مذكراتي العزيزة
أنا عارفة انه مش قاصد اللي قاله. انا عارفة انه بيحبني. انا حسيت بحبه في كل حاجة يعملها. شوفته لما كنت غايبة عن العالم حسيته في لمسته
لكن معرفة انه مش يقصد اللي قاله ما تقللش الألم ابدا. لسة بيوجعني كل مرة لما يقول انه مش بيحبني. بيألمني كل مرة لما يرفضني. انا عارفة اني انا كمان جرحته جامد. انا عارفة اني رفضته قبل كدة. لكنه مش بينتقم مني. هو مش تافه علشان ينتقم مني كدة. هو مش قاصد يجرحني. لكن ليه بيجرحني؟ ليه بيخبي مشاعره؟ ايه اللي اقدر اعمله علشان يثق في تاني؟ ايه اللي اقدر اعمله علشان يستسلم لمشاعره؟ انا كنت في قمة سعادتي النهاردة لما شوفته. هو وحشني قوي. ولما حضنته حسيت قد ايه انا كمان وحشاه. شوفت ده في عينيه. لكن فجأة مش عارفة ايه اللي حصل. رجع تاني لقناع القلب القاسي. وفكرني بشروطه الغبية. لا اولاد ولا حب. هيعمل ايه لما أقوله اننا هيجي لنا ابن؟ هيفرح بالخبر ولا هيتمسك بشروطه.
ممكن يطلب مني اجهض؟
لا مش ممكن يطلب مني حاجة زي كدة. هو بيحب الأطفال. هو بيحبني. مش ممكن يطلب مني اقتل ابننا. انا متاكدة انه عمره ما يفكر في حاجة زي كدة.
انت عارفة ان اللي في قلبه حاجة واللي على لسانه حاجة تاني خالص. هيحصل ايه لو طلب مني اجهض؟ حتى لو مش قاصد. حتى لو هيغير رأيه في الاخر. هتقدري تستحملي تسمعي الكلمة ده منه؟ هتتحملي الألم؟ لو طلب منك تجهضي؟
لا مش هاقدر. لو قالها هيجرحني جدا هيعمل شرخ عميق في حبه في قلبي للابد.
انا متاكدة انه هيفرح بالحمل. انا متاكدة انه هيحب ابننا. لكنه بيقول حاجة عكس اللي بيحسه. وانا ما اقدرش اخاطر انه يطلب مني اقتل ابننا.
أنا مش هاقوله حاجة عن الحمل لغاية لما اخلص اول ثلاث شهور. انا خلصت شهر ونص وفاضل شهر ونص اخفي فيه حملي ولما اتاكد انه عمره ما هيطلب مني اجهض ابقى أقوله مش قبل كدة ابدا.
لكنه من حقه انه يعرف انه هيكون اب. ما ينفعش اخفي عنه الامر ده. ده ظلم له.
ده الطريقة الوحيدة لحماية ابني وحبي. لازم اخفي حملي عنه. انا بحبه وواثقة في قلبه لكن مش واثقة في لسانه اللي بيقول اللي مش يقصده.
مذكراتي العزيزة
انا وحشني البيت وحشتني هي وحشتني ضحكتها ريحتها ابتسامتها كل حاجة فيها. انا عمري ما فكرت انها هتوحشني قوي كدة. لمدة أسبوع باكلمه ما شوفتهاش. عدى علي كأنه سنة مش أسبوع. لما شوفتها جاية تجري علي، قلبي رقص من الفرحة. لما جت في حضني حسيت اني ملكت الدنيا كلها بين يدي. لما حضنتني نسيت كل حاجة وكنت عاوز افضل كدة للابد. لكني افتكرت كل حاجة. افتكرت انها هتسيبني للابد في يوم من الأيام. اذا كان أسبوع عمل في كل ده هاعمل ايه لما تسيبني للابد؟
كل ما تقرب مني توجعني اكتر معرفة انها هتسيبني في يوم من الأيام. لما حضنتني صحت مشاعري لها في قلبي. مشاعر انا بحاربها وخافيها في قلبي.
أنا بحبها. ما اقدرش انكر ده لكن انا مش عاوز الحب ده مش قابل الحب ده مش عاوز احتاجها في حياتي لازم اتعلم أعيش من غيرها لازم احصن قلبي من حبها.
أنا عارف اني جرحتها لكن انا عملت كدة علشان احمي قلبي. انا عمري ما حبيت اجرحها. لكن قربي منها يؤلمني بشدة. وانا مش قادر استحمل اكتر من كدة. ما كانتش بتأثر في كدة في الأول. لكن بعد ما عشت معها لشهور دلوقتي. بعد اللي حصل بينا من شهر فات. بعد ما قربت مني قوي. بعد ما حسيت بجسمها. مش قادر اتحكم في مشاعري تاني. صعب علي. صعب جدا علي. وهي مش بتساعدني بقربها مني وحضنها لي. هي لها تاثير قوي على قلبي وجسمي. وأصعب شيء بالنسبة لي دلوقتي اني اتحكم في نفسي.
أنا مش عارف اعمل ايه. مش قادر اطلق العنان لمشاعري. ولا قادر اتحكم فيها تاني. مش قادر اقرب منها ولا قادر ابعد عنها
ساعدني يا رب مش عارف اعمل ايه.***************
اليوم التالي
كان أر كيه ذاهب لعمله عندما خرجت زوجته من غرفتها وسألته انه يأخذها معه.
"صباح الخير أر كيه"
"صباح الخير نورهان"
"نمت كويس امبارح؟"
"زي الطفل. وحشتني غرفتي وسريري"
"انت رايح لبيت ماما؟"
"اه وحشوني قوي هافطر هناك وبعدين اروح المستشفى"
"ممكن تاخدني معك ماما وحشتني"
"ماشي ليه لا"
"خلاص اديني عشر دقائق اخلص لبسي واجي معك"
ذهبا معا لمنزل نجوان ليتناولا افطارهما هناك. استقبلتهما نجوان بالترحاب وقالت لإبنتها
"انا فرحانة قوي انك جيت النهاردة يا نور"
"وانا كمان مبسوطة اني هنا معك يا ماما انت وحشاني قوي"
نظر لهم أر كيه وابتسم
"دلوقتي بنتك عندك نسيتيني خالص"
"ما تقولش كدة يا رأفت انت عارف قد ايه انا بحبك"
ثم مالت نجوان واقتربت من أر كيه وهمست في اذنه
"اكتر منها"
قاطعتهم ابنتها
"سمعاك"
"ولا يفرق معي"
اصطنعت نور الزعل وقالت لأمها
"يعني بتحبيه اكتر مني"
"اه هو افضل ابن في الدنيا ده كلها"
"ماشي يا ستي وانا فرحانة انك بتحبيه اكتر مني كمان لأنه يستحق كل الحب في الدنيا"
"يا سلام يا نور كل الكلام الحلو ده لجوزك انت محظوظ يا رأفت مراتك بتحبك قوي"
اجابها صهرها
"انا محظوظ يا ماما علشان هي معي وانتم عيلتي"
ثم اكملت بنتها
"لا يا ماما انا اللي محظوظة اني متزوجة احسن زوج زي أر كيه"
"امشي انا واسيبكم لوحدكم شوية"
صاح أر كيه ونور في نجوان معا وهما يخجلان من كلامها
"ماما"
ضحكت نجوان عليهما وقالت
"خلاص هاسكت"
بعد الفطار أخذت نور الاطباق للمطبخ لتنظيفهم وتبعتها امها لتساعدها
"عاملة ايه يا نور؟ واخبار صحتك ايه؟"
"زي الفل يا ماما"
"لكن وشك مرهق"
"عادي يا ماما علشان بس امبارح تعبت شوية في استقبال أر كيه"
"رأفت انسان ممتاز انا مبسوطة انكم كويسين مع بعض دلوقتي انا فرحانة قوي انك بتحبيه دلوقتي وكل حاجة بقت كويسة بينكم"
"ايوة يا ماما مش عارفة أقول لك قد ايه انا بحبه. هو بيهتم بي كتير قوي وعلى طول بيساندني في أي وقت احتاجه فيه هو افضل زوج أي واحدة تتمناه"
سمعا صوت أر كيه ينادي على زوجته من الصالة
"نورهان تعالي علشان نمشي"
خرجت نجوان من المطبخ واعترضت على كلامه
"لا يا رأفت انت واحشني قوي استنى معي شوية انا ما شوفتكش لمدة أسبوع بحاله ما تمشيش دلوقتي"
وضحت نور لأمها وقالت
"لكن يا ماما ما ينفعش نتأخر على الشغل"
مسكت نجوان ذراع أر كيه واعترضت مثل الاطفال
"ما يهمنيش انا ابني وحشني وعاوزة اقعد معه شوية كمان"
فنظر لها أر كيه مبتسما
"ماشي يا نورهان هنقعد نص ساعة تاني"
"لا هتقعد معي ساعة مش هتمشي قبل كدة"
"علشان خاطرك انت يا جميل"
"واحشني يا ابني"
احتضنها أر كيه
"وانت كمان وحشتيني يا حبي"
"تعالى بقى احكي لي على كل اللي عملته طول الأسبوع اللي فات"
"ماشي تعالي احكي لك"
تحدثا الاثنان معا وأر كيه عرض عليها كل الصور الذي التقطها في الأسبوع السابق. عندما انهيا الحديث وجدا نور تجلس على كرسي وتميل برأسها على الحائط ونائمة بعمق.
**********************************************************************
أنت تقرأ
مذكراتي العزيزة (كاملة)
Romanceمذكراتي العزيزة قصة عن المسئولية. قصة تعلمنا ان نقوم بواجبنا قبل السؤال عن حقوقنا. لو كل فرد منا قام بمسئولياته حتى لو عن مضض سينال ما يتمنى في النهاية. الحب ليس مجرد كلمة. الحب واجبات ومسئوليات تجاه الطرف الاخر. قم بواجبك وسوف تحصل على الحب في المق...