الفصل الرابع
عندما استيقظت ليليا كان الظلام قد حل ولم يعد بالمكان رؤية شيء سوى ضوء القمر الفضي الذي كان يظهر ويغيب بين الغيوم...توقعت ليليا ان الساعة تجاوزت منتصف الليل فنهضت لتتابع طريقها تحت جنح الظلام ولكنها ما ان التفتت حتى صعقت لانها لم تجد الحصان...جرت الى الطريق ومسحت المكان بعينيها ولكنها لم تعثر له على اثر...وفجاة لمحت اثر حدواته على الطريق متجهة الى المكان الذي جاءا منه...ففهمت انه عاد الى صاحبه...
نظرت الى السماء فوجدت القمر ينير طريق العودة بينما اخفت غيمة سوداء نوره عن الطريق الذي تنوي سلكه...شعرت بشيء من الجزن والاسى لرحيلها عن البلاد التي ولدت فيها ووجدت فيها حبها الاول...او على الاقل اعتقدت انه حبها...لكنها كانت في الوقت نفسه تشتعل غضبا على ديون ووالده وذهنها لا يفكر الا بالانتقام منهما....
تقدمت ليليا في طريقها وحثت الخطا لتصل الى الحدود في اسرع وقت ممكن....
عندما اوشكت الشمس ان تشرق كانت قد قطعت المسافة كلها في وقت قياسي بالنسبة الى فتاة شابة لم تعتد السفر على قدميها....كانت تعرف مكان المعابر الرئيسية للحدود..وكما توقعت فقد كانت جميعها مغلقة....اتجهت الى منطقة مشجرة قريبة تذكرت انها مرة وصلت مع دي في رحلة الى هنا...واخيرها انه توجد ثغرة في سور الحدود في هذا المكان...دخلت بين الشجيرات الشائكة فتعلق بها ثوبها الرقيق اكثر من مرة وتمزقت اطرافه...لكنها ظلت تتوغل فيها حتى عثرت بالفعل على الثغرة واستغربت ان دي صدق معها في هذا الامور خلافا عن امور كثيرة...
انحنت بقدر ما تستطيع وبسبب صغر جسمها استطاعت المرور بكل سهولة واصبحت في ارض عائلتها من جديد...المملكة الصغيرة التي منحها والدها لاخيها ليكون ملكا مستقلا عليها...بدات سيرها لتنهي الجزء الاخير من رحلتها...وشعرت بالوهن الشديد لانها لم تكن قد اكلت شيئا منذ وقت طويل...ولكنها استمرت...
عندما انتصف النهار كانت ليليا قد اوشكت ان تصل الى المدينة ولكنها كانت منهكة تماما وتوشك ان تفقد الوعي من شدة الاعياء...لحسن حظها مر بها فلاح عجوز اشفق على ما بقي من اميرة مشردة واصطحبها في عربته التي تحمل القش الى ابواب قصر الملك الشاب...
X×X×X×X×X×X×X×X×X×X×X×X×X×X×X×X×X
لم تصدق انها وصلت الى مقصدها...تقدمت من الحراس الذين دهشوا لجراة هذه المشردة من الاقتراب من قصر الملك...كان ليليا في اسوا حالاتها بسبب تمزق ثوبها وابتلالها من مصر هطل في الصباح الباكر فغطت الاوحال والاتربة حذاءها واسفل ثوبها بشكل بائس...
خاطبت احد الحراس قائلة: اريد مقابلة الملك...
اجابها الحارس ساخرا: من تظنين نفسك...الامر ليس بهذه السهولة...