*
.«وبعد أن هُزِمَ الشرير على يد الملك، عاش الجميع بسعادةٍ في المملكة، النهايـة!»
أغلقت الكتيّب الذي بين كفيها واشاحت بناظريها الى من كانت تروي له حكاية ما قبل النومِ، لتجده قد غادر
لعالم الاحلام محتضناً قطه النائم بدوره.طبعت قبلةً صغيرة على مقدّمة رأسهِ واستقامت بخفةٍ، تحرص الا تصدر أي صوتٍ؛ خشية يقظته، فخرجت من الغرفة بعد أن قامَت بإطفاءِ الضوء الخافتِ الذي كان ينيرها، وفي يدها صندوقٌ متوسط الحجم، لتشق طريقها نحو غرفة الجلوس ذاتِ الأرائكِ الحمراءِ وتتخذَ إحداها متكئاً لها.
حملقت فيه لثوانٍ قبيل فتحه بتردد، كان مليئاً بصورٍ تُظهر إيڤا مع عائلتها وأقاربها مذ كانت في عمرِ الثالثة الى سنتها الثامنة عشرةَ، ووجوهُ الأغلبيةِ في تلك الصور قد استُبدلَت بلونٍ أسودَ بما فيهم والدتها الحبيبةُ ذات الخمسين عاماً، والتي كانت ترغب بتزويجها لابن خليلتها الفاسدِ،ولا تدري من أينَ أتت بتلك الفكرة الحمقاء!
ذلكَ أحد الاسباب الكثيرة التي دفعت بإيڤا لهجر منزلها والعيش بعيداً عن متناول ايديهم.
كان الجميع قاسياً معها وساخراً بما يتعلق باحلامها ومواهبها في الرسم، حيث لم يلحظ احد أنها كانت بارعة حد الابهار، بل اختصاص شقيقتها الشقراء كان ما قد استحوذ على انظارهم واهتماماتهم؛ فمن سينظرُ لطفلةٍ حمقاءَ عديمةِ النفع والطموح، بينما لها اختٌ جمعت بين خصالِ الذكاء والحُسن تحت مسمى الطبيبة سيرين، وذلك وفقاً لتفكيرهم الذي لا يتعدى سقف المنزل!
أنت تقرأ
ليـلة الميـلاد
Fanfictionفي ليلةٍ ينعمُ الأطفالُ فيها بدفءِ العائلة، كان يفتقدُ سقفًا يحولُ بينهُ وبين ثلوج ديسمبر، وأبوينِ يغدقانه بالحب، فاحتوتْ ضعفهُ بلا مقابلٍ؛ يدفعها عطفها الذي تغمده، وكما أمسكتْ يديهِ وبثت فيه النور لتدبَّ في أوصاله الحياةُ بعد انطفائه، فقد كانت تلكَ...