غبار من الحب || Dust Of Love

« اللِـقاء الاول »

كلنا نعرف تلك القصص التي تكون فيها البطلة باردة وقد عاشت ماض سيئ ومن ثم يأتي فارس احلامها الذي يجعل قلبها يرفرف ويأخذها من الظلام إلى النور ..

لكن ، هذه قصة اخرى سنشهد فيها واقعا آخر ، حيث يكون الحب عاملا رئيسيا للتخلص من ذلك الغبار

في عصر الحروب والنزاعات ، في مملكة جورا يعيش ملك وملكة مع ابنتهما الحسناء ، ذات البشرة البيضاء ذو الملمس الناعم و الشعر الوردي الطويل مع تلك العينان الزرقاوتان التي سرعان ما تنظر لهما تغرق في بحر جمالها و تبحرك لعالم آخر

فقد كانت اميرة بجمال لا يرتقي له احد ، حتى ان الكلمات لن تستطيع وصفها في جمل او حتى فقرات ، و لدرجة ان من عبر امامها سيسقط لها بكل سهولة ، كالشخص إذا وضع فخاخا للفئران ، لا سيما عبيرها الحلو فما ان تمر امامها سينبعت عطر الفراولة الجميل وسيتسلل و ينخرط في جسدك حتى ينتسب إليك لكن سرعان ما ستتجاوزها ، ستعود لوعيك ويتلاشى هذا النسيم ..

و رغم كونها ذات جمال خارق ، إلا انها لم تكن بتلك اللطافة فلم تكن لديها تلك الإبتسامة التي تجعل قلبك يرفرف ، فعكس وجهها وجسدها هي ذات طباع حادة وباردة .. فهي كالسيف ، إذا لمسه احد سوف يقطع ، حاد وشائك لدرجة ان البقاء بعيدا والنظر الى حسن صناعته احسن من الإقتراب .

مع هذا فهي ليست سوى اميرة تطيع اوامر والديها ، وكل ما يقال تفعله ..

وبسبب كثرة النزاعات بين مملكة جورا ومملكة تيربيست التي تملك اميران .. ستختار الأميرة المدعوة بـجولي شخصا لتكمل حياتها معه بمعني تتزوجه ، وسيكون الشخص احد من اولئك الأميران ، فالشخص الذي سوف يعجبها ويرتقي لمؤهلاتها في حفلة عير ميلادها الثامن عشر ، سوف يصبح زوجها

لم يكن هذا بإرادتها فهي لا تريد الزواج بل عكس الفتيات الأخريات هي تريد ان تكون فارسة وتكون شخصا قويا يعتمد على نفسه ويعتمد الآخرون عليها وفي مسألة الحب أرادت ان تقع في الحب لا ان تتزوج اجباريا حتى ان إختارت أحدهما ..

و في السادس من اغسطس وقبل يوم ميلادها بأسبوع ، ارادت ان تعرف معنى كلمة الحرية وتعيشها ، لهذا تسللت في الصباح الباكر خارج القصر بإرتداء ثياب واسعة سوداء ذات قبعة ملتصقة ، حتى لا يستطيع احد معرفة من هي او حتى جمالها ..

وعند خروجها ، و مع تجانس حديث الناس ، دوت اصواتهم وعم الضجيج ، لقد كانت متحمسة لحد ما رغم ان وجهها الذي لم يتغير منذ مقتل اختها العزيزة قبل سنوات وامها الصارمة التي تجعلها فتاة راقية وتبعدها عن الأمور الحادة إلا انها بدت سعيدة برؤية جو مختلف عن العادة

ففي العادة ، داخل القصر .. يجب ان تكون محترما وتتحدث بإنضباط ولا تقاطع احدا حتى لا يحدث صخب ولا جلبة ..

بدأت تتجول من محل إلى محل ، حتى رأت سيفا طويلا براقا ، كان غمده ابيض اللون مع لون محيطي براق .. وقد كان يبدو قاطعا حتى ان لونه يشبه برودتها وبرودة البحر الأزرق ..

فكرت قليلا ، حتى تجد نفسها ممسكة بمحفظة النقود خاصتها ، إلا انه لثواني وجدت محفظتها مسروقة من قبل شخص فر لتوه ..

صاحت بخيبة امل : انت !!

هي لا تكثرت لمالها لكنها كانت ستشتري به سيف .. تنهدت تنهيدة بؤس وإستسلمت لهذا الامر .. حتى وجدت شخصا اخر يلاحقه ..

وما إن مرت بضع ثواني حتى وجدته قد عاد إليها ومعه محفظتها ، ليبتسم محدثا إياها : خذي ما يخصك إني بها أتيت لأعيدها

تكلمت هي الأخرى بأدب : اعتذر عن ما بدر مني ، يمكنك اخذ النقود كشكر ، فأني لم اعد اريدها بعد

تكلمت بإحترام وادب رغم عدم وجود إبتسامة : اشكرك على كرمك لكني لا استحق هذا ، فإني اعلم مقدار حبك لهذا السيف ومتيقن من انك كنت ستشترينه ..

تكلمت وهي تنفي بيدها : خذ ، فإني لم اعد اريده

سكت قليلا ليتكلم : إبقي هنا ساكنة ..

تكلم مع صاحب المحل وباع السيف ، لتندهش من كرامة ذاك الفتى ..

أعاد لها محفظتها التي لم يبقى فيها سوى إنشا ، وقال : هاكِ إنه السيف الذي اردته

مدت يدها قائلة : شكرا لطيبتك ، سآخذه حتى اتذكر هذا اللطف ، لكن مازال يجب علي ان أسدد لك هذا الدين

تكلم متجاهلا كلامها الأخير : هل تعرفين كيفية إستعماله ؟

تكلمت : قليلا ، فإن امي لا تدعني أستعمل السيف وتكسرهم لي دائما

تكلم الفتى بإبتسامة وقد جائته فكرة : إذا لما لا اعلمك هذا ؟

تكلمت وهي تشك في الموضوع : لما ؟ أ-

قاطعها قائلا : ألم تريدي أن تسددي دينك ؟

تكلمت بتوتر : بلا ، لكن ... حسنا إذن متى نلتقي

تكلم : أولا ، أدعى رين فما إسمك يا آنسة ؟

توترت في الاول إلا انها تكلمت وهي تُـزوِّر إسمها : ادعى روزا ، تشرفت بلقائك

رين بإبتسامة : حسنا إذن آنسة روزا ، لما لا نلتقي لأربعة أيام في مثل هذه الساعة ، وسأعلمك معنى ان تكون قوية

رغم كونها لا تبتسم إلا انها عرفت ان هذه الخطة شيطانية فنظرت له بعينينها الحادتين و أصبح وجهها يدل على المكر لتقول بطريقة كلام خبيثة : اقبل وبكل سرور ، سيد رين ..

سينزل البارت الثاني بعد دقائق
اتمنى ان القصة اعجبتكم