن سبب وجوده هنا، لتسأله بدهشة: بتعمل ايه هنا؟!
ليجيبها مازن بمزاح: جيت اخد تكاليف تصليح العربية اللي كسرتيها.
ملك باستنكار: معيش فلوس، وبعدين انت اللي طولت لسانك فكان لازم امشي من غير ما اعتذر.
مازن رافعًا أحد حاجبيه بتسلية: اعرفي اني مش بسيب حاجة تخصني، خصوصًا لو.......
ليبقى جملته معلقة بدون إكمال، ليبتسم بسماجة، ثم يغير مجرى الحديث قائلًا: ايه أخبار رسالة الماجستير بتاعتك؟!
ملك بدهشة: تمام لسه باقي فترة بسيطة واناقشها.
مازن بتشجيع: انتي أدها ي ملك، متقلقيش نفسك ومتبينيش لحد انك ضعيفة.
ملك بهدوء: لازم امشي دلوقت، بعد إذنك.
تذهب باتجاه سيارتها، تعنف ذلك المسكين الذي ينبض بالحب تجاه هذا الشخص، بالرغم من قلة اللقاء بينهما إلا أنها أحست بالراحة تجاهه، تشعر بالأمان وهي معه، تلوم نفسها بعنف، وماتوصل إليه تفكيرها، تستغفر ربها كثيرًا ثم تذهب باتجاه الجامعه.
لم يختلف الحال كثيرًا عند مازن، ظل شاردًا بطيفها حتى اختفت السيارة، وهو يقسم بأنه كل يوم يهيم عشقـًا بها، ليصعد لأعلى حيث موعده.
......................
في منزل سهام.
رن هاتفها معلنًا عن مكالمة دولية، بدون الانتظار تفتح الخط ليجيبها الطرف الآخر بهدوء: اخبارك ايه ي سهام!!
سهام بعصبية: انت مختفي فين يا هاشم!
هاشم بهدوء: مالك ي سهام متعصبة ليه، لسه مخلصتش شغلي هنا، وأكيد مش هرجع مصر غير لما أخلص شغلي.
سهام محاولة التحكم في اعصابها: هترجع امتى!!
هاشم بهدوء: لسه شوية شغل كدا وهآجي.
سهام بهدوء: خلي بالك من نفسك، إخواتك ملهمش غيرك، ممدوح مش هيعديها بالساهل لأنك بتدور في ماضيه.
هاشم بلامبالاه: مش هيقدر يعمل حاجة صدقيني، أهم حاجة خدي بالك من نفسك ومن إخواتي، تمام.
سهام بحذر: عرفت اللي حصل مع محمد!!
هاشم ببرود: عرفت، انا حذرته من غضبه دا بس هو مسمعش الكلام، تسرعه دمر له حياته للمرة التانيه، مبيسمعش لحد ومش هيسمع، علشان كدا هو حر في حياته.
سهام بحزن ممزوج : متقساش على أخوك ي هاشم.
هاشم بحزن: مش بقسى عليه ي سهام، انا بحاول اخليه يعرف غلطه، وانه لو فضل كدا هيدمر حياته اكتر ماهي، لازم يعتمد على نفسه علشان يعرف ان مش كل حاجة عصبية وقرارات سريعة، لأن بنات الناس مش لعبة، فهماني!
سهام بهدوء: فهماك ي هاشم وعارفة وجهة نظرك، خد بالك من نفسك ولو احتجت أي حاجة انا موجودة.
هاشم بهدوء: مع السلامة ي سهام.
يغلق كلًا منهما الهاتف، وفي نفس كل منهما الإصرار لتحقيق الهدف، فالأولوية للعائلة ولن يتنازل اي منهما عن ذلك.
....................
#يتبع
#أسماء_رمضان
أنت تقرأ
وعـدي ووعيـدي"ج2 أزمة نسب"..أسماء رمضان
Romanceكل مايحدث في حياتك لا يشترط أن يكون سيء، بالعكس بعض الأزمات تحدث لكي تعرف من معك ويريد مصلحتك، ومن يعتبرك جسر لهدف معين، هكذا كان الحال مع الأبطال، مشاكل ومكائد، حزن، وحرب، وعلى جميع الأطراف أخذ ما يلزمهم، استعدادًا بتلك اللحظة، فلا يشترط أن من يبتس...