فى تفكيرى..... الموت

حياة

"كم هى جميلة"...
لقد كانت تلك أولى الكلمات التى أسمعها عند ولادتى، عندما كانت الممرضة تناولنى لأمى.

كان يوما جميلا، مشرقا بالسعادة و الفرح، سماؤه صافية و شمسه لطيفة ناعمة. كانت العصافير تغرد بصوت عالٍ، بدت كأنها تغنى و كأنها كانت فرحة بقدومى للدنيا. " كم هى جميلة" أخبرت الممرضة أمى وهى تضعنى برفق بين ذراعا أمى الدافئتين. كانت أمى قد استيقظت منذ لحظات قبل وصولها، تترقب ميعاد قدومى إليها بشوق و حماس. عندما رأيتها، وقعت فى حبها، وعندما رأتنى أمى، بكت.

عَلِمت من اللحظة الأولى أن ربى قد جعلنى مميزة حيث أنه هدانى لتلك المرأة الوافية. لقد كانت أمى جميلة، جميلة جدا لدرجة جعلتنى لا أستطيع التفريق بينها و بين الزهور؛ التى عندما يسقط عليها الندى، كان يزينها كالتاج. أمى، أمى كان لديها ملامح خلّابة؛عيناها برّاقة و خضارهما مثل السندس، كانت ابتسامتها مشرقة مثل اشعة الشمس، وكان وجها الطويل يليق عليها و على ملامحها. حمدت ربى على النعمة كثيرًا، قد حمدته عليها طوال حياتى. قبّلتنى أمى على مقدمة رأسى ثم عانقتنى، ثم نظرت فى عيني و قالت "كم أحبك يا صغيرتى. أعلم أننا تقابلنا منذ وهلة فقط، لكنى احببتك منذ اللحظة الأولى و أعدك ستبقين فى قلبى حتى النهاية". حُفِرَت تلك الكلمات فى قلبى، و أصبحتُ احب أمى اكثر من أي وقتٍ مضى.

عدت للبيت مع أمى، فَرِحَةً بمصيرى، و كنت قد إعتقدت أن اليوم لن يزداد حلاوة، لأجد طفلان يجريان بناحيتى و أمى. "لويس، شارلوت!! تعاليا لحضنى يا حبيبي" عندها نظرت أمى إلي و قالت "هذان هما أخويكى. ستحبيهما ".عندها ظهر رجل و قال "هااااا أناا الأب!". وقتها اقترب منى و قبّل أمى ثم نظر إلي و قال "طفلتى الصغيرة.. يا أحلى من القمر".

فيلسيتى جرايس توملينسون كان ما قد كتب على إسوارة يدى. تعجبت و أنا انظر إليها، لم افهمها بعد. نزعها أخى عن يدى و سرعان ما بدأت البكاء.. لقد احببت ملمسها الناعم على معصمى. "ستكون المحبوبة!" قال صارخا "احب أن أكون الأهم هنا". "حبيبى من قال ذلك؟!!. نحن نحبك و سنظل نحبك للأبد حتى مماتنا" ردت أمى فى حنان ماسحةً دموعه. نظر الي لويس بأسف ثم هز رأسه قليلا و أطال نظرته، يتأملنى. جَلست شارلوت بجانبه و قبّلته على خده لكى تهدأه ثم أمسَكت بيدى اليسرى و قالت فى إبتسامة "انتى اجمل إخوتى". لم يُعْجِب لويس ذلك لكنه لم يقل أى شئ.