دِيسمّبر ✨.

2.4K 248 214
                                    



سَبقنِي أخي العجول بأربع دقائق حين خرجَ من أحشاء والدتي قبلي ..
كان من المُزعج أن أقضي حياتي منعوتاً بالأخ الأصغر ، رغم إدراكي أن ذلك كان فقط للمزاح ، و بعد فترة اعتدتُ على الأمر بسهولة

كنتُ و شقيقي ككيانٍ واحد ، ذلك ما يقوله الكثيرون بداية من والدتنا مروراً بالجيران حتى زملاء الفصلِ ..
بغض النظر عن تشابه شكلينا كانت أرواحُنا - أيضاً - متشابهة لحد كبيرٍ
و كان بإمكاني الشعور به دون بذل أي جهد لفعل ذلك .. و طوال السبعة عشر عاماً التي قضيناها لم نكن لنفترق سوى في تخصصاتِ الجامعة حيث كان لكلٍ منا ميوله الخاصة .. فهو يهوى الرسم و الأدب ، و أنا أعشق الفيزياء و العلوم كافة


التاسع من ديسمبر 🍃.

-" يبدو ذلك "-

يقول بنبرة مستائة قبل أن يغلق الخط بعد دقيقتين تالييتين و يرمي بهاتفه على الأريكة البندقية
نظرتُ إليه من فوق تلك الأوراق المليئة بالمسائل المُعقدة التي أجد لذتي في حلها ، قائلاً كمن يدرك الإجابة أكثر ممن يسأل

-" تم تأجيله ؟ "-
-" للأسف ، تباً ما كان عليّ إجهاد نفسي بتلك اللوحة لو كنتُ أدرك بأنهم سيؤجلونه للسبت القادم لكانتْ ستكون أجمل. "-
-" السبت القادم ؟! لكن حفل التخرّج بعد يومان أنت تعلم لوي "-

ينظر إليّ بابتسامة شبه شقية ليلطف بها الأجواء

-" سأحضره بالطبع ! من الذي سيفوت يوماً كهذا ، أحسبتَ أني سأقضي أيامي المقبلة في تحسين تلك اللوحة ؟ هل أنت أحمق أو ما شابه ؟ "- 
-" على ذكر سيرة تلك اللوحة ، ألا تنوي أن تريني إياها ؟! "-
-" إنها مفاجأة أيها الأخرق مفاجأة "-
-" لا ضير في اختلاس نظرة بسيطة ! "-
-" كلا "-
-" ماذا عن معرفة فكرتها ؟ "-
-" لا "-
-" حسناً .. كم لوناً استخدمتَ ؟ "-
-" لا شيء "-
-" أنت حقاً عنيد ..! "-

قلتها بيأس فقذف هو بنظرة النصر خاصته و غادر الحجرة ضاحكاً

-" مجرد أربعة أيام إضافية ليام ، ألن تصمد ؟ "-
-" آوه بلى .. بلى سأصمد "-

بنبرة خالية من المصداقية قلتُ ذلك ثم اختفى من المكان ، على الأرجح ذهب ليلقي نظرة على لوحته التي يمتدحها منذ أن أنهاها ليلة أمس.
أتمدد على سريري مفكراً بالمستقبل .. سيكون ل لوي مستقبلاً باهراً بالرسم لا شك في ذلك لكن مستقبلي المجهول لا يزال يقلقني من حينٍ لآخر
لنأمل فقط أن تسير الأمور على خير ما يرام.

العاشر من ديسمبر 🍃.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أَلَمٌ ظَرِيف. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن