نوفيلا"هنا سعادتي"
يارب تنال اعجابكم.ح(١)تسلم ايدك يادكتور نبيل.
كان هذا صوت صاحب سياره قام بتصليحها نبيل صاحب أكبر معرض سيارات؛ ملحق بها ورشه كبيره لتحديث، وإصلاح السيارات المعطله.
نبيل بابتسامه وعيون لامعه بدموع: تسلم ياعم صالح حضرتك مش أى حد حضرتك أعز صديق ل والدي الله يرحمه اتفضل مفاتيح العربيه.رحل صالح بعد أن رفض نبيل أن يأخذ المقابل المادي منه، استند نبيل على سياره وهو ينظر لإبن أخته صاحب العشر سنوات الذي أصر على مصاحبته اليوم للعمل.
نبيل بتعجب: بتبصلي كده ليه ياهادي حاسس ان فيه أسئله في عنيك.
هادي: الصراحه أيوه ياخالو هو انت مش بتكشف على أي حد، ومفيش عندك مستشفى، وبيقولولك هنا يادكتور ليه؟ وليه عندك ناس بتشتغل كتير، ومعرض كبير بتحب تنزل الورشه وتشتغل بإيدك ؟ وليه حسيت إن هينزل دموع من عيونك وانت بتكلم الراجل اللي كان هنا ده؟
نبيل: يااه كل دي أسئله تطلع منك انت ياشبر ونص، طيب تعالى نطلع المكتب ونشرب حاجه واحكيلك.
هادي: ها ياخالو طلعنا وشربنا ممكن تحكيلي بقى.
نظر له نبيل وترقرقت الدموع في عيناه وقال وهو شارد الذهن ويتذكر ما حدث، ويحكي لهادي .
"عودة بالزمن قبل إثنا عشر عاماً"مشاده حاميه بين نبيل ووالده الأسطى عبد الرحمن، حول رغبته باصطحاب نبيل معه ورشته لإصلاح السيارات، ورفض نبيل لذلك بحجة أنه بالصف الثالث الثانوي ومتفوق جدآ، وسيصبح طبيب ليس ميكانيكي.
عبد الرحمن: يابني انا أتمنى انك تبقى أشهر دكتور، بس انا تعبت ومحتاجك جنبي اليومين دول، وانت دلوقتي اجازه عايز اعلمك الصنعه أهي يمكن تنفعك.
نبيل:يابابا بقولك دكتور تقولي صنعه! لو سمحت أنا مش حابب كده.
شعر عبد الرحمن بنغزه في قلبه فجلس على الأريكه،فأسرع إليه نبيل وقال:مالك يا بابا خلاص أنا أسف هنزل معاك زي ماتحب.
نظر له والده بحب وقال: يابني انا مش عايز اغصب عليك أبدا بس محدش عارف الزمن مخبي ايه، صنعه في ايدك احتجتها خير، مش محتاجها مش هتضرك. فهز نبيل رأسه بالموافقه وردد خلاص يابابا انا تحت امرك ياحبيبي.بالفعل بدأ عبد الرحمن باصطحاب ولده، وتعليمه المهنه، وأسرارها وكان نبيل يتسم بالذكاء،وسرعة بديهته؛ فتعلمها سريعآ دون عناء.
ومرت الإجازه الصيفيه دونما أحداث كثيره وبدأت الدراسه، وزاد تفوق نبيل وباقتراب نصف العام حدث ما لم يتوقعه أحد.
أثناء عودة نبيل من مدرسته، نظر لبيته فوجد ازدحام حوله فهرول إليهم؛ واندفع داخل المنزل ليستمع إلى كلمات مواسيه لوالدته وهي تبكي، ويرى أخته المنهاره تسندها إحدى الجارات، شعر وكأن ماس كهربائي يسري بجسده، وتسائل بصوت متقطع: فين بابا، انتو بتعيطوا ليه اسكتوا. وأسرع لغرفة أبيه، وجلس بجواره، وكشف عن وجهه يأيد مرتعشه، ونظر له بدموع تنهمر كشلال على وجهه.
أنت تقرأ
نوفيلا هنا سعادتي *بقلمي/ دعاء الفيومي *
Romanceلا نعلم أين السعاده أنجدها بتحقيق أحلامنا التي سعينا بجد لها؟! أم أن القدر يخبئها لنا في أماكن أخرى لم تكن يوماً في الحسبان؟!