"لا اريد البقاء هنا و خصوصا معك يا قليل الرحمة لقد وصلت الى منالك هل هذا ما تريد!!! ساترك لك المنزل و كل ما فيه فقط لارتاح منك"وبدأنسيم يجمع اغراضه في حقيبته و الغضب ظاهر على محياه،لا يعمل ماذا سيفعل و الى اين سيذهب،خرج من المنزل و لحقت عليه سارة و لا تخرج من فمها الا جملة واحدة تقولها و كلها امل و لو قليل في ان يتراجع عن قراره"لا تذهب يا اخي لا تتركنا وحدنا"رفع رأسه يتامل في السماء و كانه يدعوا ربه ان يخفف عليه هذا العبأالثقيل،اتجه نحوها و طبطب على رأسها ثم قال"اعتني بامنا جيدا انني اثق بك،لن انساكما مهما كانت الظروف"لما سمعت هذه الكلمات تحطمت آمالها ومخططاتها لم تعلم ماذا اصابها احست بدوار شديد......خرج متجها نحو سيارته القى اغراضه فيها و ركب هو الآخر ،ليست له ادنى فكرة الى اين يتجه،اراد الابتعاد فقط اراد ان يتخلص من ابيه،اباه الذي كان يقف حاجزا امام كل ما يريد فعله،اباه الذي كان قاسي القلب خالي المشاعر ليس له من حنان الابوة شيء ،انطلق نحو مسيرته و حياته الجديدة التي لا يعرف عنها اي شيء ،فبدات الذكريات السيئة تمطر عليه كأنها عاصفة مطرية مخبأة منذ زمن بعيد،تذكر اي صغيرة و كبيرة مرت في حياته ،تذكر الضرب و العنف الذي كان يمارس عليه و امه و اخته من طرف ابيهم،تذكر الكلمات السيئة(الشتمات)التي كان يلقيها عليهم،بالاضافة الى خيانته لإمرأته وذلك اليومالذي لا زال عالقا في ذهنه حين اراد اكمال دراسته بدلا عن العمل مع ابيه في بقالته فسجنه اسبوعا كاملا بلا رحمة ،اسبوعا كاملا مع القليل من الخبز مرة واحدة باليوم٠٠٠٠ ،بقي شارذ الذهن حتى ايقظه من سهيه سرب من الحيوانات يقطع الطريق امامه من اليمين الى الشمال ،استغرب من ذلك المنظر الذي انساه همومه و مشاكله ،لقد كانت حيوانات من شتى الفصائل ،طيور،غزلان،سناجب،ارانب....
...لم ير في حياته منظرا مشابها،فقرر الوقوف بسيارته جانبا و ان يتبع خطاهم،فبدأ في الجري ،كان بعيدا عنهم بمسافة امنة فلم يشعر بذرة من الخوف او الهلع،بعد مدة ليست بالطويلة وصل الى غابة ليس كباقي الغابات كل شيئ فيها مظلم ولا اثر لحياة فيها كانه لم يصل لها انسان من قبل ،لما كان يتفحصها باعينه المصدومتين من مظهرها اثارت انتباهه شجرة عالية الارتفاع طويلة الاغصان لم يسبق ان رءى لها مثيل، نزلت على كتفه ورقتها التي كانت على شكل قلب،فجاة سمع صوتا قادما من بعيد ،انها مجموعة من الخفافيش تطير و كانها فارة من شيء،ارتبك نسيم و بدأ يجري فاقدا لوعيه لا يعلم ابدا ما يجري حوله ٠٠و حين وقف يلتقط انفاسه لوهلة احس بالارض تتحرك من تحت رجليه ، بدأ يردد في نفسه "ترى هل هي نهاية العالم ؟"التلفت يمينه فغشي ضوء اصفر عينيه انها شاحنة كبيرة حين لمح سائقها انسانا واقفا امامه كان الاوان قد فات لم يستطع التوقف،وحتى نسيم تجمدت رجلاه في مكانها و مرت حياته كلها امام اعينه٠٠٠دم في كل مكان هنا و هنا و هناك اصوات سيارات رجال الامن و الاسعاف ملأت المكان ٠٠٠٠
14 févr.
أنت تقرأ
بين العالمين
Fantasyماذا ستفعل اذا وجدت نفسك في عالم خيالي خالي من المشاكل ،تفعل فيه ما تريد لاقيود فيه،مليئ بالمغامرات،كل شيء فيه موجود ،تعيش فيه على هواك،على طريقتك،ماذا ستفعل هل ستكمل ما تبقى من حياتك فيه تاركا ورائك،اصدقائك،عائلتك،احبائك؟ام سترجع الى عالمك و حياتك...