الصقت تلك الصورة مع باقي الصور في زاويتها المخصصة في منزلها، كانت متعجبة من نفسها، كيف عرضت عليه أن يتصور معها؟ لم تكن جريئة في حياتها،، والاغرب من ذلك، كيف وضعت هذه الصورة مع باقي الصور، كل الصور في هذه الزاوية مع عائلتها، أو أشخاص كانو مفضلين لها في الماضي، كانت من النوع الذي مهما عصفت بها الايام، ومهما غيرتها الحياة وابعدتها عن من تحب؛ لا تنسى أن أولئك الناس كانو سبباً لسعادتها يوماً، وتبقى متذكرة اياهم إلى آخر يوم في حياتها.استيقظت في اليوم التالي وتوجهت لشركتها، دلفت إلى الشركة بإبتسامة مشرقة تلقي التحية على هذا و ذاك، وصلت إلى مكتبها وبدأت مباشرة بعملها، هي لم تلاحظ استغراب من يعمل في الشركة منها اليوم، لكنهم كانوا سعيدين لسعادتها، على الرغم من انها لا تتكلم معهم كثيراً، لكنها لم تقسوا عليهم ابداً، كانت رؤوفةً بهم جميعاً وفي الوقت ذاته جديةً بعملها.
انهت عملها بعد عدة ساعات وتوجهت مباشرة إلى مكانها المفضل، وصلت إلى هناك بعد قيادة لمدة عشر دقائق تقريباً؛ وحالما وصلت نزلت من سيارتها ودخلت بين الحشد ذلك، كيف لهذا المكان ان يكون مزدحم دائماً؟ يبدو أنه لا يسعدها فقط بل يسعد الجميع.
جلست لوحدها تتأمل الناس بسعادة وتنتظر ان يخف الازدحام عن كشك هاري، او هاز؛ كما تلقبه.. بعد وقت طويلاً نوعاً ما لم يكن يوجد أحد أمام الكشك، لكنها لم تشعر بالملل بتاتاً، لأنها وكما قلنا تسعدها رؤية الناس سعداء.
توجهت إلى الكشك و لم يكن هاري بالخارج، دخلت اليه ومشت اليه بينما هو كان يعبث بالكاميرا، كعادته.
"مرحباً، هاز" قالت له بإبتسامة مشرقة، اما عنه فقد انتشرت السعادة داخله عندما سمع صوتها.
"أهلاً، باربي" ردّ عليها، وهي تفاجئت، ثانية، اثنان، ثلاثة، وانفجرت ضاحكة، وهو فوق رأسه مليون إشارة استفهام عن سبب ضحكتها، وقلبه تسارعت دقاته بسبب ضحكتها كذلك. "ماذا؟ لما تضحكين؟" قال بإحراج قليلاً، كونها قد ضحكت بسبب شيء قاله بالتأكيد.
"باربي؟ يا إلهي" قالت له وهي تلتقط أنفاسها. "اليس اسمك كذلك؟، لقد كتبتي بارب البارحة، كما انكِ تشبهيها لذلك شعرت ان اسمك باربي" قال لها وصوته انخفض تدريجياً في آخر كلامه لكنها سمعته واحمرت خجلاً بسبب ذلك.
"ادعى باربرا، وليس باربي.. ولكنه أعجبني في الواقع " اجابته." إذاً هل يمكنني أن أدعوكِ باربي، آنسة باربرا؟" سألها بطريقة نبيلة ليجعلها تقهقه بخفة.
"بالتأكيد، هاز" اجابته بنفس نبرته ثم اكملت "على اي حال، اريد ان تلتقط لي صورة فضلاً " قالت، كانت تريد أن تشمله معها لكنه ترددت في حال انه لا يريد ذلك "ما رأيك أن نلتقط صورة ؟" قال لها وهي نظرت له باستفهام،" اقصد انا وانتي" وضّح." اجل! سيكون افضل" اجابته ببهجة.
"قفِ هناك، سآتي" قال لها مشيراً للبقعة المعتادة، وهي ذهبت وظلت تنظر اليه، كان يثبت الكاميرا بشيءٍ ما لكي تكون الصورة عادية -اي ليس بوضعية السيلفي او كذا-، عندما انتهى وقف بجانبها وابتسم وهي كذلك.
التقطو الصورة و اخذوها،" إنها جميلة" قال لها هاري، "اجل انها كذلك" اجابته باربرا وسحبتها منها ثم اخذت القلم وكتبت مافي رأسها ورفعتها له "احتفظ بها" قالت له و وضعتها في يده، امسكها و ضحك بخفة على ما كتبته..
"أراك لاحقاً، وداعاً هاز" قالت لها بعد أن وضعت العشرون دولارا على الطاولة ثم ذهبت.
ام عنه فأخذ يتمتم بكلمات اغنية بعد أن رحلت وهو ينظر للصورة ويبتسم بخفة.
'نحن التقطنا بولارويد، انت وقعتِ بإسمك عليها، وضعتها في محفظتي، متمنياً ان ارى وجهك مجدداً' انتهى من غنائه ثم وضع الصورة في محفظته و وضبّ اغراضه متجهاً إلى منزله..
أنت تقرأ
Polaroid ||h.s||
Nouvelles"إنها صورتك الرابعة، وانتي وحيدة بها، لما؟" سألها ناظراً لعيناها بهدوء. "من قال لكَ أنني وحيدةٌ في الصور فقط؟" اجابته بنفس نبرته.. -قصة قصيرة، اي الأجزاء ستكون قصيرة جداً، والقصة بإكملها لن تتعدى العشرون جزءاً- 'الفكرة غير مسروقة'