إنّ ما إستطعتُ حقًّا أن أفهمهُ بخصوص المرأة هو أنّه من المؤكد أنّ لا أحد يمكنهُ أن يفهمها أبدًا ، فهي تقول ما لا تقصده و تقصد ما لا تقوله ، تفعل ما لا تريده ... و تريد ما لا تفعله ، كأن تبتسم و قلبها سينفجر من الغيرة ، أو كأن تشتاق إليك حدّ البكاء و حين تُحدّثها !! تجيبُكَ ببرود ، تقول نعم و هي تقصد قطعًا لا ، و تقول لا و هي تقصد شيئًا آخر مهما حاولت لن تفهم معناه ، صوتُها الملائكي يخبركَ بلطفٍ لكَ أن تفعل ما تشاء ، و الشيطان داخلها يقصد إفعلها و سأقتُلكَ ، هي متقلّبة مثل المناخ و لكن على عكس المناخ تمامًا ، هي لا يمكن التنبّأ بحالتها أبدًا ، تتصرّف معكَ بقسوةٍ إذا ما تعلّق الأمر بكرامتها ، و تعطيكَ أكثر ما يمكن من الحبّ إذا ما تعلّق الأمر بقلبها ، ستصرخُ " أكرهُكَ " في أشدّ لحظاتِها حُبًّا لك ، و في أشدِّ لحظاتها كُرهًا ستبتسمُ لكَ بكلِّ سلام... ستبدو لكَ بخيرٍ في حين أنّها تخوض حربًا داخلها و لكنّها ستحتفظُ بكلِّ هذا لنفسها لأنّه يتحتّم عليكَ إكتشاف الأمر وحدكَ ، و في الأخير يمكِنُها بكلِّ بساطةٍ أن تجعلكَ تشعرُ أنّكَ لا شيء بينما أنتَ كلُّ شيء بالنسبة لها ، ومهما قلتَ أنّك تفهمها !!! أنصحكَ صديقي أن تراجع حساباتكَ مجدّدا ... ، فهي ليست ضعيفةً أبدًا كما تتصوّر و ليست قويّة كذلكَ ... ، هي مزيج كونيٌّ من كلّ شيء ، ... كأن تبكي من شدّة ضعفها َ ليلةً كاملة ، ...و أن تستيقظ صباحًا أقوى من أيّ وقتٍ مضى و كأنّ البكاء يزيدُها قوّةً ، أرأيت هي معقّدةٌ جدًّا ... أشبه بأطروحةٍ فلسفيّة كتبها بيتهوفن و عزفها سقراط على أوتار كمنجةٍ أمام آلاف الجماهير على ركحِ مسرح قرطاج ... و أنتَ حاول أن تفهم ....
Ahmed Sassi