1

17.8K 337 48
                                    


رواية
لم أكن أنويك حباً

لم أكن أنويك حباً.. إنما الذنب ذنب قلبي.. الذي إنجرف في هواكَ سهواً..

بقلم: الاء صالح (حنين)

{حور}

هل رأيتم يوماً إنساناً يطير؟ أنا فعلت. كان ذلك الانسان رجلاً قد صدمته بسيارتي و طار أمامي بضع امتار الى ان ارتطم بأرضية الطريق الصلبة و التي قد غطتها طبقة من الجليد. استغرقت سيارتي ثوانٍ طويلة شعرت و كأنها دهر حتى توقفت بعدما تزلجت على الطريق. خرجتُ منها بجسدٍ قد تصلبت كل خليةٍ فيه لهول ما حصل و هرعت بإتجاه ذلك الجسد الملقى على الأرض بلا حراك. إنحنيت إليه حال وصولي و ألقيت نظرة متفحصة على كل ما كان يظهر منه، يديه و وجهه و رقبته. لم أرَ أثراً لدماء، و على رأسه كانت قبعة سميكة تأملت أن تكون قد خففت من قوة الإرتطام..
أمسكت بكتفه بيد مرتجفة و حركته هامسة إذ أنني لم أعد أملك صوتاً بسبب الصدمة: سيدي، سيدي، هل أنت بخير؟

سكونه جعلني أفقد جزءاً كبيراً من أملي. وددت تحريكه بقوة أكبر لكنني خشيت أن أزيد إصاباته سوءاً بذلك، لذا تركت كتفه و أخرجت هاتفي من جيب معطفي لأتصل بالإسعاف. بعد رنتين جاءني صوت ناعم يسأل بمَ يمكنه مساعدتي، لكنني لم أستطع التفوه بحرف. ماذا سيحصل لي لو جاؤوا؟ ماذا لو اتهموني بقتله؟ قطعت الإتصال بشكل سريع و عدت لأنظر إلى ذلك الممدد بجزع. رباه، ماذا أفعل!؟ نظرت إلى هاتفي مجدداً و فكرت بالإتصال برشا، لكنني تراجعت إذ أنها لن تستطيع مساعدتي بهذه المصيبة. يبقى شخص واحد, رغم أنه آخر من أرغب بمحادثته الآن، لكني لن أنجو من دونه. إخترت إسمه من القائمة و ضغطت على زر الإتصال.

ثوانٍ و جاءني صوته المرحب: اووه، شعجب حنيتي علينه و خابرتي

ـ زياد، اني بمشكله كبيرة

سرعان ما تغيرت نبرة صوته المبتهجة إلى جدية: خير شكو؟

وضعت يدي الأخرى على جبيني و قلت بصوتٍ هامسٍ مرتجف: دعمت رجال و ما ادري اذا عايش او لا، أخاف اخابر الإسعاف خاف اتورط

شهق قائلاً: وين أنتي؟!

نظرت من حولي لأتأكد من المكان ثم رددت عليه العنوان القريب من أحد الفنادق الصغيرة و الذي يقع في منطقة منعزلة. طلب مني أن أنتظر مكاني و أن أبقى معه على الهاتف إلى أن يصل إليّ، ثم أمرني بالقيام ببعض الأمور..

أولاً أن أتفحص نبض الرجل من رقبته، فوضعت السبابة و الوسطى على رقبته متأملة تحسس أي حركة خفيفة، لكن لا أعرف أهو البرد أم الصدمة أم الرجفة، أم جميعهن ما جعلني أفقد الشعور بأي شيء. أو ربما لأنه ميت.. طلب زياد أن أتأكد إن كان يتنفس ام لا، لذا وضعت يدي فوق فمه و أنفه لأتحسس زفيره، لكن أيضاً لم أشعر بشيء. شعرت بإقتراب لحظة إنهياري، إنه ميت لا محال. هدأني زياد قائلاً بأنه ما تزال هناك فرصة لإنقاذه، لكن عليّ أن أقوم بالإنعاش القلبي الرئوي و شرح كيفية فعل ذلك فقلت بصدمة: مستحيل!

لم أكن أنويك حباًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن