حدث...

60 10 7
                                    

تَقبّلت الحقيقة.. فأنا الآن أصبحت من الماضى... أصبحت تاريخ.

أنا ميتة........

لماذا لا أشعر بذلك؟ لماذا؟ أنا يمكننى رؤية كل من أحب فى نفس الوقت! و لدى الكثير من الميزات الأخرى... أستطيع الطيران لكن فى هذا اللباس الأبيض الطويل و الأجنحة البيضاء الكبيرة.
أنا شبه خفية لكن لا تستطيع رؤيتى.
لا أجوع لكنى لكنى فقدت قدرة الأكل.

هل تغيرت؟

عندها فهمت...

أنا الآن ملك.. لقد أصبحت ملكا.

مضت الساعات الأولى و أنا فى حالة حيرة... لا أستطيع الرجوع لأصلى. و ها أنا فى هذه اللحظة، أنظر لإخوتى و هم فى سعادة، غير مدركين بما قد حدث. أعلم، سوف ينزل عليهم هذا الخبر نزلة الصاعقة... و أنا أخاف على لوى أكثر شخص، فهو أكثر من يتأثر بالموت و خصوصا بعد أن أصدر "الإثنين منا" قبل أسبوع و هى عن أمنا الراحلة. فى هذا اليوم كانت آخر مرة أبكى بها. كم هو غريبٌ القدر، يشاء الله أن يأخذنى بجانبه بعد أن ساعد أخى فى استرجاع ثقته قليلا بقليل و وضعه على الطريق الصحيح. ها هو الآن، محطم، أو على وشك التحطم.  أنا أعرفه جيدا.. عندما يعلم سينهار من البكاء الشديد حتى يتعب، فهو يا حبيبى حساس كثيرا. أنا متأكدة أن الله تعالى يريد إختباره و مدى تحمله على المصائب. إنه يمتحنه و يعلمه لكى يهبه الطاقة اللازمة لمواجهة التحديات و الصعاب فى الحياة. أعلم أنه يقدر أن يصبر على الإبتلائات و يتعلم منها لكى يصبح أقوى من ذى قبل. أعلم أن ربى يحبه، بل يحبه كثيرا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه».

ها أنا جالسة على السحاب و أقول :- لوى حبيبى و كل أحبتى، لن أنساكم أبدا و أرجوا منكم أن تتذكرونى فى كل أوقاتكم. لا أريد أن أذهب عن بال أحدكم، و أنا سأكون هنا أشاهدكم و أبتسم فى رعاية ربى. لوى و الإخوة: أمى تبعت سلامها...

أحبكم جميعا،
حبيبتكم،
فيزى

فليسيتى جريس توملينسون، ١٨، ١٣ مارس ٢٠١٩، الدور الرابع، لندن 🥀✨⁦⚰️⁩

فى تفكيرى..... الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن