الجزء الواحد والاربعون: الحالة تسوء

636 20 2
                                    

مر اليوم ونور بنفس الحالة. ترفض ان تتكلم او تتواصل مع أي حد باي طريقة. لم تاكل أي شيء ليومين. في الليل قرر اركيه ان يغذيها عن طريق المحاليل. ومكث بجانبها يراقبها فكان قلق للغاية ان تؤذي نفسها في حالة التشنجات. لم يتركها للحظة. كان قلق للغاية عليها. ماذا يحدث اذا لم تفيق من حالتها. هل يجب عليه ان يخبر والدتها؟ ولكن والدتها عانت كثيرا فهي فقدت زوجها حديثا كيف يخبرها عن حالة ابنتها؟ لكنه لم يرد ان يخفي حالتها عن عائلتها فلهم كل الحق ان يعلموا بحالة ابنتهم. فجأة رآها تتحرك فاقترب منها وبدأت تنادي على والدها وتصرخ وكل جسدها يرتجف ويرتعش بشدة. وجدها تخشبت وترفس برجلها بشدة صراخها يعلو اكثر واكثر. فضمها إليه حاول ان يهدئها لكن كان صعب عليه ان يحتويها فهي كانت ترفس وتهتز بشدة فاضطر ان يحقنها بالمهدئ لتهدأ ثانية وأغلقت عينيها. جلس بجوارها على الكرسي بجانب السرير وبدأ يبكي بحرقة فهو لا يقوى على رؤيتها هكذا ثانية.


*********

في الصباح

أر كيه كان يحمي نورهان وسمع صوت موبايلها يرن فتجاهله بعدما جفف شعرها والبسها ملابسها وحملها لسريرها فهي كانت مثل الجسد الميت الفرق الوحيد هو النفس الخارج من رئتيها غير هذا فهي ساكنة تماما. جلس بجانبها يراقبها كالصقر ثم سمع موبايلها يرن ثانية ورأى كلمة ماما تضيء على شاشة الموبايل. لم يعلم ماذا يفعل هل يجب عليه ان يجيب الهاتف؟ ماذا سيقول لها؟ كيف ستستقبل الخبر؟ هل هي قوية بالقدر الكافي ان تعلم بما حدث لإبنتها؟ توقف الموبايل عن الرن وهو حائر يجيب ام لا. ثم فكر في نفسه ماذا لو كان هناك امر ما؟ ماذا لو كانوا يحتاجونه؟ فاتصل بحماته
"ازيك يا ماما عاملة ايه؟"
"جوز اختي"
"لوجي؟ ماما فين؟ في حاجة؟"
"ايوة"
هلع أر كيه بسماع بكاء لوجينا
"في ايه؟"
"ماما تعبانة. امبارح كان عندها صداع جامد والنهارة دايخة خالص ومش قادرة تقوم من على السرير"
"طيب اهدي طيب. انا جي في السكة"
أر كيه نادى على خادمته نيها وطلب منها ان تجلس بجوار نور تراقبها ولا تتركها ابدا ثم اخذ مفاتيح سيارته وذهب لمنزل حماته ليطمئن عليها ووجدها تعاني من ضغط عالي واشترى لها الادوية. دخل غرفتها وجلس بجوارها على السرير
"ماما ممكن تاخدي الدواء في ميعاده وتاخدي بالك من نفسك شوية"
"انا كويسة يا ابني ما تقلقش علي"
"انا عارف انك زي الفل لكن لو سمحت خدي بالك من نفسك"
"هي نور فين ما جتش معك ليه؟"
"انا ما قولتلهاش أي حاجة ما حبيتش اقلقها"
"كويس يا ابني قولي هي عاملة ايه؟"
"هي حزينة لكن ما تقلقيش هتبقى زي الفل"
"انا مش قلقانة عليها طول ما انت معها انا عارفة انك عمرك ما هتسيبها انا عارفة انك هتحافظ عليها انا واثقة فيك"
أر كيه لم يجيبها باي كلمة لكنه نظر بعيدا عنها حتى لا ترى نظرة الحزن في عينيه
"لوجي ممكن تبقي تدي ماما الدوا في مواعيده؟"
"طبعا يا جوز اختي"
"كويس وياريت ما ترهقوهاش هي محتاجة ترتاح"
أجابه أدهم
"ما تقلقش"
"ما تقلقش يا ابني انا هابقى زي الفل"
"انا عارف يا امي لكن ارجوك خدي بالك من نفسك"
"حاضر يا حبيبي"
"انا هامشي دلوقتي"
"ما تقعد تتغدى معنا"
"هو انا مش لسة بقولك لازم ترتاحي"
"ما تقلقش دينا هي اللي هتجهز لنا الغدا"
"كويس. لكن انا لازم بجد امشي علشان مش عاوز اسيب نور لوحدها في البيت كتير"
"ماشي يا حبيبي خد بالك من نفسك ومن بنتي"
"طبعا يا ماما"
ترك أر كيه بيت حماته وهو يشعر بالذنب لإخفاء حالة نور عنهم
اسف يا ماما ما قدرتش اقولك أي حاجة. لكن انت ما تستحمليش الخبر. هيكون خطر على صحتك دلوقتي لو عرفت أي حاجة عن نور. هاقولك كل حاجة بعد ما هي تبقى كويسة قريب يا ريت

*********

اليوم التالي د/ عمر جاء ليفحص نور. بعد الفحص سأله أر كيه
"ازيها دلوقتي يا دكتور؟"
"بنفس حالتها مفيش أي استجابة منها"
"دكتور لكن نوباتها بتزيد دلوقتي"
"ازاي؟"
"الأول كانت تجيها نوبة او اتنين في اليوم دلوقتي اكتر من اربع او خمس مرات في اليوم"
"انا هاكتب لها على مهدئ قوي. لكن هي ممكن تاخده مرتين بس في اليوم. لازم يعدي 12 ساعة بين الجرعات. ده مهدئ قوي جدا ويأثر على خلايا المخ. مهما حصل اوعى تديها اكتر من مرتين في اليوم على العموم المهدئ ده قوي وهيقلل من نوباتها"
"لكن يا دكتور مفيش حاجة نقدر نعملها لها. مش ممكن نقعد نتفرج عليها هي بحالتها ده. المهدئات مش حل. لازم نعمل حاجة"
"ممكن اسالك سؤال شخصي؟"
"طبعا"
"علاقتكم ازاي؟"
"احنا اتجوزنا زواج تقليدي من شهور قليلة"
"انتم قريبين من بعض؟"
نظر أر كيه بعيدا عن د/ عمر وأجابه
"لا"
"وعلاقتكم الزوجية؟"
"لأسباب خاصة مافيش بينا علاقة زوجية"
"أسبابها ولا اسبابك؟"
"أسبابها"
"قصدك انها ما تقبلتكش كزوج لغاية دلوقتي؟"
"لا تقبلتني"
"لكن؟"
"هي مش بتحبني"
"متاكد؟"
أجاب أر كيه بدون أي تردد أو تفكير
"اه"
صمت لعدة ثواني ثم قال
"لا مش متاكد"
"يعني ايه؟"
"قريب اعترفت لي بحبها لكن انا ما صدقتهاش"
"ليه؟"
"مش عارف. انا مش عارف أي حاجة"
"مدام كامل رافضة تماما انها تعيش في عالمنا هي محتاجة حاجة ترجع لها الامل هي محتاجة انها تحس انها مرغوبة ومحبوبة"
"قصدك ايه؟"
"اظهر لها حبك. انا شايف قد ايه انت بتحبها اظهر لها ده"
"ازاي وهي مش سمعانا ولا شيفانا؟"
"هي بتسمعنا وبتشوفنا لكنها رافضة انها تتجاوب معنا اظهر لها حبك عبر عنه باي طريقة يمكن تستجيب لك"
"هحاول يا دكتور"
"أنا هامشي دلوقتي ولو حصل أي حاجة اتصل بي في أي وقت"
"اكيد يا دكتور"
في الفجر
أر كيه كان يحاول بصعوبة ان يفتح عينيه. فهو لا يريد ان ينام ابدا. هذه الليلة الخامسة له بدون نوم. ذهب للمطبخ ليحضر قهوة ثم عاد لنفس المكان ليراقب زوجته. بعد نصف ساعة. حاول ان يمسح قطرات العرق من على جبين زوجته. شعر بجسدها بارد فدثرها ولكنه لاحظ شيئا مبللا. كشف عنها الغطاء وصعق لرؤية السرير غارق في دم زوجته.
***********************************************************************
#مذكراتي_العزيزة على الأنكت
https://www.inkitt.com/stories/romance/267796

مذكراتي العزيزة (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن