يقلب صفحات صور هاتفه .. حيث يحتوي ذكرياتهم .. هو حقا قد اشتاق اليهم ، ضحكاتهم و المرح برفقتهم ، هل كانت سنتين للآنلكنه لم يندم .. لا يزال يعتقد ان رحيله هو افضل ما سيقدمه لهم .. تخليه عنهم سيكون بمثابة اِراحة لهم ، من مصدر مشاكل متنقلة كما ينعت نفسه
طوت طرقات خفيفة على باب منزله الخشبي قد ايقضه من شبه غفوة قد حظي بها ، نهض من كرسيه الهزاز متململا و اذا به يرسم ابتسامة عندما لمح جاره العجوز الطيب يحمل له بضعة اطباق
" خذ هذه يونغي ... ابنتي قد طبخت الكثير من الطعام و طلبت مني ان احضر لك البعض ... انها لذيذة كالعادة اضمن لك " امتزجت جملته الاخيرة بقهقهة قد نبعت من شدة فخره و سعادته .. لكنه سرعان ما اوقفها مستذكرا بابتسامة حانية " يونغي بني ، المزعجون الستة هنا مجددا ، الا تريد مقابلتهم حقا ؟! "
" لا .. اعتذر عن ازعاجك و اهل القرية جدي .. لكن ارجو منكم عدم اخبارهم بمكاني "
" لا اعتقد ذلك هذه المرة بني ... لقد نصبوا الخيام بمنتصف ساحة القرية ، يقولون انهم لن يرحلو حتى نخبرهم بمكانك ، لذا على الارجح سيخبرهم احد ما في النهاية " قهقه مجددا و بخفة " كف عن عنادك يونغي .. انهم ينتظرونك " ربت على كتف الاصغر ثم عاد ادراجه مغادرا ليغلق يونغي الباب خلفه
.
.قطب حاجبيه منزعجا .. فرق جفنيه و نهض ليحاول معرفة مصدر صوت ذاك الطرق المزعج .. و حتما لم يكن صادرا عن الباب ..
القى نظرة عبر النافذة ليلمح هيئة ضئيلة تلوح له ، و رغم انتصاف الليل و سواد ظلامه .. الا انه قد تعرف على صاحب تلك الهيئة ليبتسم بسعادة و قد ازداد معدل خفقانه
اسرع بتناول سترته المعلقة و الخروج ، ما ان تراءت له واقفة خلف عمود الانارة المنطفئ حتى لوح لها قبل ان يسرع خطواته ليعانق احدهم الآخر ... لم تكن حبيبته سوى ابنة جاره العجوز ، الشابة ايسوك
" مالذي احضرك بهذا الوقت ؟! " مخاطبا اياها قد سأل بينما يداه امتدتا تعدلان سترته التي تغطي كتفيها
" اجزم انك تعلم يونغي .. لاداعي للإستغباء " قالت بملل ليقلب عينيه بزجر
" اعتقد اننا تحدثنا بذلك الموضوع قبلا ايسوك .. لا اريد ان اعيد كلامي "" لكن ..."
" الا يمكنك تفهمي حقا ؟! ... هل تعلمين حتى معنى ان تكوني مصدر أذى لمن تحبينهم ؟! "
". اذا الا تحبني يونغي ؟! ... لو كنت حقا مجرد مصدر ازعاج و أذى كما انت تخبرني ، الم تكن لتبتعد عني انا ايضا "
زم شفتيه بإرهاق لتردف هي بصوت أشدَّ ليناً " و هل تعتقد حقا انني سأسمح لك بالرحيل حينها ؟! .. فكر بشعوري يونغي ، كيف سأعيش لو انك تركتني ؟! ..... نفس الامر بالنسبة لهم ، هل سألتهم عن شعورهم تجاهك حتى ؟! ... هل حاولت حتى الحديث اليهم او الاعتذار ، انت رحلت فقط هكذا ، دون حتى كلمة وداع لائقة "
بينما كانت تحيك كلماتها الحانية بعناية ، يداها قد امتدتا لتعانق بكاءه الصامت و شهقاته التي على اثرها يهتز جسده " انا حقا اشتاق لهم ايسوك .. ليتهم يدركون مقدار معزتهم لدي ، ايسوك انا ارغب برؤيتهم ... هل سيرغبون برؤيتي مجددا حقا ؟!"
" لقد اشتاقوا لك ايضا يونغي .. لقد فعلوا " باسمة القت كلماتها ، امسكت كتفيه مبعدةً اياه عنها بكل رقة ... مسحت دموعه بطرف شالها قبل ان تشير له للخلف ليحني رأسه متساءلا فابتسمت له
" يونغي .. هل رحلت عنا لتصنع حبيبة يا خائن ؟!" صوت مهتز قد اطرق سمعه من خلفه ... صوت قد اشتاق له و جدا ليسرع بالاستدارة ناحيته.. ستتهم كانوا واقفين هناك
جيمين يهدأ جونغكوك الباكي متناسيا انه يذرف دموعه كذلك ، نامجون قد ارتسمت على ثغره اعرض ابتسامة بينما غمازة خده قد غرقت بالداخل لشدة سعادته ... جين يلوح له باشتياق و تايهيونغ قد اطرق رأسه خجِلا ما ان تلاقت اعينهما سويا
كان هوسوك اول من بادر ناحيته ، هوسوك الاقرب اليه من بين الكل ، انطلق بسرعة معانقا اياه يقهقه بجنون " يونغي ايها اللعين الاحمق .. لقد اشتقت لك صديقي "
بادله بحرارة " انا كذلك هوسوك ... حقا قد اشتقت لكم يا رفاق "
أنت تقرأ
seesaw
Fanfiction"--لا يمكن للمرء ان يعيش دون اذية الآخرين-- ... ان كانت هذه حقيقة عالمنا فهي مؤلمة جدا " مين يونغي