حياتنا اليومية مألوفة لينا كلنا من ناحية كل حاجة... ،بس تفتكر حياتهم هما عاملة إزاي؟... هما مين؟ هما اللي زي وزيك، شايفينا بس احنا منقدرش لسبب لا يعلمه إلا الله وحده..، تفتكر أيه الفرق اللي بيننا وبينهم؟ تفتكر الشر هو اللي غالب عندهم ولا عندهم الخير و الشر متساويين؟......
أنا عمرو محروس.. ٢٢سنة،في أخر سنة في كلية تجارة، حياتي عادية زي أغلب الناس اللي في سني.
حكايتي بدأت في اليوم اللي رجعت فيه من الجامعة زهقان من المحاضرات، مسكت الموبايل وفتحت الapp store علشان أشوف الألعاب الجديدة علشان أحملها، لفت نظري تطبيق أسمه (كاشف الجن).. أنا مبصدقش التطبيقات دي وبقول عليها إنها نوع من الجذب الرخيص علشان تحمل التطبيق، لكن زي ماقولتلك كنت زهقان وكمان كان عندي فضول الحقيقة، واللي أكتشفته من تجربتي إن الملل مع الفضول ممكن يعملوا مصايب.
بدأت أقرأ أراء وتعليقات الناس علي التطبيق وكانت كالأتي:
((ياجماعة التطبيق حقيقي وممكن فعلاً يحضر جن، اللهم بلغت اللهم فاشهد))
((الشقة عندي مش طبيعية.. من يوم ماحملته وأنا حاسس بخيالات بتتحرك علي الحيطان))
((أنا فتحت التطبيق إمبارح وظهرلي نقط لونها اسود،قفلته ودخلت أنام.. طول مانا نايم حاسس إن في حد ورايا، قومت علشان أشرب لقيت في أخر الطرقة واحدة واقفة.. عنيها بيضة وشعرها منكوش.. وصرخت فيا، محسيتش بنفسي إلا وأنا واقع علي الأرض.. أرجوكم ياجماعة محدش يحمله لوجه الله))
برغم التعليقات دي إلا إني ضغطت علي (تثبيت).. بدأ يحمل.. ١%..٥%..٢٠%..٤٠%..٦٥%..٩٠%..٩٩%..(فتح)، فتحت التطبيق.. أول مافتحته جالي رسالة تحذير
(نحن غير مسئولون عن أي محاولة منك للتواصل مع أحد من الجن)
تخطيت الرسالة لقيت رسالة تانية
(اللون الأحمر يمثل الجن الأقل خطورة
اللون الأزرق يمثل الجن أصحاب الخطورة المتوسطة
اللون الأسود يمثل الجن أصحاب الخطورة العالية، بمجرد أن يظهر لك هذا اللون اترك المكان فوراً).. (موافق).. (خروج).
ضغطت علي موافق، ظهرلي علي شاشة الموبايل حاجة أشبه بالرادار.. بس مفيش أي نقط ظهرت، فضلت فاتح التطبيق لمده عشر دقايق ومفيش أي حاجة ظهرت، كنت خلاص هقفل التطبيق لحد ماجاتلي فكرة مجنونة.. وهي إني أدخل بالموبايل الحمام وأشغل التطبيق جوه.. ودي أكتر فكرة غبية فكرت فيها في حياتي، دخلت الحمام وقفلت الباب والنور.. ضلمة.. كحل.. مش شايف أي حاجة، فتحت التطبيق والرادار ظهر تاني.. بس المره دي ظهر معاه نقطة لونها أحمر.. التانية.. التالتة.. نقطتين باللون الأزرق.. لحد مابقوا عشر نقط من ضمنهم إتنين باللون الاسود، أفتكرت التحذير
(اللون الأسود يمثل الجن أصحاب الخطورة العالية، بمجرد أن يظهر لك هذا اللون اترك المكان فوراً)
حاولت أفتح الباب..حاولت كتير بس كان مبيفتحش، حاولت أفتح النور بس بردو مبيفتحش، إستسلمت وقعدت في ركن جمب الباب، بدأت أشوف في الضلمة.. عارف لما تكون قاعد في الضلمة لفترة طويلة فتبتدي تشوف.. هو ده اللي حصل معايا، بدأت أشوف خيالات سودة.. كنت سامع صوت همهمات من حواليا.. حاسس بسخونة في الجو،الموبايل رن.. (٤٠٥)..ده الرقم اللي كان مكتوب علي الشاشة،رديت.. لقيت صوت شوشرة جاي من الناحية التانية وصوت حد بيهمس.. صوت الذبذبات كان عالي فمكنتش قادر أسمع هو بيقول أيه، بس فجأه صرخ صرخة خليتني أرمي الموبايل من أيدي،غمض عينيك وتخيل إنك في الحمام.. الباب مقفول.. الدنيا ضلمة.. وحاسس بحاجات حواليك، حسيت بأيه؟... مهما كان اللي حسيت بيه فمش هيجي نقطة في بحر اللي أنا حسيت بيه وقتها.
مأنقذنيش إلا صوت باب الشقة وهو بيتفتح، افتكرت أبويا وأمي.. هما عند عمتي في الشرقية.. أكيد رجعوا، أول ماباب الشقة اتفتح.. باب الحمام اتفتح هو كمان، خرجت أجري وبدأت أنادي
(يابابا.. ماما.. بابا.. ماما)
مفيش رد،دورت في الشقة كلها.. مفيش أي حد!!
اتصلت بأبويا
-ألو
-أيوة ياعمرو في حاجة؟
-لا مفيش.. كنت بتطمن عليكوا بس
-أحنا كويسين الحمد لله
-الحمد لله
بعد ما المكالمة خلصت النور قطع،دورت علي الموبايل في جيبي افتكرت إني نسيته في الحمام، سمعت صوته.. بيرن جوه الحمام.. صدي الصوت كان عالي ومزعج، روحت وقفت قدام باب الحمام ودخلت،الدنيا ضلمة.. مفيش نور إلا نور الموبايل اللي واقع علي الأرض.. وطيت أجيبه حسيت بألم في دماغي من ورا، مسكته لقيت الباب إترزع واتقفل.. الموبايل كان بيرن برقم (٦٦٦) وبعدين فصل.. حاولت أشغله تاني لكنه كان عامل زي الحجر.. مبينطقش، بدأت أسمع الهمهمات تاني من حواليا.. كانت بتزيد.. حاسس بالحرارة.. وحاسس إن في حد واقف قدامي، أول ما النور جه الباب اتفتح.. خرجت من الحمام، أول ماخرجت الباب إتقفل تاني.. حسيت إني بفقد الوعي.. ووقعت في الطرقة قدام الحمام.
فوقت الصبح علي الضوء اللي جاي من الازاز اللي في شباك الحمام من فوق.. قومت وأنا ماسك دماغي من الألم، افتكرت اللي حصل إمبارح فبدأت أدور علي الموبايل.. لقيته واقع جمبي، لما فتحته لقيت عليه الرسايل دي
((٦٦٦))
((٤٠٥.. مستشفي(......) ))
((لن تصمد طويلاً))
أخر رسالة كانت من (٦٦٦)، غيرت هدومي وروحت الجامعة.. قابلت هناك "عامر"صاحبي.. أول ماشفني دار بينا الحوار الأتي:
-مالك يابني؟!!
-مالي إزاي يعني؟!!
-انت مشوفتش نفسك في المراية؟ انت وشك أصفر بطريقة غريبة!! وباين عليك الإرهاق
-علشان كده من ساعة مادخلت الجامعة كلوا عمال يبصلي!!!
-بقولك أيه أنا هجيلك النهاردة.. لازم أعرف في أيه.
خلصت الجامعة.. مكنتش مركز في المحاضرات طول النهار الحقيقة، روحت البيت وبعدها بشويه لقيت الجرس بيرن.. فتحت لقيته عامر.. دخل وبدأنا حوار جديد بخصوص الموضوع ده
-أيه الحكاية بقي؟
-حكاية أيه؟
-ياعمرو انت مش طبيعي،والشقة بردو مش طبيعية.. أنا أول مادخلت حسيت بإحساس غريب..مش مريح، وموبايلك كمان مش طبيعي
-موبايلي؟!!!
-امبارح حوالي الساعة ١٢ بليل لقيتك بتتصل بيا.. كنت بتقول كلام غريب مش مفهوم.. (عهد الدم).. (العهود المجابة)..، كان في صوت شوشرة وهمهمات جاي من حواليك،بعد كده صرخت في التليفون وقفلت المكالمة.. حاولت بعدها أتصل بيك بس موبايلك كان اتقفل.
لما عامر خلص كلامه لقيت الباب بيخبط..فتحت،كان أستاذ"محمود" جاري اللي في الشقة اللي قصادي ومعاه أستاذ "سامح" جاري اللي في الدور اللي تحتي،دار بيني وبين أستاذ محمود الحوار الأتي:
-يابني هو انت ملبوس؟
-نعم!!!
-طب الشقة دي فيها حاجة؟
-في أيه يا أستاذ محمود؟!!
-يابني صارحني أنا قد أبوك
-أنا مش فاهم حضرتك بتتكلم عن أيه
-إمبارح بليل كنت عمال تصرخ وتزعق وتردد كلام مش مفهوم.. زي (عهد الدم).. (العهود المجابة).. (احضروا)، وكان حواليك أصوات كتير.
أستاذ سامح دخل في الحوار:انت كنت عمال تهبد علي الأرض بجنون لدرجة إني حسيت إن السقف هيقع عليا.
إتأسفتلهم وقفلت الباب.
حكيت لعامر علي كل حاجة، قالي إننا لازم نروح المستشفي اللي اسمها مكتوب في الرسالة واللي اسمحولي مذكرش إسمها، روحنا.. بعد مناقشات طويلة وصلنا لأرشيف أخر ٩ سنين.. مفيش في أسماء المرضي حد بالإسم ده.. سألنا عن اللي قبل كده قالولنا إن المستشفي يتجدد الأرشيف كل ١٠ سنين وبتتخلص من القديم.. وقالولنا كمان إن مفيش أوضة رقمها ٤٠٥.
خرجنا من المستشفي وعامر قالي إنه هيروح شقته *اللي بيشطبها علشان يتجوز فيها*.. وبعدين هيبقي يجي علشان نشوف حل للموضوع ده.
بعد مانزل بشويه لقيت أبويا بيتصل بيا وبعد كده قفل... اتصلت بيه.
-ألو يابابا.. فيه حاجة؟
حاجة زي أيه؟!
-حضرتك رنيت عليا دلوقتي
-أنا!!... جايز يابني
-في حاجة يابابا؟.. انتوا كويسين؟
-ايوه يابني الحمد لله.. بس هنقعد كام يوم كمان عند عمتك علشان نشوف حل للي هي فيه
-اللي هي فيه!!!.. هو في أيه؟
-إمبارح حوالي الساعة ١بليل.. كنت قايم علشان أدخل الحمام.. شوفتها واقفة في أخر الطرقة.. بتبرقلي.. عنيها كانت بيضة تماماً.. شعرها منكوش،أول ما أخدت بالي منها صرخت في وشي و.........
-بابا سكت ليه؟
لقيته بيتكلم بهمس
-واقفة ورايا دلوقتي.. عنيها بيضة.. شعرها منكوش.. وشها متغرق دم.
*الخط قطع*
حاولت اتصل بعدها كتير بس الخط كان مشغول.
بعد المكالمة بشويه لقيت الجرس بيرن..كان عامر،كان وشه أصفر وكان بينهج،قالي إنه لقي حيطان الشقة كلها محروقة ومكتوب عليها بالدم (٦٦٦) و(٤٠٥) ، حكيتله أنا كمان علي اللي حصل في المكالمة،قولتله إن في رابط قوي بين (٦٦٦) وبين (٤٠٥) وكان موافقني،عملت سيرش عن رقم (٦٦٦) والحقيقة قريت بلاوي، في عز تركيزي وأنا بقرأ لقيت الموبايل بيرن.. بصيت علي الشاشة بسرعة وأنا متوقع إنه الرقم ده أو رقم مراد.. علي اعتبار إن اللي بيكلمني ده مراد،بس لا.... "أية".. زميلتي في الكلية.. رديت:
-أية!!
-عمرو أنا عايزة أشوفك في أقرب وقت
صوتها كان باين عليه إنها معيطة
-أيه اللي حصل فهميني؟
-مش هينفع أشرحلك في التليفون
-طيب.. هشوفك بكرة في الجامعة
-خلاص ماشي.. هستناك في الكافيتريا بتاعت الكلية قبل المحاضرة الأولي.
وأنتهت المكالمة.. اللي كنت مش عايزها تنتهي الحقيقة.
أول ماقفلت الخط فتحت درج المكتب اللي قدامي وطلعت النوتة بتاعتي وبدأت أقرأ اللي أنا كاتبة...
(أيه..إنها الحبيبة)
دول الكلمتين اللي ماليين الصفحة، بدأت أفتكر أول مره شوفتها.. كان في شلة شباب حواليها وكانوا بيعاكسوها.. روحتلهم وضربت أول واحد وفجأة كلهم إتلموا عليا.. فاكر نظرة الخوف اللي كانت في عنيها.. فاكر لما جتلي المستشفي واعتذرتلي عن اللي حصل.. ساعتها بس إتأكدت إنها تستحق الكلمة دي.
عامر دخل لقاني ماسك النوتة وشارد..
-"أية" بردو؟
-وهو في غيرها
-يااخي أنا مستغربك!!! حد يبقي في الظروف المنيلة دي ويفكر يحب!! ده انت العفاريت كلها بتجري وراك
-اتصلت بيا دلوقتي
-دلوقتي!!! ليه؟!!
-قالتلي إنها عايزة تقابلني ضروري.. كانت معيطة
-طب وبعدين؟
-هقابلها بكرة في الكلية
-الموضوع ميطمنش
-عارف
-تفتكر حاجة من اللي حصلتلنا تكون حصلت معاها؟
-أهو ده اللي أنا خايف منه ومش عايز أفكر فيه.. ربنا يستر
-أنا عملتلك السيرش
-ها ووصلت لأيه؟
-طريق مسدود.. المستشفي فعلاً مفيهاش أوضة بالرقم ده
-مفيهاش دلوقتي بس يمكن كان فيها قبل كده
-مظنش
-وأيه اللي مخليك متأكد؟!
-أنا اتواصلت مع واحد جده إتعالج في المستشفي دي قبل كده من زمان و...
قاطعته
-من زمان ده اللي هو من قد أيه؟
-من حوالي ٣٠ سنة... المهم إنه بعد ماسأل جده أكدلي إن مفيش أوضة بالرقم ده.
بعدها سبته ودخلت الحمام.. أول مادخلت الباب فضل يتقفل بهدوء ورايا.. خايف أبص، أول مابصيت علي الباب لقيته إترزع.. فضلت أدوس علي مفتاح النور.. بس طبعاً مفتحش، صوت الهمس رجع تاني، المره دي كان في نور بس مكنش من الموبايل.. كان من المراية، المراية كان بيطلع منها نور وكأنها بتقولي بص عليا، وقفت قدام المراية وشوفت أوحش منظر شوفته في حياتي.. أية.. مدبوحة.. رقبتها كلها دم.. عنيها مش موجودة، أنا ماخوفتش منها علي قد ماخوفت عليها..صرخت في وشي من جوة المراية،من الصدمة رجعت لورا فوقعت علي حافة البانيو.. تحديداً دماغي،بدأت أحس بدوخة وصداع مسك دماغي.. بدأت أغيب عن الوعي، بس وأنا بغيب عن الوعي كنت حاسس من ورايا بإيد باردة بتمشي علي راسي.. كانت طالعة من البانيو.
فوقت لقيت نفسي علي السرير وعامر قدامي
-حمد الله علي السلامة.. ياأخي ده انت وقعت قلبي
-هو أيه اللي حصل؟!
