بارت تسليكي
—
بدأنا بالاستحمام و خلال ذلك تذكّرتُ شيئاً لاقول
" كاتشان ، لمْ تُخبرني بشأن تحديقك في الشجرة ، او اين قد خبّأتَ الجثّة "
" خبّأتُ المسدّس داخل ثقبٍ في الشجرة و قد اخفيتُ بصماتي عنه و الجثّة في حديقة منزلي "
" هل انتَ احمق ؟! كان عليك حرقها ! "
" اه .. هذا صحيح "
" حسناً كاتشان هل سنتمكّن مِن الذهاب الى منزلك و حرق الجثة ؟ "
" لا تنسَ ان اثنين من اصدقائي قد شاهدوا الجريمة و ان الفتى الذي خطفناه لا يزال طليقاً و من الممكن أنْ يُخبر الشرطة عنّا "
" لو كان سيُخبرهم لفعلها منذ زمن "
" ربّما هو متردد مثلك "
" كاتشان اخبرتُكَ بأنّي لنْ اُخبر الشرطة ! " قلتُ بإنزعاج
" اجل اجل .. دعنا نعود لمنزلي و نُحرق الجثّة "
" ربما اصدقاؤك سيجدوننا "
" انا واثق بأنّهم الان يبحثون في اماكن اُخرى لاننا انتقلنا "
" ماذا عن ذلك الشخص الذي وجدناه في منزلي "
" ربّما يكون مجرّد سارق و قد اختبأ هناك عندما حدثتْ الضجة "
" ربّما .. إذن ، لنذهب "
" هيا "خرجنا مِن حوض الإستحمام و جففنا انفسنا ثمّ ارتدينا ثيابنا و ذهبنا خارجاً
سرنا الى المنزل و لمْ نأخذ سيارة اُجرة كي لا يعلم احد بموقع الجريمة
و قد وصلنا بعد فترة ، بالفعل كان المكان هادئاً يبدو انّ اصدقاءه الان يبحثون عنه في مكان اخردخلنا المنزل و قد كان مملوءاً بطبقات الثلج
بالطبع قد احضرنا معنا مصدراً للنار" اين هي الجثة "
" هناك "
" واه لقد وضعتَ عليه زهوراً "
" اجل "لن استغرب ، فهو شخصٌ مجنون بالنهاية
حفر الارض ، لمْ يكن موقعه عميقاً لذا وصل اليه بسرعة
لقد كانتْ جثتُه ثقيلةً جداً لذا اخرجناه سويّاً" خُذ " اعطيتُه مصدر النار
اخذه و اشعل النار ، و بالتأكيد كنّا نرتدي قفازات كي لا نترك بصماتٍ لنا
" حسناً .. لقد انتهينا "
" لنذهب قبل أنْ يرانا احد " قلتُكنّا عائدين في الطريق لكنّ كاتشان توقّف فجأة ليقول
" ديكو "
" همم ؟ "
" دعنا نزور قبر جدّتي "
" حسناً ، أهو قريبٌ من هنا ام بعيد ؟ "
" قريب نوعاً ما لكن دعنا نشتري زهوراً لنضعها على قبرها "
" حسناً ، هناك متجر زهور بالقرب من المقبرة "سرنا لمسافةٍ قليلة لنصل اخيراً الى المقبرة
اشترى الزهور و قد كانتْ من نفس نوع الزهور التي على قبر صديقه في حديقتِه
ذهبنا نحو المقبرة ثمّ دخلنا فيها ، كانتْ مملوءةً بالزهور و الشُجيرات الجميلة ، و الغربان" هل تعرف موقع قبرها " تساءلتُ
" بالطبع ايّها الاحمق "سارَ امامي و تبعتُه ، ثمّ توقّف عند احدى القبور
" أهذا هو ؟ " قلتُ
اومأ لي ايجاباً ، نظرتُ نحو القبر ، كان عليه الكثير مِن تلك الزهور التي وضعها على قبر صديقه الذي قتله
وضع الزهور التي اشتراها على قبرها ثمّ قال" انّها زهورها المُفضّلة " اردفَ كاتشان
" ارى ذلك " اجبتُ بهدوءبدأنا بالدُعاء لها ، و بينما كنتُ اقرأ الدُعاء نظرتُ نحو كاتشان ، كان يبكي لكن بصمت
اعدتُ نظري الى الامام ثمّ اكملتُ ما بدأتُ به
فجأة استدار كاتشان ليُصبح ظهره ناحيتي و يقول
" لنذهب "
" حـ حسناً "لابدّ انّه يُحاول إخفاء دموعه
تقدّمتُ بسرعة لاُصبح امامه مُباشرةً
نظر إليّ بإستغراب لأقوم بمعانقتِه بقوّةفي البداية كنّا صامتَينِ تماماً لكن فجأة قام كاتشان بمُعانقتي ايضاً و وضع وجهه على كتفي ليبدأ بالبُكاء بصوتٍ عالٍ
اكتفيتُ بالمسح على رأسه و البكاء معه بهدوء" ثمّ تكتشفُ إنّ اغلب البائسين كانوا أكثر الناس أملاً و حُلماً "
.
.
.
ظنّوا بأنّ لا احد قد رآى عملية حرقهم للجثّة لكن يبدو انّهم مخطئين .يُتبع-
—
يمكن البارت الجاي هو الاخير