الحلقه الاولى
من قصه احببت عجوزكان يسوق سيارته بغضب وثورة ووجهه بها خدوش وكدمات تنم على انه خرج من معركه طاحنه، مسح خيط من الدماء كان يسيل على جانب فمه، وهو يضرب على عجله القياده بغيظ ويقول بتوعد مميت:
-والله لوريك ياحازم الكلب حوريك مين هو معتز عبد العزيز .وفى اثناء سيره لمح ثلاثه من الشبان يبدو عليهم السكر والعربده يتحرشون بامراه مسنه، ترتدى جلباب اسود وتغطى راسها بطرحه تتدلى منها خصلات الشعر الابيض، وعلى عيونها نظارة عيونها سميكه توضح مدى ضعف بصرها، وتحتمى من هؤلاء الشباب بيديها، وتهشهم بعصاة فى يدها .
اثار المشهد حنق معتز ذلك الشاب الاسمر المفعم بالرجولة، يقول وهو يكذ على أسنانه:
-هل انحدرت الاخلاق الى هذا الحد، ان يتحرش الشباب بأمراة مسنه فى عمر امهاتهم اه يازمن.اوقف سيارته واخرج مسدسه من (تابلوه) السياره وخرج لهم.
شاب من الثلاثه بطريقه وقحه:
- ايييه ياحاجه رايحه فين..متيجى معانا تطريرنا القعده. اهو احسن من بلاش.شاب اخر وهو يضحك بتقزز:
-تطرى ايه بس دى حتنشفها زياده.
والشباب يضحكون ضحكات تفوح منها العربدة، رنناتهرناتها، والمراه ترتجف واحتبس صوتها من الخوف.
شاب ثالث وهو يتمايل من أثر السكر:
-بقول لكو اييييه يلا بينا دى مش حتنفع احنا عايزيين لحم نعضعضه مش عضم نقرقششه .وتذداد ضحكاتهم المتهتكة، وتبترها صوت رصاصه فى الهواء..فيلتفتون لمصدر الصوت وقد لبسهم الرعب..فيجدون شاب طويل عريض له عضلات كانه لاعب مصارعه وعلى وجهه غضب الدنيا كلها يقول وكأنه باع عمره:
-حعد لغاية ثلاثة لو لقيت كلب حدفنه مطرحه .
ودون تردد وقبل ان يبدا معتز فى العد هرولو الثلاثه كاجرزان المزعورة، دس معتز مسدسه فى جيب بنطاله الخلفى، واقترب بلهفه من المراه المزعورة وهو يقول بشفقه:
- انتى بخير يامى متخفيش انتى دلوقت بامان تعالى معايا ارجوكى نبعد عن الحته دى.
...استسلمت له المراه وقد تسلل لها شعاع من الامل الذى ارسلته لها نخوة هذا الشاب الشهم، قادها معتز الى سيارته واجلسها فيها وجاء لها بزجاجه مياه معدنيه، وقدمها لها وهو يقول لها بحنان :
- اتفضلى يامى اشربى متخافيش اخذت المراه منه وشربت وهى ممتنة له.سالها معتز : انتى كويسه ياأمى؟تحبى اوديكى فين وانا اوصلك.
وكان هذه الجمله حررت الدموع من حبسها وانطلقت كالشلالات فظن معتز انها دموع ماتعرضت له فقال ليبث لها الامان:
-أرجوكى ياأمى متعيطيش انتى دلوقت بامان والكلاب خلاص هربو اهدى ارجوكى.وركب معتز كرسى القياده وانطلق بالمراه واخذ يتحدث لها ويتلطف معها حتى ينسيها ما تعرضت له وقال:
-ها يامى مقلتيش عايزة تروحى فين.
بكت المراه مره اخرى وقالت : انا مليش حد اروحله وماليش مكان اعيش فيه واستمرت فى البكاء
معتز بشفقه وتاثر: ليه يامى فين اولادك؟المراه :هه ااااا اولادى رمونى طردونى فى الشارع.
ضيق معتز عينيه فى غيظ ااى ابناء هؤلاء وما هذ ا الجحود كيف يطردون امهم؟ وهناك بشر يتمنون ان تكون امهاتهم على قيد الحياه يرتمون فى احضانهن يختبئون فيه من غدر الايام وغدر الناس يلتمسون منهن الحنان والرحمه والدعم، ينهالون من دعاؤهن، اه ياأمى ليتكى معى الان فى محنتى وانا فى اشد الحاجه لكى.
ثم القى نظرة على تلك السيدة ودموعها التى مزقت قلبه واقسم ان يكون لها ابن بارا لانه شعر انها ام منحتها له السماء فربت على يديها وقال بحب وحنان انتى حتيجى معايا
المراه باندهاش: فيييين !
معتز : على بيت ابنك ......على بيتى
وانطلق دون ان ينتظر موافقتها او رفضها فقد اقسم ان يكون حمايتها
انتظرونى فى الحلقه القادمهاذكروا الله ذكرا كثيرا
سبحانك اللهم وبحمده سبحان الله العظيم
تباركت ياذا الجلال والاكرام اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
سهير عدلى

أنت تقرأ
رواية أحببت عجوز
General Fictionمن تلك العجوز التي رآها وهو يقود سيارته ..يتحرش بها بعض الشباب المنحرف، وما هي حكايتها؟