-أنا كنت قاعد بكمل السيرش لقيتك بتصرخ من جوة الحمام،قعدت أخبط عليك مكنتش بترد،لغاية ما لقيت خيط دم خارج من الحمام.. كسرت الباب لقيتك سايح في دمك.. إتصلت بالإسعاف جم خدوك علي المستشفي وربطولك دماغك والدكتور قالي إنك بقيت كويس وممكن تمشي
-كل ده حصل وأنا فاقد الوعي؟!!
-الدكتور قال إن ده عادي وإنك هتفوق بعد كام ساعة
حطيت أيدي علي راسي وأنا بتحسس الشاش اللي رابط دماغي
-هي الساعة كام؟
-٦الصبح
في اللحظة دي أفتكرت أية
-أنا لازم أروح لأية
-تروح فين!! انت لسه تعبان
-لازم أروحلها
-طب احكيلي عن اللي حصل إمبارح
-لما أرجع.. المهم أبويا وأمي ميعرفوش حاجة عن اللي حصل ده وخصوصاً أمي
-متقلقش.
لبست هدومي ونزلت، كنت دايخ طول الطريق..وصلت الجامعة ودخلت الكافيتريا.. كانت قاعدة، أول ماشوفتها نسيت الألم والصداع.. حمدت ربنا إن اللي شوفته إمبارح ده ماكانش حقيقي،روحت ناحية الترابيزة وقعدت علي الكرسي اللي قدامها، أول ماشافتني لقيتها إتخضت
-مالك يابنتي؟
-أيه اللي في دماغك ده؟!!
-مفيش.. وقعة بسيطة إمبارح
-دي بسيطة!!
-ماتشغليش بالك بالموضوع ده.. مالك بقي؟
-انت تعرف معني الرقم ٦٦٦
-وأعرف كمان مراد أكرم.. و٤٠٥
لقيتها بتبصلي بإستغراب
-انت تعرف كل دول منين؟!!
ساعتها حكيتلها عن كل حاجة
-أنا لغاية دلوقتي مش مستوعبة اللي انت قولته.. كل اللي حصل في حياتك ده من أبلكيشن موبايل!!!
-المهم إنت دلوقتي.. عرفتي الأرقام دي منين؟
-إمبارح لقيتها مكتوبة علي مراية الحمام واسمك كان مكتوب جمبهم.. واسم مراد كمان، وقتها ربطت بينك وبين الأرقام دي.. بس مكنتش أعرف المصايب دي كلها.
-والله مش عارف ألقيها منين ولا منين.. من العفاريت اللي بتظهرلي ولا من الأرقام اللي بتتصل بيا ولا من عمتي اللي بتطلع تخوف أبويا باليل
بصتلي و ضحكت
-أسفة والله مش قصدي
-ابتسمت وقولتلها :ولا يهمك
خلصت الجامعة ورجعت الشقة.. كنت طول اليوم في الكافيتيريا،فتحت باب الشقة ودخلت.. لقيتني في المستشفي إياها.. أنا مش عارف ده حصل إزاي، لقيتني واقف قدام أوضة ٢٠١، الممرضة فتحت الباب ودخلت.. ماكنتش شايفاني، سمعت صريخ من جوة.. الدكاترة والممرضين دخلوا الأوضة،شوفت من الجزء اللي كان متوارب الممرضة مدبوحة.. فاتحة عنيها علي الأخر،خيط الدم كان واصل لرجلي، إتلفت وبصلي.. اللي كان قاعد علي السرير.. وابتسم، وفي أقل من الثانية لقيت كل حاجة رجعت لطبيعتها،قطع الهدوء اللي أنا كنت فيه خبط منتظم من الباب ورايا، إتلفت علشان أفتح.. جه في دماغي إني أبص من العين السحرية الأول علشان لو حصل زي المره اللي فاتت وملقتش حد، بصيت.. لقيت أكتر حد مكنتش متوقع إني أشوفه... عمتي، بصالي من بره وكأنها شيفاني.. عنيها بيضة مفيهاش نني.. شعرها منكوش.. بينزل من سنانها سائل أحمر زي الدم.. أو هو فعلاً دم، مسكت موبايلي واتصلت بأبويا
-بابا
-أيوه ياعمرو في حاجة؟
-عمتي موجودة عندكوا؟
-اه.. نايمة في الأوضة، استني كده.. دي بتنادي عليا........ بتقولك أفتح الباب ياعمرو
*الخط قطع*
رجعت بصيت في العين السحرية ملقتش حد.
اتصلت بأية
-أية.. عامله أيه
-الحمد لله.. انت ليه بقالك فترة مابتجيش الجامعة؟
-فترة!! ومباجيش!! احنا مش كنا لسه مع بعض يابنتي؟!!
-عمرو إحنا أخر مره إتقابلنا كانت من اسبوع
مبقتش عارف أرد.. حالة من الصمت....
قفلت الخط من غير ما أقول ولا كلمة، اسبوع!!!..إزاي.
بصيت علي الشباك وخدت بالي إن الدنيا مضلمة.. شوفت الساعة في الموبايل لقيتها ١٢ بليل، دخلت الحمام وأنا عارف اللي هيحصل، فتحت الحنفية لقيتها بتنزل دم.. وكالعادة الباب إترزع واتقفل، بدأت أسمع كلام مش مفهوم.. الصوت كان عمال يعلي تدريجياً.. قدرت أفسر كام كلمة
(بحق العهود).. (إستباحة العهد).. (أين أنتم)
كنت حاسس إن الصوت جاي من جوايا، ألم راسي رجع تاني.. بس مش من الوقعة.. الألم اللي كان بيجي قبلها.. أنا قادر أميزه، المراية نورت تاني.. المره دي شايف أوضة عمليات وأتنين دكاترة واقفين وواحد متخدر علي سرير.. الدكتور الأولاني مسك مشرط وبدأ يفتح دماعة من ورا.. ناحية المخ، مسكت دماغي بحركة تلقائية.. نفس مكان الألم، الدم غرق كل حاجة.. فصل الجزء اللي فوق كله.. وطلع المخ بعد مافصله عن باقي الجسم.. الدكتور التاني فتح حاجة أشبه بالعلبة وحطه فيها.. العلبة كانت مليانه بسائل غريب.. غالباً فورمالين، الدكتور الأولاني خيط الجزء اللي شالة بباقي الدماغ ولفه كله بشاش أبيض.
الضوء اختفي والمراية رجعت طبيعية تاني.. وباب الحمام اتفتح، خرجت وأنا مش فاهم أي حاجة.. يعني أيه اللي أنا شوفته؟!! وأيه الألم اللي بيجيلي في راسي ده؟!!
كنت ماشي في الطرقة لحد ماوقفت.. افتكرت حاجة مهمة،السرير اللي الراجل كان متخدر عليه كان محفور عليه رقم..٤٠٥.
صحيت تاني يوم وروحت المستشفي، أول ماموظف الإستقبال شافني لقيته بيقولي :يافندم مش حضرتك خدت المعلومات اللي انت عايزها.. سبنا بقي إحنا كنا هنتأذي بسببك.
مردتش علي الكلام اللي هو قاله وطلبت منه يوصفلي المكان اللي فيه الأوضة ٢٠١
-وحضرتك عايز الأوضة دي في أيه؟!
-الأوضة دي فيها سرير رقمه ٤٠٥ صح؟
سكت شويه وبعدين رد
-أيوه.. ممكن حضرتك تمشي من غير مشاكل.. أنا هتإذي بسببك
-طب عرفني حكاية الأوضة دي
-مش الأوضة.. ده السرير.. السرير اللي كل ماحد ينام عليه يتلعن
-مش فاهم!!
-يابيه أنا أول مااتعينت هنا لقيت الممرضين القدام بيتكلموا عن مراد أكرم اللي اتدبح علي السرير ده
-ياعني مراد مات من فترة قصيرة؟
-لا.. اللي قابلي حكالهم اللي قبلهم واللي قبلهم حكالهم اللي قبلهم.. الحكاية دي بقالها ٤٠ سنة
-طب ممكن أشوف السرير
-صعب.. السرير موجود في أوضة ٢٠١ والأوضة دي محدش خشها إلا إتنين.. عم ضاحي والحاج فاروق، والاتنين مخرجوش منها إلا وهما مدبوحين.
