أدراك !

328 5 9
                                    

كيف تمر السنين ؟ كيف مرت ؟ في ومضه أم بطيئه كجَمَل يقطع صحراء تمتد في الأفق إلي مالانهايه ٬ من امامك و خلفك و عن اليمين و اليسار ؟
ما الذي اتي بالصحراء و انا في روما أسكن شارعاً تتلاصق فيه البنايات في كل بنايه منها عده طوابق و شقق و سكان و ماره و سيارات تدرج في ثلاث شعب ٬ طريق للسيارات المتجهه شرقاً و اخر للأتجاه المعاكس و بينهما خطوط المترو ٬ اسمع صوت احتكاك عجلاته بالحديد و أزير مكابحه حين يقترب من المحطه و يقف او يبداء في التحرك من جديد .
صخب علي مدار اليوم و من طلعه النهار . لا يهدأ الا في الساعات المتأخره من الليل . يترك . يترك المدينه للبحر . استنشق رائحته و ان حال الظلام دون رؤيته . لا اراه . اسمع هديره و اصطدام موجه بالكسارات الحجريه علي الشاطيئ من اين اتت الصحرء ؟

.
.
.
.

ابي منهمك في عمله.  يخرج في الصباح و يعود بعد الظهيره و أحياناً في المساء انتظر عودته او انهائه لعمله كي نعود إلي اين ؟ لا ادري .
ربما الي فرنسا . لو قبل . لا اعرف احد في روما -غير دقيق- أعرف جار لطيف هنا. البقال . و بائع الفاكهه و رجل السوبر ماركت اصدقاء ابي و احياناً ابنائهم . ادعوهم لشرب القهوه في منزلنا او اذهب اليهم مره لا تتكرر أو تتكرر من حين لأخر . اتعلل بمناسبه أو بلا مناسبه ابي يدعوا زملاءه بالعمل علي غذاء أو عشاء في البيت .
تنظيف البيت و شراء لوازمه و إعداد الطعام تنتهي جميعاً قبل االثانيه عشر بساعه و احياناً بساعتين . ما الذي افعله بباقي ساعات النهار . ادرس احياناً  ثم امل فأرتدي معطفي المشابهه لخاصه والدي الاكبر منه حجماً ثم اتمشي بشوارع روما ثم أضج بالزحام و صخب السيارات و أبواقها و عوادمها . اعود إلي البيت . احياناً انزل إلي الشاطيئ . اخلع حذائي و اخوض بقدماي العاريتين في الرمال ٬ اقطعه في خط عمودي مستقيم بأتجاه الماء . ثم اقف . اسلم نفسي لرائحه البحر و همسات أمواجه و لما ينثره علي وجهي و جسدي من ملح و رذاذ ٬ يتسلل لا ادري كيف ٬ إلي طرف اللسان . اضل واقف هكذا أنظر . أو اتراجع خطوتين و أتربع ٬ أو لا اتراجع ٬ اقرفص كما كنت افعل و أنا صغير في الثالثه ٬ لم أتجرأ بعد علي القفز في المياه ٬ اقرفص عند باب البحر أو امشي شارداً و لا أعي أو افكر في اي شيئ . فقط رمل مبلل تنغرس فيه قدماي ٬ و زرقه البحر المطرزه ٬ و هواء مُشْبَع برائحه أليفه يتسلل عبر ملابسي إلي جسدي .

روايه للتشانهون ڤوت و دعم و كذا 👻❤

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 07, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

How to forget !Where stories live. Discover now