لقد كنت حقا كذلك ، بارع في اشياء لم أتعلمها من احد فقط برعت فيها بالفطرة ، تستطيع ان تخبر انك تجيد شيء ما حد البراعة حين يصبح القيام به امرا تلقائيا ، تعلم نتيجته مسبقا ، حلواني بارع يستطيع ان يعرف ان الحلوى بالشكولاتا و الفراولة ستنتهي تماما بالشكل الدي يتصوره مسبقا ،لقد كنت بارعا بنفس القدر او ربما اكتر قليلا من ذالك ، هناك صناع خزف محترفون و هناك اناس قليلون إحترفو تكسير اواني الخزف ، انا واحد منهم ،كنت أبرع في دالك حد الاعجاز في احيان عدة ، استطيع ان اهشم قطعة خزف جميلة الى الاف القطع قبل حتى ان تدخل الفرن ، استطيع تكسيرها و هي لا تزال طين رطبا او في اوج تشكلها مزهرية جميلة او وهي داخل الفرن اباغتها من حيت لا تحتسب او استطيع ان انتضرها الى ان تتزين بورود الاقحوان الصيفية تم احملها عاليا و اضرب الارض بها الى ان يمتزج ماء الورود بفتات الطين تم اجلس جانبها متحسرا اذرف بعض الدموع لما قدمت يداي ، لقد كسرتها مرة اخرى ، الا استطيع فقط ان احتفض بخزفية واحدة انضر اليها كلما اشتد بي البؤس و الوحدة، انضر اليها بحب لجمال ما صنعت دون ان تنفلت من بين يداي قصدا او دون دون قصد و تختفي عن الوجود في الحال ، لقد كنت بارعا جدا في تدمير كل جميل تصنعه يداي حتى اقتنعت ان بيداي لعنة تذبل الحياة في كل شيء تلمسانه كطاعون لا دواء له ، ما عساي افعله احببت كتيرا و كلما اقتربت اكتر مما احب الا و اشاهده يتحول الى رماد يندثر مع الريح ، حتى ايقنت اني بارع في قتل كل ما احب ،فجلست القرفصاء و اخدت اصنع فخارية جديدة ، ترى متى ستسقط هده ارضا و كيف ؟ ...