-طب وأيه حكاية إن كل اللي بينام علي السرير بيتلعن دي؟
-ماهما إتلعنوا قبل مايموتوا،في مره كنت في نبطشية بليل.. طلعت الدور التالت اللي فيه الأوضة وولعت سجارة جمب الشباك اللي في الدور.. لقيت عم ضاحي واقف في أخر الطرقة.. في لحظة بصيت علي الأوضة ورجعت أبصله مالقيتهوش.
خلصت كلام معاه وطلعت من المستشفي لقيت الموبايل بيرن.. لقيته رقم عامر.. رديت
-ألو
لقيت واحد بيتكلم وهو بينهج وحواليه صوت صريخ
-حضرتك تعرف صاحب الرقم ده؟
-أيوه انت مين؟
-أنا حد من اللي شغالين في الشقة أستاذ عامر.. أصلي جيت لقيت الشقة بتولع.. والناس ملمومة
-وعامر؟!!!
-الشقة ولعت بيه.. إتفحم.
قفلت المكالمة وروحت علي شقة عامر.. إسعاف ومطافي وشرطة وناس بتصرخ، شوفته وهما منزلينه.. متفحم.. اسود تماماً، طلعت الشقة من غير ماحد ياخد باله.. شوفت عبارات مكتوبة بالدم علي الحيطان.. (صاحب العهد).. (عهود الدم)..(٤٠٥)..(٦٦٦)،نزلت وأنا مش عارف أنا هعمل أيه.. أنا السبب؟!!.. أنا السبب في موته؟!!
رجعت الشقة وأنا منهار تماماً، الموبايل رن.. رقم غريب.. رديت
-أيوة مين؟
-حضرتك أستاذ عمرو؟
-أة.. مين حضرتك؟
-أنا اللي بشتغل في استقبال مستشفي (......).. أنا غلبت عقبال ماوصلت لرقمك، أنا عرفت حاجة عن موضوع السرير إياه.. مراد مات نتيجة إن كان في دكتور سرق مخه بغرض تجارة الأعضاء.. الدكتور قال لولاده إنه حصله مشكله في المخ علشان كده لافف دماغة وإنه في غيبوبة مش عارفين هيفوق منها إمتي.. مع الوقت ولاده مبقوش يجوا المستشفي ويسألوا عنه.. وقتها الدكتور خبي جثته في مكان محدش يعرفه، بيقولوا من وقتها ومراد بيظهر للدكتور.. لحد ماالدكتور راح لحد من بتوع الأعمال والحاجات دي وخلاه يعينله حارس من الجن،وفي يوم لقوا شقة الدكتور بتولع.. ولما دخلوا لقوه متفحم جواها.
شكرته علي المعلومات دي وقفلت المكالمة.
حاولت بعدها أتصل بأية بس مكانتش بترد، بعدها بشويه لقيت واحد من قرايب أبويا بيتصل وبلغني إن أبويا وأمي وعمتي أختفوا.. ملهومش أي أثر،حاولت بعدها كتير أتصل بأبويا لكن علي طول الخط مقفول،حسيت إني بفقد الوعي من الأخبار اللي عماله تنزل عليا زي البرق.. وبالفعل.
فوقت بعد شويه علي صوت جرس الباب.. كان عم عطية البواب، كان بيعزمني علي سبوع بنته،سألته علي أستاذ محمود لقيته بيقولي:أستاذ محمود مين يابيه؟!!! مفيش حد هنا في العمارة إسمه محمود.
شاورتله علي الشقة اللي قدامي
-أمال مين اللي هنا؟!!
-يابيه الشقة دي متفتحتش بقالها أكتر من ٢٠ سنة
بدون مقدمات قفلت الباب في وشه، مش عايز أسمع أي حاجة،إتلفت لقيت عامر ورايا.. كان محروق.. مشوه..جلده دايب، صرخ في وشي ومسكني من رقبتي وبدأ يخنق فيا.. حسيت للمرة المليون إن بغيب عن الوعي.. لحد ماستسلمت.
فوقت الساعة ٦ الصبح، غيرت هدومي ونزلت الجامعة، كل مااشوف حد وأسأله علي أية ألاقيه بيتهرب مني،لغاية ما "سارة" صاحبتها لقيتها جاية وبتقولي إنهم لقوها إمبارح في الحمام مدبوحة!!!.. عنيها مكنتش موجودة.. وشها كان مشوه... ماتت.
زعقت فيها والناس إتلموا وأكدولي اللي هي قالته، مشيت وأنا مش حاسس بنفسي.. رجعت الشقة وحاولت أحرقها،ولعت في كل حاجة.. الملايات.. الستاير.. كل حاجة ينفع تتحرق كنت بولع فيها.. ومع ذلك مفيش حاجة بتولع.. كل ما أقرب النار للفرش والستاير.. تتطفي، نزلت من الشقة وحاولت تاني أتصل بأبويا وأمي.. ((الهاتف مغلق أو غير مفتاح)) دي الجملة اللي كنت بسمعها كل مرة.
كنت ماشي في الشارع مش عارف أنا رايح فين.. رجلي خدتني لواحد من بتوع السحر والأعمال والحاجات دي.. حكيتله علي كل اللي حصل وقالي: البرنامج اللي انت بغبائك حملته ده فتح بوابة بينك وبينهم.. قرين مراد ده حاول يتواصل معاك لسبب أنا معرفوش.. بس كان بيمنعه من التواصل معاك الجن اللي الدكتور حضره قبل مايموت.. الدن ده مكتفاش إنه يمنعك من التواصل معاه.. ده كمان قرر يقلبلك حياتك، للأسف أنا مقدرش أعملك حاجة.. الجلسة انتهت.. اتفضل
وشاورلي بإيده علي الباب.
حسيت بالغلطة اللي عملتها.. أنا كنت عايز اقتل الشر بالشر، روحت لشيخ أعرفه من فترة.. قالي إن كل ده من الجن اللي أقنعني إنه مراد.
لما سألته يعني أيه أقنعني إنه مراد؟
قالي إن ده جن حاول يقنعك إنه مراد وبالفعل أقنعك بكده.. ده مش مراد.. مراد مات ومش هيرجع تاني.. الجن ده كان عارف معلومات كتير عن مراد وحاول بيها إنه يخليك تصدقه.
الشيخ جه معايا الشقة وحصنها وقالي إن كده بإذن ﷲ مفيش حاجة تقدر تدخل هنا تاني.
بس بعدها اكتشفت إن المشكلة مش في الشقة.. المشكلة فيا أنا.. كل مكان أروحه وأبات فيه بشوفهم.. عامر بهيئته المشوهه.. أية وراسها مشقوقة.. حاولت كتير أفهمها إن ده حصل بغير إرادتي.. كانت بتبتسم إبتسامة كلها شر وبتختفي.. كنت كل ما يحصل كده أفتكر كلام الشيخ.. دي مش أية ولا ده عامر.. هما خلاص ماتوا.. دول مخلوقات بتحاول تخليني أحس بالذنب،بس السؤال اللي أنا كل يوم بسأله لنفسي.. هل أنا السبب فعلاً؟ ولا كل اللي حصل ده أنا مليش دخل فيه؟...
رجعت الشقة بعد هجر دام أربع شهور علشان أخد باقي حاجتي منها وأمشي،خدت شقة صغيرة في حي قديم.. بس لحد اللحظة دي.. بشوفهم، من كام يوم بليل وأنا نايم فتحت عيني لقيت عمتي واقفة قدام الأوضة بشكلها اللي أنا خلاص خدت عليه.. شعرها المنكوش.. عنيها البيضة واللي بينزل منها خيوط دم.. وسنانها اللي بتنقط دم، كل يوم بسمع صرخات من الحمام.. وكل يوم بحاول أتصل بأبويا والرد هو هو ((هذا الرقم مغلق أو غير متاح)).
دخلت علي التعليقات الخاصة بالبرنامج اللي مش هقول أسمه الحقيقي وكتبت تجربتي كلها.
أرجوكم....بلاش تجربوا حاجة مش عارفين عواقبها بدافع الفضول.. بلاش.(تمت)
بقلم:عمر الشامي