الرسالة الثانية📜🥀

94 4 1
                                    

ضيعة بايلغوده، المانيا
الجمعة
الثاني و العشرون من مارس عام ٢٠١٩
لكل شئ بداية، منذ تعارفنا الأول و الشك يحيط بي. ما هذا اللقاء؟ لقائنا كان أيضًا مميز. أتذكر؟

كيف بدأ كل شئ
الرابع و العشرون من يوليو٢٠١٧
كان ابي قد قرر زيارتنا المفاجئة لكم، لتمضية عطلة الاسبوع. كان الامر مريب نوع ما. أباك هو ذلك الرجل اللطيف الذي تقع في حبه فور رؤيته. بعيناه الدافئة، و رسمة العمر التي زينت وجهه، و شعره. الرمادي الذي يتلي الحكايات و الحكايات، بجلسته الممشوقة و احاديثه التي لا تخلو من المرح.
هو يمتلك ثلالث ابناء و أنا اعرف واحدًا منهم فقط "مارت" ، و هو الامر الذي جعل الزيارة اكثر ريبتًا و احراجًا.
تعرفنا على أباك في الفندق الذي اقمنا به لشهر في حين تم فرزنا الى بيوت، انت لم تكن أنذاك، كنت مازلت تقطن برفقة امك و اختك في تركيا.
سبب زيارتنا الاولى كانت، انتقالك مع امك و اختك الى المانيا، أظنها كانت جلسة تعارف، رغم ان وصولكم الى المانيا كان قد تعدى السنة، لنقل انها كانت زيارة متأخرة...
ظننت أنها زيارة ستنتهي و لن تعاد. أو لربما تعاد مرة في السنة. لم أكن لأتوقع أن الصداقة بين العائلتين ستكون بذلك القرب.

ساعة و نصف كانت مدة الطريق. كان شعوري وكأنها زيارة عادية، رغم انها لم تكن كذلك. كنت ارتدي ملابس رياضية عادية، كعادتي؟ لكن يا للصدفة و يا لسخرية القدر، كانت تحتوي الوانك المفضلة، اسود، ابيض و احمر.
لم نحتج ان نعرف عن انفسنا، اظن ان اباك كان قد تكفل بالموضوع، ‏وكأي فتاة عربية كان أول موضوع أتاني هو نظافة المنزل دخلت الى المنزل. كان المنزل مريح يبعث بالدفئ، أظن هذا الأمر قد قلل من توتري. إلا أن قبلة أباك على جبيني كترحيب بين نظرات الجميع، أشعلت نيران توتري من جديد. ‏أباك دائمًا ما اعتبرني ابنةً ثانية له. أنا كنت تلك الفتاة في العائلة التي تحاول إضحاك الجميع. دائمًا ما أثير الشغب أحاول تسلية الجميع. أعشق كبار السن، أعني أولائك الذين بعمر والدي و يحبون المزاح و يتقبلونه بكافة أنواعه. أباك هكذا، دائمًا ما ضحك على سخافاتي و عاملني كأنني واحدة من العائلة. هذا ما لم يكن في الحسبان.
الابتسامة الصادقة التي زينت وجوهكم فور دخولنا كانت كفيلة بجعلي أريد التعلق بكم والتعرف عليكم. لكنني في ذلك الوقت كنت ‏تلك الفتاة المنغلقة المنفتحة وفي هذا تضاد كما ترى. أريد الإجتماع و التعرف على الجميع لكنني سيئة في الإنطباعات الأولى. ربما يوحى للجميع أنني هادئة لا أتحدث. أو ربما متكبرة متعجرفة. في ذلك الوقت قررت أن أصمت، ربما بعض الأحاديث الجانبية برفقة شقيقتي لا أكثر. و بعد القليل من الوقت قررت تبادل الأحاديث برفقة شقيقتك، لدينا الكثير و الكثير من النقاط المشتركة رغم أنها تصغرني بأعوام. و سرعان ما كونا فريق جميل، يسخر و يضحك بكل أراحية. أما بالنسبة لك يا عزيزي، لم اكن غير تلك الفتاة المتكبرة المتعجرفة الصامتة، انطباع اول من اللقاء الأول، عظيم أليس كذلك؟

رسائلي لك📜🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن