فى تفكيرى..... الموت

*رد فعل*

لقد كنت أهاب الموت، لكنى علمت نفعه.... الموت هو المهرب من الحياة، فالحياة مليئة بالأكاذيب، أما الموت هو الحق.

أكتب لكى يا فيزى بكل دمعة تبقت فى عيناي و بكل نقطة دمٍ موجودة فى قلبى. كم إشتقت إليكى. كم إشتقت لوجودك و كم كانت الحياة أفضل بوجودك. لقد عانيت كثيرا منذ رحيلك، حتى الآن أنا أستطيع إستيعاب الحقيقة... ماذا، ماذا يعنى أننى لن أصحُ على ستورى الإنستاجرام خاصتك؟ ماذا يعنى أننى لن أستطيع رؤية وجهك الجميل مرة أخرى و لن أرى صورتك الدائرية المحاطة بالخط الملون ساطع مرة أخرى؟ ماذا يعنى أننى لن أرى صورًا لكى مجددا؟ ذكرايات جديدة تُخلق و انتى  بها؟ ماذا، ماذا، ماذا؟؟ تغيرت حياتى ١٨٠°، فأصبحت أكثر صلابة؛ كنت عديمة المشاعر لخمسة أيام متتالية حيث كان الحزن و الأسي مسيطرين علي. فوجئت بنفسى أننى أصبحت "باردة" لأنه لا وجد ما يدفئ مشاعرى التعيسة من فرح و سرور. لقد إختفى مصدر البهجة و عمت الكئآبة فى كل أنحاء الكون. مواقع التواصل الإجتماعى و الصفحات الالكترونية،  كلها تبث بالحزن الشديد عليكى. أصبحت أكره أيام الأربعاء و خصوصا وقت الظهر، لا اريد آن أعيش لحظة الأسى مرة اخرى لكن و أنا عالمة بها. اتعلمين كم تكسرت بداخلى عند حدوث ما حدث؟ اتعلمين كيف تغيرت؟ كيف اصبحت؟ كيف تأثرت و كيف عشت؟ لقد تحركت بداخلى مشاعر، مشاعر لم أكن آعلم بوجودها قبلا. لم أكن ادرك أنكى المفضلة لدي بهذه الجدية. لقد كنت أراكى ذات شخصية و ذات شكل مختلف، ليس مثل شكل الدمى، عن إخوتك. أنا لا أكرههم بل احبهم ايضا، لكنك كنتى مميزة، فريدة من نوعك، تحبين البساطة و كنتى على طبيعتك و جمالك الطبيعى معظم الأوقات. لا استطيع شرح ما كان ردود أفعال الناس لكى، لكن العالم كان يحبك و سيظل دائما متذكر لكى. يا ليتك رأيتى ماذا فعل المقربون لكى، صديقاتك و عائلتك. كنتى على حق، لوى كان الأكثر تأثرا. بعد أيام من الحزن المكثف، اعتقد اننى فهمت الدنيا، انها سلسلة من الأحداث المتتالية و أقدار البشر و إبتلائات، تحدث كلها فى أوقات معينة لنشر هدف معين، الشئ المشترك بين كل هذا أنهم يعلمون المرء درس مهم. اعتقد اننى فهمت اصعب درس... التأقلم. نحب أحدا كثيرا و نخاف عليه من السوء حتى اننا مستعدين آن نُضحى من اجله ، ثم يأتى قدر الله و مشيئته أن يختاره بجانبه . يحزن و يبكى الناس طويلا لكنهم عليهم الصمود و التقدّم مهما كان هذا الجرح عميقا، فإنها الدنيا لا الآخرة. و ايضا تخطيت كلبش الخوف من الموت. الآن أعلم جيدا انه شئ حقيقى سيأتى آجلا أم عاجلا لذلك لست منزعجة، انا فقط اريد أن احسن من نفسى لكى يأخذنى ربى فى أحسن و أحلى طلّة كختام القرآن، إقامةالصلاوات الخمس على مواعيدها و السنن، إلخ... لااعلم كيف أعبر عن مشاعرى فى هذة اللحظة... لقد مرت ثلاثة أسابيع، فليسيتى!! من اكبر انجازاتى فى حياتى هى كتابتى لهذا الكتاب، كى اخرج به مشاعرى المكتومة المحفورة. لقد اثّرتى بحياتى كثيرا و ألهمتني ايضا. اهديكى هذا الكتاب و اعلم انه لن يصلك.. لقد تركتى فى حياتى بصمة اجمل و اكثر تحفيزا من التى تركها والدي بي. يا ليتنى عرفتكى فى وقت آقرب من ذلك، فأنا لم أكمل سنة حتى. أحبك فليسيتى كثيرا و اشكرك على ترك بعض من روحك الطيبة ببلدى مصر. كم كنت اريد مقابلتك و كم سيكون شرف لى أن احقق أمانيكى. لا اعلم إن كنتى ترينا من فوق أو لا، لكنى اريد آن تصلك المشاعر و يقرأها إخوتك. و أمك، أنا لم أحضر مماتها لكنى عندما اتذكرها أبكى مثلما بكيت عليكى. كم انتما محظوظتين آنكما تركتما هذا العالم القذر لمكان أرقى بكما، كم اغار منكما. لا لن  انساكى فى صلاتى و لن تغيبى عن بالى. حبيبتى، الله يرحمك.

لا أعلم لكن... هذا الشهر كان ملئ بالصدف الحقيرة...

لكنك قد أديتى واجبك يا جميلة.. و الآن حقك لكى تستريحى...

علينا أن نمشى قُدمًا حتى تستمر الحياة..

لقد تحققت إحدى أمنياتك.. أنتِ مشهورة، سيظل يتذكرك الناس دائما و كان الجميع متأثرا بالموقف... 

اُخِذت اجمل وردة بالبستان، و من يعلم من الممكن أن يزرع الله آخرى...

هل من تالي ؟ 💔