UNIQUE

4 ✔

اللهم اني اسألك التوبة النصوحة قبل الموت

_____

إيفانچـلين.

" فيـن هلـا ساعـدتني في ايـجاد عمـل "

سألت بينما احرك الملعقة بصحني بشكل عشوائي، اتسائل ما هو اليوم!

" بالطـبع، هل انـتِ متفـرغة اليـوم؟ ام ستخـرُجيـن كالمعتـاد "

قال ناظرًا لي بإبتسامة جانبية و قد رفع احدي حاجباه متنظرًا ردي.

كنت بدأت اشعر بالملل، الثلاثة ايام السابقة كان هايميتش منعزل، منذ عاد لا يتناول الطعام معنا، فقط وحده، اخبرني فين ان صديقه الذي اخرجه من المعتقل قد لا يتمكن من مساعدته من جديد لذا طلب منه ان يبقي بعيدًا عن المشاكل، في الأيام السابقة كان فين يدير الأسطبل بينما انا اقوم بتحضير الوجبات، كان عملًا مشترك رائع.

" سأخـرج، انـت لسـت متفـرغ لي، لذا دعنـي استكـشفُ البـلدة وحـدي "

اومأ دون مجادلة قبل ان يتحدث قائلًا

" وحدُكِ بالطبع، فقـط كونـي حـذرة، لا تدخُـلي في شجـار، إن عـلم الكولونـيل سانتـوس انـكِ قريـبة والـدي قد يتعـمد ازعـاجك "

اومئت بلا اهتمام ثم وقفت عندما انهيت طعامي، وشعت الصحون في المجلاة، اخرجتُ سماعات الرأس خاصتي و وضعتها بينما اغسل الصحون، لم اشغل اي شيء، فأنا لا اريد الإستماع الي اي شيء، بل اردت ان لا يتحدث معي احد، احب الشرود عندما اغسل الصحون، احب ان روحي تستطيع ان تكون غائبة في الكثير من الأوقات، مهما كان ما يحدُث، انا لست هنا، انا بداخل عقلي.

عندما انتهيت صعدت لتبديل ملابسي، بالرغم من ان الشتاء في نهايته، الا ان هناك عاصفة ثلجية تحيط البلدة منذ يومان، ارتديتُ معطفي و اخذتُ معطف اخر احتياطي، تأكدت من وجود حقيبتي، هاتفي، اموالي، و القوس و السهام، ثم دخلت المطبخ لأتأكد ان الغاز مغلق، كان فين قد خرج بالفعل لذا خرجت و اغلقت الباب خلفي، بالطبع هايميتش بالداخل و لكنه ككل يوم سيتناول فطوره و يأخذ حمامًا ثم يعود الي النوم.

خطت قدمي خارج المنزل لأفرك يداي ضد ملابسي، اشعر بالبرد الشديد، مشيت بإتجاه اليمين نحو السوق، و قبل ان اصل الي نهايته شعرت بكرة ثلج كبيرة تصطدم بظهري، توقفت فجاءة، حاولت التنفس بهدوء و التفت، كما توقعت

" لقـد تأخـرتي، كمـا اننـا سنسـير بالإتجـاه المعاكـس "

قال مشيرًا خلفه، تجاهلت حديثه و نظرت اليه ببغض شديد، رفعت يدي لأوجهها اتجاه الثلج الذي يغطي الأرض، ارتفع الثلج عن الأرض قبل ان يرتمي علي وجهه ليتراجع هو شاتمًا تحت انفاسه.