12- نهاية اللقاء !•

269 21 15
                                    

رَفعت نظري إلى سقف الغرفة المنخفض ، لا أدري كم من الوقت قد غفوت !
أطالت والدة تيم النظر في وجهي من فوق رأسي فجأةً مما أفزعني في البداية ، ولكن ما لبثت إلا ان عَبست حينما أفكر ما نوع المصيبة التي سأُحشر فيها عنوةً
وضعت الوسادة على وجهي بملل لأسمع صوتها المتلهف
- أين كنتِ ؟ لقد افتقدناكِ
افتقدناكِ ! لما تجمع ؟ سألتها بكسل
" لما هل هناك عشيرة أطياف في هذا الحي ؟ "
- لا .. انا بالكاد استطيع الظهور.
" فهمت " شردت قليلاً مغمضة عيناي ليخطر في بالي سؤال قد تستطيع الإجابة ، فنهضت بسرعة لتهرول مبتعدة عني ، منذ متى الأرواح تَخاف مني ؟
ليس وكأنني مجنونة سأؤذيهم ، هم أموات في الاصل .. على اية حال طرحت سؤالي عليها
" لما .. الأرواح تختفي عندما يَحضر تيم ؟ أعني كيف أصبح لديه هذا السحر ؟! "
صمتت الروح بملامحها الشاحبة وهي تطفو في الغرفة امام الباب ، هل هي لا تعرف الإجابة ؟ أم يصعب عليها الشرح ! إنها تنظر للأسفل بحزن ..
لما هذه الروح دائماً حزينة ؟ اعني طفلها معها ، عن أي طفل اتحدث ! لقد اصبح رجل بالغ وهي معه تراه وتطمئن عليه
- سحره كالعقوبة بالنسبة لي.
هذا ما أجابت به بكل حزن ، فسألتها
" هل لأنكِ لم تذهبين للعالم الآخر ؟ "
أومأت لي بصمت ولم تنطق بحرفٍ زائد ولكن لدي الرغبة بمعرفة كل شيء ، اعلم فضولي ورغبتي بالمعرفة لا ضمير لهما
" لما لم تذهبين مع زوجكِ إلى العالم الآخر ؟ فأنا منذ ان التقيت تيم ولا أرى سواكِ حوله بمعنى ان روح والده غادرت هذا العالم "
تنهدت وتاخذ نفساً قبل ان تشرح لي ما حصل
- مناداته لي عند احتراقي ومفارقتي للحياة .. واستنجاده بي جعل لدي رغبة بإنقاذه ، وهذه الرغبة هي ما جعلت روحي تتوه عن الطريق للعالم الآخر ..

تعلقي بتيم كانت خطأً وعُقبت بأني لا استطيع الاقتراب منه ولا لمس اشياءه ولا ضمه لذراعاي حتى ! إن دخل لمكان انا موجودة فيه سأُنسف لمكان بعيد جداً عنه ، وأعود وأحاول مراقبته عن قرب.

لقد تفسر كل شيء لي ، إن الأرواح التي أراها عادةً لا تغادر عالم الاحياء بسبب انتقام او ارتباط الروح بشيء ما فيجعلها عالقة غير قادرة بالإلتحاق بالعالم الآخر ؛ ولا
تغادر الروح وترتاح حتى تنفذ مبتغاها وتذهب لمكانها المناسب ...
لما لا أرسل الارواح إلى عالمهم واكمل توازن الحياة ؟ هذا ما ينقصني

أعمى البصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن